استراتيجيات التدريب: أهم 10 استراتيجيات ومعاييره وطرق التطوير

كتابة : بكه

15 مايو 2024

فهرس المحتويات

يُعد تدريب الموظفين أمرًا ذو أهمية بالغة للمؤسسات التي ترغب في تعيين موظفين جُدد، وكذلك تطوير مهارات موظفيها الحاليين والاحتفاظ بهم، وقد أتاح التطور التكنولوجي الهائل الذي نشهده حاليًا أساليب تدريبية أكثر فائدة من أي وقت مضى، هذه الفائدة التي تعود على الموظفين والمؤسسات جميعًا، ولذلك تسعى جميع الشركات لاستكشاف أحدث طرق التدريب بما يحقق أهدافها منه، وفي سطور هذا المقال نوضح ما هي استراتيجيات التدريب الحديثة وفوائدها.

يُعد الاستثمار في الموظفين وتطويرهم والحفاظ عليهم، من أبرز الأهداف التي تسعى كل شركة ناجحة لتحقيقها، وحتى يتحقق هذا الهدف، يتعين على كل شركة إلحاق موظفيها ببرامج ودورات تدريبية تساعد على تطوير مهاراتهم وصقل خبراتهم في مجال الصناعة، مع مراعاة الاعتماد على استراتيجيات تدريبية متنوعة تناسب جميع أنواع الموظفين، حتى تصبح عملية التدريب فعالة قدر الإمكان وتحقق الأهداف المرجوة

، لذلك نوضح في هذا المقال ما هي أنواع تقنيات واستراتيجيات التدريب والتطوير ومعايير اختيارها والهدف من استخدامها وفوائدها وسُبل تطويرها.

مفهوم استراتيجيات التدريب:

تُعرف استراتيجيات التدريب بأنها الأساليب التي تتبعها المنظمات أو موظفو الموارد البشرية عند وضع البرامج التدريبية للموظفين، وتحدد تلك الاستراتيجيات الأهداف والموارد المُستخدمة من أجل حصول الموظفين على المهارات اللازمة لأداء مهامهم في العمل، ومن ثم تطويرهم على المستوى المهني، بما يتماشى مع الأهداف العامة للمنظمة

استراتيجيات التدريب تشمل مجموعة متنوعة من الأساليب والتقنيات التي تهدف إلى نقل المعرفة وتطوير المهارات بشكل فعّال. يمكن أن تشمل هذه الاستراتيجيات استخدام المحاضرات والعروض التقديمية لنقل المفاهيم، إلى جانب التعلم التفاعلي والتدريب العملي لتشجيع المشاركة النشطة وتعزيز التطبيق العملي. يتم تنويع الاستراتيجيات بناءً على احتياجات وأهداف التدريب وتوجهات المتدربين، مما يساعد على تحقيق تجربة تعلم شاملة ومفيدة.

أهم استراتيجيات التدريب:

استراتيجيات التدريب هي طرق التدريب التي يطورها الخبراء لمعالجة الاحتياجات التعليمية للموظفين، بما يتوافق مع أهداف المنظمة، إذ يتم تصميمها من أجل تطوير مهارات الموظفين في كافة المجالات، وتتنوع استراتيجيات التدريب الحديثة والتي يمكن حصرها فيما يلي:

1- التدريب في أثناء العمل

يُعد التدريب في أثناء العمل من أبرز أنواع استراتيجيات التدريب الحديثة، إذ ينطوي على تعليم وتدريب الموظفين وإكسابهم المهارات المطلوبة خلال قيامهم بتأدية مهامهم الوظيفية، وهو ما يوفر لهم خبرة عملية علمية تتيح تطبيق ما تعلموه بشكل مباشر.

والتدريب في أثناء العمل يناسب الموظفين الذين يقومون بعمليات خاصة للشركة أو يحتاجون إلى اكتساب مهارات تقنية محددة، لأنه يساعدهم على الانخراط في مواقف العمل الواقعية، وبالتالي يعزز من فهمهم لمتطلبات العمل ويسرع من عملية التعلم.

وما يميز هذا النهج التدريبي، أنه فعالًا من حيث التكلفة، على عكس أساليب التدريب الأخرى التي تتطلب الكثير من نفقات متعلقة بالسفر والإقامة والرسوم.

