ما هو العمل الجماعي وقواعده وقوانينه وخطوات تكوينه؟

كتابة : بكه

21 أبريل 2024

فهرس المحتويات

يُعد العمل الجماعي واحدًا من أهم عوامل نجاح أي منظمة، فلا يمكن تحقيق النتائج المرجوة إذ لم يتفاعل الموظفين مع بعضهم البعض ومع المديرين، هذا التفاعل الذي يساعد على تنفيذ المهام بسرعة أكبر وخلق بيئة عمل إيجابية، لذلك يتعين على كل موظف تحسين قدراته على العمل الجماعي من أجل تحقيق أهداف المنظمة وأهدافه المهنية، وفي سطور هذا المقال نوضح مفهوم العمل الجماعي وقواعده وأهدافه ومراحله، وما هي أخلاقياته والطرق الفعالة لتعزيزه.

معنى العمل الجماعي:

يشير العمل الجماعي إلى قدرة الموظف على التعاون مع زملائه في العمل بشكل فعال، من أجل تحقيق الأهداف المشتركة، ولذلك فإن امتلاك الموظفين هذه المهارة يمكنهم من التعاون كفريق واحد خلال اجتماعات العمل، ولذلك يركز أصحاب الأعمال عند تعيين موظفين جُدد على توفر هذه المهارة في المُرشحين. ويدل العمل الجماعي على أن بيئة العمل هي بيئة متناغمة، يسودها الدعم والثقة المتبادلين بين الموظفين، وهو ما يجعلهم يتفاعلون بقوة وبالتالي يعملون بشكل متماسك ويركزون على بلوغ الأهداف المشتركة.

وتشمل أهداف العمل الجماعي المشاركة في اتخاذ القرارات، زيادة الإنتاجية، تحسين العلاقات الاجتماعية، زيادة الرضا الوظيفي، تحقيق التعاون المتبادل، حل الصراعات، وتحقيق جهد جماعي أفضل. في تكوين فريق العمل الجماعي، يتم تحديد الأهداف، وتحديد الأدوار والمهارات المطلوبة، وتحسين مهارات الأعضاء، ووضع التوقعات من اليوم الأول، واحتضان التنوع، والسماح بالمخاطرة والتجربة، وتعزيز المهارات الفردية، ومنح الاستقلالية، وإنشاء ثقافة الفريق، وتعزيز الاتصالات داخل الفريق.

قواعد العمل الجماعي:

لضمان عمل الموظفين بشكل جماعي وبصورة تعاونية مثمرة تحقق أهداف المنظمة؛ ينبغي اتباع عدة قواعد تحكم العمل الجماعي وهي كالتالي:

1- التعامل باحترام وتقدير

من أساسيات العمل الجماعي، إظهار الجميع احترامهم لبعضهم البعض، إذ يُظهر كل موظف تقديره لوقت ومجهود وعمل وأفكار بقية الزملاء، وهو ما يساعد على العمل بسلاسة، إضافة إلى إنشاء بيئة جيدة تؤدي إلى تحسين علاقات الموظفين ومعنويات الشركة بشكل عام.

2- التواصل العلني

المقصود بالتواصل العلني أو الصريح قدرة الموظفين على التواصل بحرية فيما يتعلق بالعمل، ولذلك يُعد التواصل من أهم أجزاء العمل الجماعي، لأنه يسمح للموظفين بالتعبير عن مخاوفهم ونتائجهم وتحديثاتهم، وطرح أسئلتهم بحرية أمام المجموعة.

ولا يفيد التواصل العلني الموظفين فحسب؛ بل تمتد فوائده إلى المديرين لأنهم يعبرون عن أهداف الفريق وتوقعاته بشكل أكثر شفافية.

3- إعطاء ملاحظات بناءة

من أكثر ما يحسن من جودة عمل الموظفين، حصولهم من بعضهم البعض على تعليقات بناءة وموضوعية وقابلة للتنفيذ، وهو ما يعزز من العلاقات الودية بين قادة الفريق والموظفين.

4- المساواة في المعاملة

تنص هذه القاعدة على ضرورة تعامل الموظفين باختلاف أوضاعهم في المنظمة مع العملاء بنفس الطريقة التي يعاملون بها مديرهم، إذ يعزز ذلك من المعاملة المتساوية في مكان العمل، فيؤدي إلى زيادة رضا العملاء.

