مستقبل الذكاء الاصطناعي وأهم التطورات المتوقعة

كتابة : بكه

22 أبريل 2024

فهرس المحتويات

مستقبل الذكاء الاصطناعي: بعد الثورة الهائلة التي أحدثتها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات، باتت جميع المؤسسات في حالة تأهب للتكيف مع التغيرات التي نتجت عن هذه التقنية، إذ تعمل على حصر مهارات موظفيها، وتحديد مهارات الذكاء الاصطناعي التي يحتاجون إلى تعلمها، من أجل تحقيق أقصى استفادة منه في المنتجات والخدمات، خاصة بعد توقع استمرار تطوره في المستقبل ليحدث تغييرات أخرى تتجاوز حدود تخيل العقل البشري، لذلك نتناول في هذا المقال كيف سيكون الذكاء الاصطناعي في المستقبل، وما هي التطورات المستقبلية في مجاله.

مستقبل الذكاء الاصطناعي:

من خلال النظر في التطورات المذهلة التي تحققت نتيجة استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، يمكن استنتاج مستقبل هذا المجال المتوقع أن يكون واعدًا، ففي الوقت الحالي، تستخدم 77% من المؤسسات التطبيقات والأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وهو ما يدل على القيمة المتزايدة لهذه التكنولوجيا للقدرة التنافسية للأعمال، ولذلك فإنه من المتوقع بحلول عام 2030 وصول سوق الذكاء الاصطناعي العالمي إلى 1811.8 مليار دولار.

وفي الوقت الحالي وبعد أن بات الذكاء الاصطناعي حقيقة تؤثر على جميع مجالات الحياة بالفعل، فمن الواضح أن المستقبل سيشهد استمرار هذه التكنولوجيا في تشكيل عالمنا.

وهناك الكثير من التنبؤات بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على جميع القطاعات والصناعات، وكيف سيندمج بشكل أكبر في الحياة اليومية.

التطورات المستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي:

من المتوقع أن يستمر الذكاء الاصطناعي في إحداث تطورات هائلة في جميع المجالات، ومن أبرزها ما يلي:

1- الذكاء الاصطناعي وقطاع الرعاية الصحية

من المتوقع أن يزداد اعتماد قطاع الرعاية الصحية على الذكاء الاصطناعي للاستفادة منه في عدة مجالات.

فبعد استخدام الذكاء الاصطناعي في جمع البيانات ذات الصلة والدقيقة عن المرضى، فمن المتوقع استعانة الأطباء به مستقبلًا في اتخاذ قرارات استباقية فيما يتعلق بصحة المرضى باستخدام التحليلات التنبؤية، إضافة إلى إمكانية مراقبة صحة المرضى عن بُعد، واستخدام الأجهزة المدمجة التي تدعم إنترنت الأشياء في تزويد الأطباء بالتنبيهات إذا احتاج المريض إلى علاج طارئ.

وبخلاف ذلك، هناك أيضًا اتجاه متزايد لتطوير روبوتات الدردشة الصحية، تلك الروبوتات التي يحصل منها الأطباء على معلومات أولية حول أعراض المرضى.

2- الذكاء الاصطناعي واللوجستيات

سيلعب الذكاء الاصطناعي دورًا بارزًا في تطوير الخدمات اللوجستية مستقبلًا، وذلك من خلال استعانة المؤسسات بتحليل البيانات التنبؤية في التنبؤ بمتطلبات المخزون للبائعين وخفض التكاليف العامة باعتماد أفضل الطرق.

كما ستستفيد شركات الشحن من تنفيذ الذكاء الاصطناعي في المستقبل، فبدلًا من الاعتماد على فحص الوثائق الذي يؤدي إلى إبطاء الشحن، فإن تحويل تلك الوثائق إلى نماذج رقمية سيساعد مسؤولي الجمارك على إجراء الفحوصات بشكل أكثر كفاءة من خلال الاستفادة من خوارزميات التعرف على الصور والأتمتة المتطورة.