2- خطط التدريب الفردية

تطبق الشركات هذه الاستراتيجية، عندما تتمكن من معرفة أوجه القصور في المهارات والمعارف للموظفين واحتياجاتهم التنموية، إذ تصمم محتوى التدريب والأنشطة التي تلبي بشكل مباشر احتياجات كل موظف، بما يضمن تقديم تجارب تدريبية مميزة ومركزة.

وتفيد خطط التدريب الفردية في تكييف خبرات التعلم مع نقاط القوة والضعف والتطلعات المهنية لكل موظف، لأنها تراعي مجموعة المهارات الحالية للموظف، والمسار الوظيفي المطلوب، ومجالات التحسين، وهو ما يساعد على تعزيز التطوير المهني للموظفين وزيادة مساهماتهم في الشركة.

ومن المميزات الأخرى لهذه الاستراتيجية، أنها تعزز من مشاركة الموظفين وتساعد على تحفيزهم، لأنها تُشعر كل موظف بأهميته نظرًا لأن تجربة التدريب هذه مُصممة خصيصًا لأهدافه وتطلعاته الفردية، فيزداد الدافع داخله للتعلم وتطبيق مهارات جديدة في أدواره.

3- برامج التوجيه والتدريب

من تقنيات التدريب الحديثة، برامج التوجيه والتدريب، والتي تنطوي على قيام موظفين ذوي خبرة بتدريب موظفين جدد، من أجل نقل خبراتهم إليهم وتعزيز مهاراتهم وتوجيههم وظيفيًا، مما يساعد على خلق بيئة تعلم داعمة.

ومن خلال تلك البرامج، يتلقى الموظفين إرشادات عملية وتعليقات حول تطبيق المهارات المطلوبة في سياق عملهم، عن طريق تطبيق تلك المهارات في سيناريوهات العالم الحقيقي، وهو ما يحسن من نقل المعرفة إلى الأداء الوظيفي.

فائدة أخرى تجلبها برامج التوجيه والتدريب وهي تعزيز التفاعل المباشر بين المدربين والمتدربين، فلا يكتسب المتدربين فقط المهارات الوظيفية، بل أيضًا المهارات الناعمة الأساسية مثل الاتصال والقيادة وحل المشكلات.

4- تقنية التعلم المصغر

من استراتيجيات التدريب والتطوير الفعالة تقنية التعلم المصغر، وهي مناسبة لتدريب الموظفين الجدد على التقنيات الجديدة، لأنها تنطوي على التعلم السريع بدلًا من تدريس التعليمات المتعمقة حول كيفية عمل النظام.

وفي هذه التقنية، يتم شرح المحتوى التدريبي في مقطع فيديو صغير، يمكن الرجوع إليه في أي وقت قبل بدء العمل، وهو ما يساعد الموظفين على إدارة أعباء عملهم بشكل أكثر فعالية وسرعة سد فجوات المهارات، دون تعطل أعمالهم.

ومن مميزات التعلم المصغر، فعاليته من حيث الوقت والتكلفة، فلا يحتاج إلى نفقات كثيرة، كما أن الوقت الذي يقضيه المتدرب فيه قليلًا.

5- استراتيجية التعلم من نظير إلى نظير

تُعرف هذه الاستراتيجية باسم استراتيجية التعلم من أسفل إلى أعلى، وفيها يجمع المدربون جميع موظفي الشركة ذوي المستويات المتباينة من المهارات والخبرات، ويعلن الموظفون الجدد للخبراء عن احتياجاتهم التدريبية، حتى يتمكن الخبراء من تحديد الفجوات في المهارات وإنشاء دورات ذات صلة، وتوفير المواد التعليمية الجديدة للتدريب والتطوير.

وفي استراتيجية التعلم من نظير إلى نظير، يُسمح للموظفين بطرح الأسئلة وتقديم التعليقات وتقديم اقتراحات حول المحتوى الحالي، وبالتالي يقوم الخبراء بالإجابة على الاستفسارات حول منتدى المناقشة أو إنشاء دورة تدريبية جديدة للموضوع.