5- الاحتفال بالإنجازات

من أهم قواعد العمل الجماعي، تشجيع الموظفين على الاحتفال بإنجازات بعضهم البعض، إذ تقوي هذه القاعدة من العلاقات الودية بينهم، كما تساعد الموظفين على فهم بعضهم البعض بشكل أفضل، إضافة إلى دورها في ضمان اعتراف جميع أعضاء الفريق بجهود العمل.

6- حل الصراعات سريعًا

في حال نشوب نزاعات وصراعات بين الموظفين؛ يجب على الإدارة العمل على حلها في أسرع وقت ممكن، حتى لا تتفاقم وتؤثر على العمل، وبالتالي تُطبق هذه القاعدة في حل النزاعات مستقبلًا بشكل أكثر فاعلية.

7- الاستفادة من وقت العمل

من قواعد العمل الجماعي جدولة المهام وتحديد الأولويات، حتى يستفيد الموظفون على أفضل وجه من وقتهم في العمل، إذ أن الاستفادة من وقت العمل تساعد على تطور المشروع وبلوغ أهدافه، إضافة إلى زيادة تنظيم الاجتماعات وتعزيز التواصل بين الموظفين.

8- الاعتراف بعمل الجميع

بصرف النظر عن المنصب؛ فإنه من الضروري أن يقدر الجميع عمل بعضهم البعض، وهذه القاعدة تساعد على تحسين علاقات الموظفين بين بعضهم البعض وبينهم وبين المديرين، ومن ثم زيادة الرضا الوظيفي.

9- إكمال المهام بالكامل

عندما يوكل الموظف بإحدى المهام؛ عليه الالتزام بها وإكمالها على النحو الأمثل، وهي قاعدة أساسية للعمل الجماعي، لأن هذه المهمة قد تكون جزءًا من مشروع أو مهمة مستحقة بحلول اليوم التالي.

10- الوفاء بالمواعيد النهائية

تنص هذه القاعدة على ضرورة التركيز على أهمية التزام الموظفين بإكمال المهام المطلوبة منهم في المواعيد المُستحقة، وتشجيعهم على إعطاء الأولوية للجدولة الفعالة وإدارة الوقت.

أهداف العمل الجماعي:

تسعى المنظمات لإرساء العمل الجماعي بين موظفيها من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف وهي كالتالي:

1- المشاركة في اتخاذ القرار

يهدف العمل الجماعي إلى مشاركة الموظفين في اتخاذ القرارات المتعلقة بالعمل، كما أن هذا العمل يمكّن الموظف من مشاركة مشكلته، ومن خلاله يمكن اقتراح بعض الحلول لأي مشكلة.

2- زيادة الإنتاجية

يساعد العمل الجماعي على تحسين العلاقات بين جميع أطراف المنظمة، وبالتالي تزداد مهارة الموظفين، ويؤدون مهامهم بكفاءة، فتزداد إنتاجيتهم وإنتاجية الشركة.

3- تحسين العلاقات الاجتماعية

لأن المنظمات نظامًا اجتماعيًا في المقام الأول؛ فإن العمل الجماعي يساعد على تعزيز العلاقات الاجتماعية بين الموظفين، ومن خلاله يشعر كل موظف بقيمته عند زيادة دوره ومشاركته في العمل.

4- زيادة الرضا الوظيفي

من أبرز أهداف العمل الجماعي زيادة الرضا الوظيفي، هذا الرضا الذي يتحقق عندما يشارك الموظفون في أعمال الشركة، ويعتبرون أنفسهم جزءًا لا يتجزأ من المنظمة.

5- تحقيق التعاون المتبادل

يساهم العمل الجماعي في تحقيق التعاون المتبادل بين الموظفين وأصحاب العمل، ويؤدي هذا التعاون إلى تحقيق قدر أكبر من الكفاءة والإنتاجية لصالح المؤسسة والعمال والمستهلكين.

6- حل الصراعات

من خلال العمل الجماعي، يمكن وأد الصراعات قبل نشوبها، وحلها بسرعة في حال نشوبها بين الموظفين، لأن العلاقات الودية بينهم في العمل الناتجة عن العمل الجماعي تلعب دورها البارز في هذا الصراع.