وبالتالي، فإن تنفيذ تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال اللوجستيات سيؤدي إلى تتبع الشحنات بدقة، ومن ثم تحسين اقتصاديات سلسلة التوريد وإفادة صناعة الشحن العالمية.

3- الذكاء الاصطناعي والأزياء

بات مجال الأزياء قريبًا من الاستفادة من تقنية الذكاء الاصطناعي في المستقبل، فمن المتوقع أن تستخدم شركات الأزياء هذه التقنية في صنع عارضات أزياء رقمية ثلاثية الأبعاد من أجل توفير الموارد والمواد، كما أنه من المتوقع أن تكون العديد من عروض الأزياء افتراضية بالفعل والأزياء الرقمية هي الصيحة الجديدة.

وستكون أكبر العلامات التجارية على أتم استعداد للتحول إلى العالم الافتراضي، حتى وإن كانت قد كونت تاريخها بناءً على تجربة العملاء وعروض الأزياء التقليدية.

4- الذكاء الاصطناعي والروبوتات

ستلعب الروبوتات دورًا محوريًا في تحسين نوعية الحياة بشكل عام مستقبلًا، وسيزداد الاعتماد على الروبوتات الذكية والمتطورة والمتعددة الاستخدامات، إذ أشار أحد التقارير إلى أنه بحلول عام 2025، ستمتلك 14٪ من العائلات في جميع أنحاء العالم روبوتًا محليًا ذكيًا.

وتوقع نفس التقرير اعتماد غالبية المؤسسات على الروبوتات، وهو ما سيقلل من الإصابات والوفيات في مكان العمل من خلال العمل عن بُعد في البيئات الخطرة، كما سيؤدي ذلك إلى توفير الوقت وزيادة الإنتاجية، وبالتالي يركز الناس بشكل أكبر على المهام الإبداعية.

وفيما يخص الروبوتات المنزلية، فمن المتوقع أن تزداد أدوارها لتشمل القيام بالأعمال المنزلية ومساعدة الأطفال في تعليمهم، وتوفير رعاية صحية بدنية وعقلية لأفراد الأسرة.

5- الذكاء الاصطناعي والتعليم

خلال الوقت الحالي، مكّن الذكاء الاصطناعي من الوصول إلى العديد من الدورات التدريبية، ومستقبلًا فمن المتوقع أن تغير هذه التقنية من التعليم التقليدي، وأن يوفر فرصًا تعليمية أكثر فعالية للطلبة خاصة ممن يعانون من التعثر الدراسي. ومن المرجح أن تصبح ألعاب وبرامج الواقع الافتراضي أكثر انتشارًا في الفصول الدراسية، وبالتالي سيحصل الطلبة على خبرة مباشرة، وهو ما سيسهل من عملية التعلم.

وفي المدارس، هناك تنبؤات باستخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء فصول دراسية ذكية ومباني ذكية، مع الاستعانة بالتطبيقات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في التحكم في أشياء مثل درجة الحرارة وأجهزة الإنذار والأضواء عن بُعد.

6- الذكاء الاصطناعي والقطاع المالي

سيشهد القطاع المالي تطورات كبيرة مستقبلًا بفضل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، ففي عالم التمويل تم تصميم التكتيكات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والتي أدت إلى عدم الاعتماد على ممارسات التداول والاستثمار التقليدية.

ومن المتوقع أن ينتشر المستشارين الآليين في القطاع المالي لتنفيذ الاستثمارات، إذ أن الاستشارات الإلكترونية هي صناعة متنامية أخرى تمزج بين حسابات الكمبيوتر والحدس البشري لتحسين اتصالات العملاء.

7- الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني

خلال السنوات المقبلة، سيزداد اعتماد المنظمات على الذكاء الاصطناعي لضمان أمن البيانات، وسيتغير الأمن السيبراني مع الذكاء الاصطناعي في عدة مجالات منها:

  • مراقبة الحوادث الأمنية باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
  • استخدام  روبوتات RPA في أتمتة المهام والعمليات القائمة على القواعد.
  • الاعتماد على تقنية معالجة اللغة الطبيعية في تحديد مصادر الهجمات الإلكترونية.