6- استراتيجية التعلم القائم على المشاريع

في هذا نوع من التدريب حيث يتم إعداد المتدربين لتحدي قد يواجهونه في مواقف العمل الحقيقة، ويُطلب منهم إيجاد طرق لحله.

وتتعدد تقنيات هذه الاستراتيجية ما بين:

  • المحاكاة: وفيها يتم إنشاء العديد من سيناريوهات التدريب المختلفة على الكمبيوتر باستخدام برنامج المحاكاة، ويطلب من المتدربين التفاعل وحل المشكلات مع حدوث الموقف.
  • لعب الأدوار: وفيها يلعب المتدربون أدوارًا محددة حتى يميزون الضغوط والصراعات الفريدة لها، ويفهمون لماذا يتصرفون بالطريقة التي يتصرفون بها.
  • دراسات الحالة: وفيها يُعاد تمثيل وضع واقعي كتحدي للمتدربين من أجل حله، ثم تُقارن نتيجة المجموعة بنتائج الوضع الأصلي لتقييم ما تم القيام به بشكل مختلف وكيف أثر ذلك على النتيجة.

7- حلقات العمل والمؤتمرات الخارجية

وهي من استراتيجيات التدريب التقليدية، تنطوي على جمع المتدربين خارج الموقع في أحداث مثل المؤتمرات أو ورش العمل الخارجية، والتي يشترك فيها أيضًا خبراء في الصناعة، والذين يقدمون عروضًا تقديمية، حتى يتمكن الموظفون من الاستفادة من خبراتهم.

8- استراتيجية التعلم المزدوج

تنطوي استراتيجية التعلم المزدوج على استخدام مختلف الوسائط لتعليم المفاهيم، أي أنها تعتمد على المرئيات لتعليم المفاهيم بدلاً من المحاضرات أو الملاحظات، مثل وسائل التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو والرسومات التي تجذب انتباه المتدربين، وتمنحهم القدرة على شرح المفهوم بالكلمات والمرئيات.

9- التعليم عبر الهاتف المحمول

يُعد التعليم عبر الهاتف المحمول من أبرز استراتيجيات التدريب عن بعد، والتي اعتمدتها الكثير من الشركات خلال السنوات الأخيرة مع الانتشار السريع للهواتف الذكية والتطورات في تكنولوجيا الهاتف المحمول.

وفي هذه التقنية، يُسمح للموظفين بالوصول إلى المواد التدريبية والدورات والموارد في أي وقت وفي أي مكان باستخدام هواتفهم الذكية أو أجهزتهم اللوحية، حيث يتوفر المحتوى التدريبي على شكل وحدات تفاعلية ومقاطع الفيديو والاختبارات والبث الصوتي، ويمكن للموظفين البدء في البرامج التدريبية بما يوافق جدولهم اليومي، مما يؤدي إلى زيادة المشاركة والاحتفاظ بالمعرفة.

10- استراتيجية المناقشات الجماعية

تنطوي هذه الاستراتيجية على جمع المتدربين في جلسة يقودها المدرب، ثم تقسيمهم إلى مجموعات حسب الأقسام، ويتبادلون في الجلسة المناقشات المفتوحة ويشاركون في الأنشطة الجماعية، ويركزون على موضوع معين وفتح المناقشة حول نقاط محددة فيه.

تقنيات التدريب الحديثة

تقنيات التدريب الحديثة تمثل مجموعة متنوعة من الأساليب والأدوات التي تعتمد على التكنولوجيا لتعزيز عمليات التدريب. تشمل هذه التقنيات العديد من الابتكارات مثل التعلم عن بُعد والتدريب عبر الإنترنت، حيث يتمكن المتدربون من الوصول إلى المواد التعليمية في أي وقت ومن أي مكان بمرونة تامة. 

بالإضافة إلى ذلك، يوفر الواقع الافتراضي والمحاكاة تجارب تعلم شبه واقعية تساعد في تعزيز تفاعل المتعلمين وتطبيق المهارات العملية بشكل فعّال. هذه التقنيات تسهم في جعل عملية التدريب أكثر فعالية وتحفيزًا، وتعزز تجربة التعلم للمتدربين بطرق مبتكرة ومشوقة.