7-  جهد جماعي أفضل

يخلق العمل الجماعي بيئة تشاركية، يحصل فيها كل موظف على فرصة لطرح اقتراحاته وأفكاره، وهو ما يساهم في توجيه جهود الموظفين لتحقيق أفضل النتائج.

كيف يتم تكوين فريق العمل الجماعي:

تمر عملية تكوين فريق العمل الجماعي المفيد للمنظمة بمجموعة من المراحل نشرحها فيما يلي:

1- تحديد أهداف العمل

يجب على قائد فريق العمل توضيح أهداف المنظمة لأعضاء الفريق من أجل زيادة مشاركتهم ودوافعهم وإنتاجيتهم، وحتى تتوائم أعمالهم مع تلك الأهداف، فضلًا عن ضرورة تحديد أولويات التوظيف، مثل متى قد تكون هناك حاجة إلى مهارات محددة وإلى متى يتم استخدامها.

2- تحديد الأدوار والمهارات المطلوبة

بعد ذلك، يتعين على قائد الفريق تحديد المهارات المطلوبة لتحقيق الأهداف المُحددة، ووفقًا لمهارة كل عضو، يتم تكليفه بمجموعة من الأدوار والمسؤوليات.

3- تحسين مهارات الأعضاء

في هذه المرحلة من مراحل العمل الجماعي، يعمل قائد الفريق على تحقيق أقصى استفادة من مهارات كل عضو من أعضاء الفريق، إذ يحدد نقاط قوتهم وضعفهم بصورة منتظمة، ومنها يستطيع معرفة المهارات التكميلية لكل عضو، وبالتالي يحدد من يمكنه دعم شخص آخر ونوع العمل الذي يقوم به شخص ما بشكل جيد ويستمتع به أكثر، وهو ما يؤدي إلى تقليل مستويات التوتر لديهم.

4- وضع التوقعات من اليوم الأول

يجب أن يعرف كل عضو في الفريق ما هو متوقع منه، والمواعيد النهائية للمهام المطلوبة، وما هو الدعم الذي سيتلقاه من المنظمة ومن قائد الفريق، والعمليات المتاحة لتسهيل عمله، وآلية تقييم نجاحه.

5- احتضان التنوع

عند اختيار أعضاء الفريق؛ يتعين على القائد مراعاة الجمع بين أشخاص من خلفيات ومعتقدات وأنماط حياة وتجارب حياتية مختلفة، إذ يفيد هذا التنوع في ابتكار أفكار جديدة وحل أسرع للمشكلات.

6- السماح بالمخاطرة والتجربة

من أجل ضمان نمو الفريق والوصول إلى حلول إبداعية للمشكلات؛ يتعين على قائد الفريق السماح للأعضاء بالتجربة والمخاطرة، حتى تتاح لهم الفرصة لاختبار الأفكار والفشل، ومن ثم يصلوا إلى أفضل طريقة لتنفيذ المهام.

7- تعزيز المهارات الفردية

عند تكوين فريق العمل الجماعي، يجب مراعاة تطوير المهارات الفردية لكل عضو من أعضاء الفريق، وذلك باتباع مجموعة من الاستراتيجيات وأبرزها: توفير التدريب المهني على أحدث التقنيات والأدوات، توجيه الموظفين من خلال تعاونهم مع قادة من وظائف أخرى.

8- منح الموظفين الاستقلالية

حتى يؤتي العمل الجماعي للفريق بثماره؛ يجب منح أعضاء الفريق الاستقلالية في أداء مهامهم، وعدم توجيه تعليمات مستمرة لهم حتى لا يشعرون بالتوتر، كما أن منح الأعضاء المزيد من الحرية يوفر للقادة المزيد من الوقت لإنجاز مهامهم الخاصة.

9- إنشاء ثقافة الفريق

لكل منظمة ثقافة خاصة بها، وتنشئ فرق العمل ثقافاتها الفرعية التي تتسق مع الثقافة الأم، ووفقًا للقائد وأعضاء الفريق والعمل الذي يقومون به، وهي المهمة التي تقع على عاتق قائد الفريق.