8- الذكاء الاصطناعي والتجارة الإلكترونية

من المقرر أن يشهد قطاع التجارة الإلكترونية خلال السنوات المُقبلة تطورًا كبيرًا بعد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي من تجربة المستعملين إلى تسويق المنتجات وتوزيعها، وتخصيص المتسوقين، إضافة إلى زيادة الاعتماد على روبوتات الدردشة في المستقبل.

9- الذكاء الاصطناعي والدعاية

سيحدث الذكاء الاصطناعي ثورة هائلة في مجال الدعاية مستقبلًا، إذ سيزداد الاعتماد على الأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في تكرار الحملات الدعائية، وستزيد تلك الأنظمة من فرص الوصول إلى البيانات التاريخية وتوفير نتائج دقيقة.

كما أن استخدام أدوات وأساليب تحليل المشاعر الذكية سيسهل من الوصول إلى المستهلكين المحتملين والعثور على عملاء محتملين وتحويلهم إلى عملاء حقيقيين، إضافة إلى تحديد الحصة السوقية لمنتج جديد قبل إطلاقه.

10- الذكاء الاصطناعي وخدمة العملاء

فيما يخص مستقبل الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء، فمن المتوقع أن تلعب هذه التقنية دورًا في أتمتة الوظائف الروتينية، وبالتالي يجد الموظفون المزيد من الوقت للتركيز على المهام الأكثر صعوبة. كما ستُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي في تحديد أولويات المكالمات الواردة، وتطوير حلول فردية، وتلخيص تفاعلات العملاء، مع استخدام روبوتات الذكاء الاصطناعي لدعم العملاء.

11- الذكاء الاصطناعي والنقل

بعد التطور الذي شهده مجال النقل في صناعة السيارات ذاتية القيادة، من المرجح أن يشهد العقد المقبل اعتماد الذكاء الاصطناعي في هذا المجال على نطاق واسع، وستستمر تقنياته مثل رؤية الكمبيوتر والتعلم العميق ودمج أجهزة الاستشعار في تحسين سلامة وكفاءة السيارات ذاتية القيادة.

12- الذكاء الاصطناعي وإدارة الموارد

سيحدث الذكاء الاصطناعي ثورة هائلة في إدارة الموارد، إذ أنه من المتوقع أن تُستخدم خوارزميات هذه التقنية في توزيع الموارد بشكل أمثل وتقليل الهدر. فعلى سبيل المثال، تحلل تلك الخوارزميات البيانات من أجهزة الاستشعار وصور الأقمار الصناعية، وهو ما يمكّن من التنبؤ بندرة المياه، وسيؤدي إلى تحسين جداول الري.

مستقبل الذكاء الاصطناعي في السعودية:

تُعد المملكة العربية السعودية من الدول التي اعتمدت على تقنية الذكاء الاصطناعي في عدد كبير من القطاعات، ومن المقرر بحلول عام 2030 أن يصل عدد الشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي إلى حوالي 400 شركة، باستثمارات تصل إلى 80 مليار ريال، وهو ما يزيد من فرص الاعتماد على هذه التقنية وزيادة قاعدة مستخدميها، خاصة بعد خطط توسع القطاعين العام والخاص في هذا المجال خلال السنوات المُقبلة.

تعلم الدورات التقنية المعتمدة في السعودية:

توفر منصة بكه مجموعة دورات تدريبية في حوكمة تكنولوجيا المعلومات وإدارة الخدمات، ومنها:

 

وفي الختام، فإن الذكاء الاصطناعي سيشكل مستقبلنا بشكل كبير، الأمر الذي يفرض على جميع الأفراد والمؤسسات الاستعداد للتعامل مع هذه التقنية واستيعاب آثارها التي ظهرت بالفعل في كافة المجالات.

 

واتساب