أساليب التدريب في TOT 

يشير اختصار TOT إلى Training of Trainers وهو تدريب المدربين، وهو عبارة عن نموذج يهدف إلى تعليم المدربين استراتيجيات التدريب، وإعدادهم بما يكفي لتقديم المعلومات بشكل فعال، والرد على أسئلة المشاركين، وتحسين قيادة الأنشطة التي تعزز من عملية التدريب.

ومن أبرز أساليب تدريب المدربين ما يلي:

أسلوب المحاضرات

يُعد أسلوب التدريب من خلال المحاضرات من أساليب التدريب التقليدية الشائعة، وهو ينطوي على جمع المدربين في إحدى القاعات ثم تقديم المحتوى التدريبي، وفي نهاية المحاضرة يتلقى المدرب الأسئلة من الحضور ويقدم إجابات عليها.

وتفيد هذه الطريقة في تعليم المدربين كيفية تقديم المحتوى التدريبي بهذه الطريقة التي تتطلب منهم تكييف أسلوبهم التدريبي مع الوقت المحدود للمحاضرة.

أسلوب العصف الذهني

أسلوب العصف الذهني من أساليب التدريب الحديثة، وهو عبارة عن جلسة تجمع بين المدربين، يبدأ قائدها بطرح سؤال أو مشكلة، أو بإدخال موضوع ما، ثم يتبادل المدربين مجموعة واسعة من وجهات النظر أو الخطوات أو الحلول المحتملة فيما يتعلق بموضوع معين، حتى يتوصلوا إلى أفكار أو حلول مناسبة.

أسلوب المناقشة

وهو من الأساليب التدريبية التي تنطوي على طرح المدرب موضوعًا للمناقشة، ثم يقوم المشاركون بتبادل النقاش حوله حتى يتوصلوا إلى استنتاجات مشتركة، باستخدام الأسئلة المفتوحة والأسئلة المغلقة.

أسلوب الألعاب والتمارين

وهو من أساليب التدريب الممتعة والتي تعتمد على استخدام الألعاب والأنشطة التفاعلية من أجل التوصل إلى فكرة معينة، وتعليم مهارات ومعارف جديدة، وبالتالي يصبح جميع المشاركين متحمسين طوال عملية التدريب.

ومن أمثلة الألعاب والتمارين في هذه الاستراتيجية: ألعاب الكمبيوتر وألعاب الهاتف المحمول واستراتيجية لعب الأدوار، والتي يتم اختيار الأنسب منها وفقًا لأهداف التدريب ومجموعة المتعلمين.

أسلوب العرض الإيضاحي

يعتمد هذا الأسلوب على إكساب المدربين مهارات معينة في بيئة مماثلة للبيئة الواقعية، وهو ما يمكن كل مشارك في التدريب من رؤية النتائج بشكل مباشر.

وفي هذه الاستراتيجية، يتم توضيح آلية القيام بمهام معينة في ظروف معينة، عبر استخدام مقاطع الفيديو والأفلام والشرائح المصورة، أو عن طريق قيام المدرب بتنفيذ تلك المهام أمام المتدربين بشكل عملي.

الهدف من استخدام استراتيجيات التدريب:

تسعى الشركات التي تعتمد على استراتيجيات التدريب المتنوعة لتحقيق مجموعة من الأهداف وهي:

  • تقديم المرونة في عملية تدريب الموظفين من خلال منحهم الأدوات اللازمة للقيام بمهامهم بشكل فعال، والتي تختلف وفقًا لاحتياجات كل موظف.
  • تُستخدم مختلف استراتيجيات التدريب بهدف تلبية متطلبات التعلم والتطوير الرئيسية للموظفين، مثل زيادة المعرفة والخبرة، والمرونة الشخصية، والخبرة المهنية.
  • تهدف الشركات عبر استراتيجيات التدريب إلى زيادة إنتاجية الموظفين وإنتاجيتها، عبر تطوير مهاراتهم التي تحسن من أدائهم الوظيفي.
  • تحقيق الرضا الوظيفي وتوفير الرفاهية للموظفين، عن طريق إلحاقهم ببرامج التدريب المستمرة القابلة للتكيف والتي تتضمن العديد من أساليب واستراتيجيات التعلم.
  • تُستخدم استراتيجيات التدريب بشكل أساسي بهدف تحسين الروح المعنوية بين الموظفين، حتى تتوافق أهدافهم المهنية مع الأهداف العامة للشركة.