10- تعزيز الاتصالات داخل الفريق

على قائد الفريق تعزيز الاتصالات بين الأعضاء من خلال القيام بإجراءات مثل: ممارسة الاتصال المفتوح والشفاف، عقد اجتماعات غير رسمية مع الفريق قبل البدء في العمل، استضافة مناسبات اجتماعية منتظمة، تشجيع الموظفين على التعرف على بعضهم البعض.

نقاط الضعف في العمل الجماعي وكيفية التغلب عليها:

هناك العديد من نقاط الضعف في العمل الجماعي التي تؤدي إلى إبطاء إنتاجية الفريق وتقلل من الرضا الوظيفي وهي:

1- عدم التعاون

ينتج عدم التعاون في العمل الجماعي عن حرص أعضاء الفريق على تحقيق نجاحات شخصية بدلًا من التركيز على نجاح الفريق، وهو ما يؤدي إلى استغراق المشاريع وقتًا أطول حتى تكتمل. ولحل هذه المشكلة، يتعين على قائد الفريق إرساء مبدأ التعاون بين الأعضاء قبل البدء في المشروع، والتأكيد على أهميته.

2- نقص الحافز

تقل مستويات الإنتاجية في الفريق عندما يفتقر الأعضاء إلى الحافز، كما أن ذلك يؤثر سلبًا على أخلاقيات العمل ويؤدي إلى تفويت المواعيد النهائية أو رداءة العمل. ولذلك، يجب تحسين الحافز في الفريق من خلال تحديد أهداف واضحة، حتى يكون لدى الأعضاء شيئًا يعملون من أجله.

3- أخلاقيات العمل السيئة

تتعدد علامات سوء أخلاقيات العمل ما بين التأخر في الحضور إلى العمل وعدم حضور الاجتماعات وعدم الرد على رسائل البريد الإلكتروني، وهو ما يؤدي إلى قلة الإنتاجية أو إنتاج أعمال منخفضة الجودة. ولذلك، يُفضل تقديم دورات تدريبية أو موارد أخرى لتحسين أخلاقيات العمل بين أعضاء الفريق.

4- بيئة العمل السلبية

تنتج بيئة العمل السيئة من عدم دعم القائد أو ضعف التواصل بين الأعضاء، وهو ما يؤدي إلى شعور الأعضاء بعدم الارتياح لمشاركة أفكارهم أو طلب المساعدة، فيتأثر صنع القرار الجماعي بالسلب. ولذلك، يتعين على القائد توفير بيئة عمل إيجابية وتعزيز التواصل بين الأعضاء، حتى يحترموا بعضهم البعض، ويعملون من أجل تحقيق الهدف الجماعي.

5- عدم تقدير الموظفين

لن ينخرط أعضاء الفريق في العمل إذ لم يظهر قائد الفريق التقدير الكافي لهم، وبالتالي لن يعملوا بالجدية المطلوبة. ولذلك، يتعين على القائد تقديم ردود أفعال إيجابية لأعضاء الفريق وإظهار الامتنان لجهودهم، من أجل تحفيزهم في العمل.

قوانين العمل الجماعي:

وضع خبير القيادة الشهير جون ماكسويل قوانين العمل الجماعي السبعة عشر والضرورية لنجاح أي فريق، وهي كما يلي:

1- قانون الأهمية

ينص هذا القانون على أنه لا يمكن لأي فرد تحقيق أي شيء مهم بمفرده، لذلك يجب على الفرد أن يدرك أن الآخرين يمكنهم مساعدته في القيام بعمل أفضل مما يمكنك القيام به بمفرده.

2- قانون الصورة الكبيرة

ينص هذا القانون على ضرورة بذل أعضاء الفريق جهودهم نحو تحقيق الهدف العام للفريق وليس الأهداف الشخصية.

3- قانون المكانة

ينص هذا القانون على وجوب وضع القادة كل عضو من أعضاء الفريق في مكانه وتكليفه بالأدوار وفقًا لمهاراته ونقاط قوته، من أجل تحقيق أقصى استفادة منهم.

4- قانون جبل إيفرست

ينص هذا القانون على أنه كلما زاد التحدي؛ زادت الحاجة إلى العمل الجماعي، إذ يُدفع الأفراد لبلوغ الهدف مثل متسلقي جبل إيفرست، ولذلك يتعين على كل عضو أن يهتم بما يمكن أن يقدمه لزملائه وليس ما يمكن أن يقدموه له.