تعرف على: إعداد خطة تدريب الموظفين وخطة التدريب والتطوير

أهداف استراتيجيات التدريب:

الاستراتيجيات التي يمكن تنفيذها عند تدريب الموظفين الحاليين والموظفين الجُدد. وتضع المنظمات استراتيجيات التدريب من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف وهي:

تطوير مهارات الموظفين

تساعد استراتيجيات التدريب الفعّالة على تطوير مهارات الموظفين وتمكينهم من شغل مجموعة واسعة من الأدوار، وهو ما يقلل من التأثير الذي ينتج عن غياب الموظف أو تركه للعمل.

تحسين الأداء

تلعب استراتيجيات التدريب دورًا في تحديد التوقعات لأدوار الموظفين، ومن ثم تحسين أدائهم، بما يعزز من كفاءة الموظفين ويزيد من إنتاجيتهم.

توحيد تركيز الموظفين

من خلال تنفيذ استراتيجيات التدريب، يمكن مساعدة الموظفين على فهم أهداف الشركة قصيرة وطويلة الأجل، ومن ثم وضع توقعات وتوجيهات واضحة للموظفين لاتباعها، وعندما يدرك الموظفون قيمة مساهمة عملهم في تحقيق الأهداف العامة للشركة، يزداد تركيزهم على أداء مهامهم.

تأهيل الموظفين الجُدد

يساعد وضع المنظمات استراتيجيات تدريبية وتطبيقها عند تعيين موظفين جدد على تكيفهم مع بيئة العمل وفهم كيفية أداء مهامهم.

يمكنك الإطلاع على: أهمية وفوائد تدريب الموظفين

استراتيجيات التدريب الحديثة:

تلجأ العديد من المؤسسات إلى استخدام أكثر من استراتيجية عند تدريب الموظفين لعدة أسباب منها إرضاء أنماط الموظفين المختلفين، ولأن هناك بعض الموضوعات التي لا تناسبها استراتيجية تدريب معينة، إلى جانب منح الموظفين خيارات التعلم بطرق مختلفة.

وهناك العديد من تقنيات التدريب الحديثة التي تستعين بها المنظمات وهي كما يلي:

1- دراسات الحالة

دراسات الحالة هي استراتيجية تدريب قائمة على منح الموظفين المتدربين موضوعات عبارة عن سيناريوهات حقيقية أو خيالية توضح المواقف في العمل، وذلك من أجل قراءتها ثم تحليلها سواء بشكل فردي أو في مجموعة.

وتفيد دراسات الحالة في تطوير التفكير النقدي وتحسين المهارات التحليلية والقدرة على حل المشكلات، كما أنها توفر طريقة سريعة للموظفين للتعرف على قضايا مكان العمل الحقيقية.

2- التوجيه

استراتيجية التوجيه أو التدريب أو الإرشاد، هي التي تركز على العلاقة بين الموظف ومن يتفوق عليه في الخبرة، مثل المشرف أو المدرب أو الموظف المخضرم، ويمكن تنفيذها داخل القاعات أو من خلال جلسات التدريب عبر الإنترنت.

وفي هذه الاستراتيجية، يتولى الموظفون ذوي الخبرة مهمة تدريب الموظفين الجدد، حتى يشعروا بالتقدير والدعم. وأهم ما يميز استراتيجية التوجيه، أنها تساعد على خلق علاقة بين الموظفين تتجاوز التدريب بكثير، وتسمح للموظف بطرح الأسئلة بأريحية.

3- التعلم الإلكتروني

يُعد التعلم الإلكتروني من أحدث استراتيجيات التدريب، وهو عبارة عن جلسات تدريبية تتم عبر الإنترنت، يمكن للموظفين الالتحاق بها باستخدام جهاز كمبيوتر أو حتى هاتف ذكي. وفي هذه الاستراتيجية، تُنقل المعلومات من خلال الألعاب التفاعلية أو الاختبارات أو مقاطع الفيديو أو الأنشطة.