5- قانون السلسلة

ينص قانون السلسلة على ضرورة دعم الأعضاء التي تحتاج مهاراتهم إلى تدريب وتطوير، لأنه إذا اتخذ القائد قرارًا بإخراجهم من الفريق؛ فقد ينجحوا في مكان آخر.

6- قانون المحفز

ينص هذا القانون على أن الفريق يعمل بشكل أفضل عندما يكون هناك توازن في الأدوار الأساسية، وعندما يعرف الأعضاء أدوارهم، وأن مهمة تحفيز الأعضاء تقع على عاتق الموهوبين منهم.

7- قانون البوصلة

ينص هذا القانون على أن الرؤية الواضحة للقائد تمنح أعضاء الفريق التوجيه والثقة لبلوغ الأهداف، ودون هذه الرؤية لا توجد أهداف.

8- قانون التفاحة الفاسدة

ينص هذا القانون على أن المواقف الفاسدة تدمر الفريق وتؤدي إلى فشله، ومن تلك المواقف إنكار ارتكاب الأخطاء أو غيرة الأعضاء من بعضهم البعض.

9- قانون الاعتمادية

ينص هذا القانون على أنه يجب أن يكون زملاء الفريق قادرين على الاعتماد على بعضهم البعض إذا لزم الأمر.

10- قانون السعر

ينص هذا القانون على أن لكل شيء ثمن، فيجب أن يتحمل الفريق قيم مثل الالتزام بالوقت والتضحية، وإذ لم يدفع الفريق هذا الثمن؛ فقد يفشل في الوصول إلى أهدافه.

11- قانون سجل النتائج

ينص هذا القانون على أنه يمكن للفريق إجراء تعديلات عندما يعرف مكانه الصحيح من الخطة التي يضعها، ويستعين الفريق بسجل لمعرفة النتائج وتقييم الأداء.

12- قانون مقاعد البدلاء

ينص هذا القانون على ضرورة وجود بدائل جيدة وعدة خيارات، حتى يتمكن الفريق من تحقيق النجاح، وتتمثل تلك البدائل في وجود أفراد آخرين بخلاف أعضاء الفريق، يمكن الاعتماد عليهم عند الحاجة.

13- قانون الهوية

ينص هذا القانون على أن ما يزيد من قوة الفريق هي الهوية التي يستمدها الأعضاء من أهدافهم وقيمهم الموحدة.

14- قانون التواصل

ينص هذا القانون على أن التواصل الفعال المتسق والواضح بين الجميع في المنظمة، يُعد من أكثر العوامل التي تساعد على تحقيق النجاح.

15- قانون الحافة

ينص هذا القانون على ضرورة وجود قائد لكل موقف حسب نقاط قوته التي تناسب طبيعة الموقف، وبالتالي فإن مسؤولية القيادة لا تقتصر على قائد واحد فقط في كافة المواقف.

16- قانون المعنويات العالية

ينص هذا القانون على أن الروح المعنوية العالية التي يتمتع بها الفريق هي التي تمكنه من تجاوز المشكلات التي يواجهها.

17- قانون توزيع الأرباح

ينص هذا القانون على أن ما يساهم في نجاح الفريق هو الاستثمار في أعضاءه وإزالة العقبات أمامهم، ومنحهم الاستقلالية.

ما دور التفكير الناقد في تطوير العمل الجماعي:

التفكير النقدي هو مهارة تمكّن من حل المشكلات واتخاذ القرارات من خلال تحليل المعلومات وتقييمها وتطبيقها بطريقة منطقية وعقلانية، ويساعد التفكير الناقد على تطوير العمل الجماعي عن طريق ما يلي:

1 -تحسين المهارات

يمكّن التفكير النقدي من تحسين المهارات الخاصة، نظرًا لاعتماده على تبادل الأفكار والتعليقات ووجهات النظر مع الزملاء في الفريق، وهو ما يعزز من الخبرات والمعارف والثقة بالنفس.

2- تحقيق نتائج أفضل

استخدام التفكير الناقد يساعد الفرد على تحقيق نتائج أفضل، لأنه يستخدمه في تجميع الموارد والجهود لمعالجة المشكلات المعقدة والغامضة، كما أن العمل في فريق يعتمد على التفكير الناقد يساعد على توليد حلول مبتكرة وفعالة، وبالتالي زيادة الإنتاجية.

3- تطوير العلاقات

اعتماد العمل الجماعي على التفكير الناقد يفيد في تطوير علاقات أعضاء الفريق مع بعضهم البعض وبناء الثقة والاحترام والتواصل بينهم، وهو ما يمكن من تحسين مهارات التواصل والتعاون وحل النزاعات.

4- إحداث التأثير

يطور التفكير الناقد من العمل الجماعي من خلال دوره في إلهام الأعضاء بالتصرف بمسؤولية، وخلق ثقافة الاستفسار والفضول داخلهم، وهو ما يمكنهم من إحداث التأثير في معالجة مختلف القضايا والمشكلات.

ما علاقة العمل الجماعي بهرم ماسلو:

اخترع عالم النفس الأمريكي إبراهام ماسلو هرم الاحتياجات، والذي يشدد على ضرورة تلبية الاحتياجات ذات المستوى الأدنى حتى تتحقق الاحتياجات ذات المستوى الأعلى، ويُستخدم هذا الهرم في إدارة الأعمال لشرح دوافع الموظفين.

ويتضمن هذا الهرم مجموعة من الحوافز التي تُستخدم في مساعدة فريق العمل على بلوغ أهدافه والوصول إلى إمكاناته الكاملة، وتتمثل تلك الحوافز فيما يلي:

1- الاحتياجات البيولوجية والفسيولوجية

يشير هذا الحافز إلى ضرورة تلبية الاحتياجات البيولوجية والفسيولوجية لجميع الأشخاص الذين يعملون في الصناعات الإبداعية.

2- الأمن

ينقسم الأمن في مكان العمل إلى أمن جسدي وآخر نفسي، ويتحقق الأمن الجسدي عند خلو بيئة العمل  من أي مخاطر تتعلق بالسلامة البدنية، ونتيجة لذلك يتحقق الأمن النفسي، إذ يكون لدى فريق العمل المزيد من الوقت والطاقة للتركيز على العمل الذي يتعين عليهم القيام به.

3- الانتماء والاحتياجات العاطفية

يشير هذا الحافز في هرم ماسلو إلى ضرورة شعور أعضاء الفريق بالرضا من عملهم الجماعي، فعندما يعرف الأعضاء بعضهم البعض جيدًا؛ يصبح التواصل الداخلي أكثر سلاسة ومن المرجح أن يعملون معًا بشكل جيد، مما يزيد من جودة أعمالهم.

4- التقدير

يركز هذا الحافز على ضرورة شعور أعضاء الفريق بالاحترام والتقدير لعملهم، الأمر الذي يحفزهم على تعلم مهارات أخرى تؤهلهم لمواجهة تحديات جديدة ومثيرة.

5- تحقيق الذات

ربط ماسلو هذا المستوى من التسلسل الهرمي بالعمل الجماعي، فمن وجهة نظره أن بيئة الأعمال تحتاج إلى أشخاص يقبلون أنفسهم والآخرين على الرغم من أي عيوب، من أجل الوصول إلى إمكاناتهم الكاملة.

أهمية العمل الجماعي في نجاح العمل:

تحتاج جميع المنظمات إلى اعتماد العمل الجماعي في أسلوب العمل داخلها، إذ أنه يساعد على ضمان عمل الجميع نحو هدف مشترك، فيؤدي إلى سير عمل أسرع وأكثر كفاءة، مما يحسن الإنتاجية، إضافة إلى أنه من خلال العمل الجماعي يلتقي الأفراد ذوي المهارات والخلفيات المختلفة، فيشاركون معارفهم وخبراتهم.

كما أن هناك الكثير من المعارف التي يمكن اكتسابها من خلال العمل مع الآخرين، وهو ما يسهل من تطوير الأفكار والحلول، إلى جانب دور العمل الجماعي في التقليل من الضغوط التي يتعرض لها الموظفين، وهو ما يُحسن من التواصل بينهم ويعزز من ممارسات العمل المتماسكة، وبالتالي يمكن تحقيق النجاح بشكل أسرع من أي وقت مضى.