وما يميز استراتيجية التعلم الإلكتروني، أنه يمكن إتمامها دون الحاجة إلى توظيف مدرب، كما أنها تُقدم للموظفين ممن يعملون في منظمة واحدة ولكن بأماكن بعيدة.

4- التدريب التفاعلي

تحرص الكثير من المؤسسات على تطبيق استراتيجية التدريب التفاعلي، نظرًا لفعاليتها في استيعاب الموظفين المزيد من المعلومات ويحتفظون بها بشكل أسرع ويتذكرونها لفترات أطول.

وتعتمد هذه الاستراتيجية على التطبيق العملي لمحتوى التدريب في البيئة الواقعية، ومن أمثلتها التدريب القائم على اللعبة والذي يزيد من مستويات التحفيز ومتعة التعلم باستخدام المكافآت مثل النقاط. كما تُعد المحاكاة من أمثلة استراتيجية التدريب التفاعلي، وفيها توضع سيناريوهات عمل حقيقية للمتعلمين من أجل تعلم المهارات المتخصصة والمُعقدة.

5- التدريب العملي

التدريب العملي أو التدريب في أثناء العمل، هو أحد أنواع استراتيجيات التدريب القائمة على تلقي المعلومات واكتساب المهارات العملية التي تتطلبها الوظيفة خلال القيام بالعمل، إذ يتعلم الموظف من خلال تجربة تنفيذ أنشطة حقيقية في العمل.

ويتخذ التدريب العملي عدة صور وهي:

  • التدريب الداخلي: وفيه تقدم الشركة التوجيه والدعم للموظفين، الذين تزداد فرص نجاحهم بزيادة معرفتهم المسبقة بما تنطوي عليه الوظيفة.
  • تناوب الوظائف: وفيه يقوم الموظف بتأدية مختلف المهام في مجالات العمل، من أجل اكتساب مهارات قد لا يمتلكها، وهو ما يعزز من الدافع داخله، وينمي شعوره بالرضا والتعاون والالتزام تجاه الشركة.
  • المراقبة: في هذا النوع من التدريب العملي المُخصص للموظفين الجُدد، يراقب الموظفون الجدد الموظفين الحاليين في أثناء عملهم، ويطرحون عليهم الأسئلة ويساعدونهم أحيانًا في بعض المهام، حتى يفهم الموظف الجديد كيف سيتعين عليه القيام بمهامه.

اقرأ أيضًا: إعداد خطة تدريب الموظفين وخطة التدريب والتطوير

6- التدريب بالفيديو

يُعد التدريب بالفيديو من أبرز استراتيجيات التدريب والتطوير التي تنتهجها المؤسسات، وهي استراتيجية جذابة وأكثر إثارة للاهتمام من طرق التدريب التقليدية. وتعتمد هذه الاستراتيجية على نقل المعلومات إلى الموظفين المتدربين عبر مقاطع فيديو، دون الحاجة إلى وجود مدرب.

وما يميز استراتيجية التدريب بالفيديو، أنها تعزز من مستويات استدعاء المعلومات، فضلًا عن سهولة الوصول إلى مقاطع الفيديو ومشاهدتها عدة مرات في أي وقت.

7- المناقشات والأنشطة الجماعية

المناقشات والأنشطة الجماعية هي إحدى استراتيجيات التدريب التي تُستخدم للتحديات التي تتطلب نهجًا تعاونيًا للقضايا المعقدة. وفي هذا النوع من التدريب، يتم تقسيم الموظفين إلى مجموعات حسب أقسامهم، وتُجرى بينهم مناقشات مفتوحة وأنشطة جماعية بقيادة مدرب، لاستعراض نقاط معينة في موضوع ما.

8- لعب الأدوار

يُعد التدريب عن طريق لعب الأدوار ضمن أنواع الأنشطة الجماعية، وفيه يوضع سيناريو لعمل الموظفين من خلال جانب واحد من وظائفهم، إذ يُطلب منهم التفكير في وجهات نظر مختلفة في أثناء عملهم.

وعلى الرغم من أن استراتيجية التدريب هذه فعالة للغاية؛ إلا أنها ليست ضرورية للموضوعات البسيطة والمباشرة، كما أنها تستغرق الكثير من وقت الموظفين.