خصائص العمل الجماعي:

يتميز العمل الجماعي الجيد بمجموعة من الخصائص نوضحها فيما يلي:

1- وضوح الاتجاه

المقصود بوضوح الاتجاه وضوح الأهداف المشتركة ومقاييس النجاح بالنسبة لأعضاء الفريق، وعادة ما تكون تلك الأهداف قابلة للقياس ومفهومة.

2- التواصل المفتوح

من أسس العمل الجماعي الناجح التواصل المفتوح بين الأعضاء، والذي يشجعهم على التعبير عن أفكارهم وآرائهم وطرح أسئلة دون الشعور بالخوف، إضافة إلى تتبع التقدم والتعاون في المهام.

3- الأدوار المُحددة

من خصائص العمل الجماعي، تحديد أدوار كل عضو من أعضاء الفريق وفقًا لما يمتلكونه من مهارات وكفاءات، إذ يستطيع قائد الفريق تحديد الأفراد ذوي الأداء العالي لأداء مهام محددة.

4- القيادة القوية

لن ينجح العمل الجماعي دون وجود قائد فريق يحترمه الأعضاء ويقدم الدافع والتشجيع للحفاظ على معنويات الفريق عالية، هذا القائد الذي يوجه الفريق خلال المشروع بطريقة يسودها الاحترام والشفافية والتواصل المفتوح، كما يتولى القائد قيادة الاجتماعات وتحديد المهام وتقييم التقدم المُحرز فيها.

5- تحمل المسؤولية

عندما يعمل الأفراد معًا، فهم يتحملون المسؤولية ويتقاسمون المساءلة بشكل جماعي، إذ يقبلون أخطائهم معًا ويحاسبون أنفسهم ويعملون على بناء الثقة، وهو ما يمكنهم حل المشكلات بسرعة عند ظهورها.

6- التعاون الوثيق

التعاون الوثيق هو سمة حيوية يشترك فيها الفريق الذي يعمل بشكل جماعي، لأنه يمكّن الأعضاء من التواصل مع بعضهم البعض بشكل فعال وإنتاج أفكارًا جديدة، وبالتالي يتشاركون الأفكار التي تساعد في حل المشكلات والعمل بكفاءة.

7- صنع القرار المتبادل

عمل الأفراد بشكل جماعي يساعدهم على اتخاذ قرارات عالية الجودة، فكل عضو يشارك في عملية صنع القرار، ولا يترك هذه المهمة تقع على عاتق قائد الفريق فقط.

8- حل الصراعات

يساعد العمل الجماعي على الحد من النزاعات وإقامة علاقات إيجابية بين أعضاء الفريق، ومعالجة المشكلات مباشرة وبالتالي حلها بشكل فعال.

متى يتحقق العمل الجماعي الفعال:

يتحقق العمل الجماعي الفعال عندما يعرف أعضاء الفريق أنهم يعتمدون على بعضهم البعض، وعندما يعملون كجزء من الفريق وفي جو تسوده الثقة يتشجعون فيه على التعبير عن أنفسهم علانية.

ويصبح العمل الجماعي فعال عندما يقوم أعضاء الفريق بتطبيق مواهبهم ومعارفهم الفردية على أهداف الفريق من أجل نجاح المنظمة، إضافة إلى ما يجدونه من دعم وتشجيع من القادة على التعلم وتطوير مهارات جديدة.

اخلاقيات العمل الجماعي:

تُعرف أخلاقيات العمل الجماعي بأنها المبادئ التي تتحكم في سلوكيات الأفراد وهي كما يلي:

التعاون

في العمل الجماعي، يتعاون أعضاء الفريق مع بعضهم البعض ويتبادلون المساعدات من أجل تحقيق أهداف الفريق وأهداف المنظمة ككل.

الإيثار

يتطلب العمل الجماعي تفضيل المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، وإدراك أن تحقيق أهداف الفريق هي أولوية لكل عضو.

الالتزام

يفرض العمل الجماعي على الأعضاء التزامهم بإكمال المهام في مواعيدها، والجدية في العمل، وتحمل كل عضو مسؤولية عمله وأخطاءه.

الاحترام

عندما يعمل الأفراد بشكل جماعي؛ فهم مطالبون باحترام بعضهم البعض، واحترام اختلافهم في الآراء والثقافات، وتقدير كل فرد مجهودات الآخرين.

الطرق الفعالة لتعزيز العمل الجماعي

هناك العديد من الطرق الفعالة التي يستخدمها قادة الفرق من أجل تعزيز العمل الجماعي وهي:

  • إظهار التقدير والثناء للأفراد الذين يقدمون أداءًا عاليًا في العمل، حتى تستمر لديهم الرغبة في القيام بعمل جيد.
  • العمل على خلق الألفة بين أعضاء الفريق لأنها توفر جوًا أكثر راحة، وذلك من خلال عقد جلسات تعارف بين الأعضاء قبل البدء في أي عمل.
  • تحديد أدوار ومسؤوليات واضحة لكل عضو من أعضاء الفريق، حتى يشعر الموظفون بأنهم جزء من الفريق لسبب ما، وبالتالي يتعاونون مع بعضهم البعض بشكل فعال.
  • تحديد الأهداف والتي يجب أن تكون قابلة للتحقيق، حتى تجعل أعضاء الفريق يتحركون في نفس الاتجاه ويعملون من أجل الصالح العام.
  • منح أعضاء الفريق حرية التصرف في بعض الأحيان، وتركهم يرتكبون الأخطاء حتى يتعلمون منها.
  • الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة وتشجيع الفريق على استخدامها، حتى يستعد أعضاء الفريق للتقدم برؤى وأفكار جديدة.
  • تشجيع الجميع على التعبير عن آرائهم في عملية أو منهجية أو مشروع جديد، إذ أن المناقشة يمكن أن تكشف عن عيوب الخطة وتقدم حلولاً أفضل.
  • التعامل مع الأخطاء بالطريقة الصحيحة، من خلال محاولة تقليل تكرارها وعواقبها، وتشجيع المخطئ على إصلاح أخطاءه.

دورات معتمدة في إدارة المشاريع:

تساعدك الدورات التدريبية على اكتساب معرفة عميقة والإلمام بأحدث الممارسات والأدوات والاستراتيجيات وتعلم أهم المهارات بمجال إدارة المشاريع للاحتراف فيه، تقدم منصة بكه العديد من الدورات التدريبية المُعتمدة في إدارة المشاريع، يمكنك الالتحاق بها لتعزيز مهاراتك في هذا المجال:

 الخاتمة:

أهداف العمل الجماعي تتضمن المشاركة في اتخاذ القرارات وزيادة الإنتاجية وتحسين العلاقات وزيادة الرضا الوظيفي وتحقيق التعاون وحل الصراعات وتحسين الجهد الجماعي. في تكوين الفريق، يتم تحديد الأهداف والأدوار وتحسين المهارات ووضع التوقعات واحتضان التنوع والسماح بالمخاطرة وتعزيز المهارات ومنح الاستقلالية وإنشاء ثقافة الفريق وتعزيز الاتصالات.

نقاط الضعف في العمل الجماعي تشمل عدم التعاون ونقص الحافز وسوء أخلاقيات العمل والبيئة السلبية وعدم تقدير الموظفين. قوانين العمل الجماعي تتضمن قوانين الأهمية والصورة الكبيرة والمكانة وجبل إيفرست والسلسلة والمحفز والبوصلة وسجل النتائج ومقاعد البدلاء والهوية والتواصل والحافة والمعنويات العالية وتوزيع الأرباح.

التفكير النقدي يلعب دوراً حاسماً في تطوير العمل الجماعي من خلال عدة جوانب. أولاً، يُعزز التفكير النقدي المهارات الشخصية بتبادل الأفكار والتعليقات مع الزملاء، مما يُحسِّن الخبرات والثقة بالنفس. ثانياً، يُساعد التفكير النقدي على تحقيق نتائج أفضل وتوليد حلول مبتكرة، مما يزيد من الإنتاجية. ثالثاً، يُسهم التفكير النقدي في بناء العلاقات وزيادة التواصل وحل النزاعات بين أعضاء الفريق. وأخيراً، يُحفز التفكير النقدي على تحقيق الذات وتطوير الأفراد، مما يساهم في نجاح العمل الجماعي.

وفي الختام، فإن تعزيز العمل الجماعي في المنظمة يؤثر بشكل إيجابي على الإنتاجية الفردية، والإنتاج الجماعي، والنتيجة النهائية التي تسعى المنظمة لتحقيقها.

واتساب