9- التدريب على أنشطة الإدارة

تركز هذه الاستراتيجية على تدريب الموظفين على احتياجات المديرين، من خلال عمليات المحاكاة أو أنشطة العصف الذهني أو تمارين بناء الفريق، وغيرها من الأنشطة التي تركز على الممارسات الإدارية.

وعند تطبيق هذه الاستراتيجية؛ لا بد من مراعاة الاحتياجات الإضافية للمديرين بشكل منفصل عن بقية الموظفين، حتى يكون لدى المديرين الأساس الذي يحتاجون إليه لدعم بقية موظفيهم.

10- تدريب بناء الفريق

وفي هذه الاستراتيجية، يتم التركيز على تعزيز التعاون والتواصل والعمل الجماعي بين الموظفين، إذ يقومون بممارسة الأنشطة والتمارين التي تعلمهم العمل معًا بشكل فعال، والثقة ببعضهم البعض، ومن أمثلة تلك الأنشطة حل الألغاز أو إكمال التحديات الجسدية أو المشاركة في المسابقات القائمة على الفريق.

وتساعد استراتيجية بناء الفريق على تكوين فرق العمل وخلق بيئة عمل إيجابية ومتماسكة، تنعكس آثارها على المؤسسة ككل.

فوائد استراتيجيات التدريب:

تحقق استراتيجيات التدريب بمختلف أنواعها العديد من الفوائد التي تعود على الموظفين والمنظمات، وهي تشمل ما يلي:

1- تعزيز الإنتاجية

من أبرز فوائد استراتيجيات التدريب، أنها تساعد على زيادة إنتاجية الموظفين، لأنها تعمل على تطوير مهاراتهم وإكسابهم مهارات وظيفية جديدة عبر تطبيق ما تعلموه في بيئة العمل الواقعية، وهو ما يؤدي في النهاية إلى زيادة إنتاجيتهم وإنتاجية الشركة.

2- توفير الوقت والمال

من خلال تدريب الموظفين، توفر الشركات الكثير من الوقت والمال، لأن تلك الدورات التدريبية تساعد على تطوير مهارات الموظفين الحاليين، بدلًا من تعيين موظفين جدد تستهلك عملية تدريبهم وقتًا وأموالًا طائلة.

3- تحقيق الرضا الوظيفي

تساعد استراتيجية التدريب والممارسة التي تقدمها الشركات لموظفيها على زيادة الرضا الوظيفي، لأنها وسيلة لإثبات الشركة مدى اهتمامها بالتطوير الوظيفي والشخصي على المدى الطويل، عندما تمنح الموظفين الموارد والمهارات التي يحتاجون إليها لمواصلة النمو، وهو ما يمكنهم  من أداء وظائفهم بشكل جيد.

4- تقليل معدل الدوران

ينتج عن زيادة المعدل الوظيفي في الشركة تقليل معدل دوران الموظفين بها، إذ يساعد التدريب في تزويد الموظفين بفرص نمو أكبر، وبالتالي لن يبحث الموظفون عن فرص عمل في أماكن أخرى تستثمر فيهم.

5- تحسين خدمة العملاء

ينتج عن برامج التطوير والتدريب التي تقدمها الشركات والموظفين تحسين خدمة العملاء، فعندما يكون الموظفون راضين عن بيئة عملهم، فإنهم يقدمون أداءً أفضل ويهتمون باحتياجات العملاء بشكل أفضل.

6- إعداد الموظفين لتبني اتجاهات جديدة

تركز استراتيجيات التدريب على إعداد الموظفين لتبني اتجاهات أدوات وتقنيات جديدة بسهولة، حتى يكونوا على إطلاع مستمر بالابتكارات في مجال الصناعة، وهو ما يساعد على التحسين من أساليب العمل.

اقرأ أيضًا: أهمية وفوائد تدريب الموظفين

معايير اختيار استراتيجيات التدريب:

هناك مجموعة من المعايير الواجب أخذها في الاعتبار عند وضع استراتيجيات تدريب الموظفين، وتتمثل تلك المعايير فيما يلي:

1- الهدف من تدريب الموظفين

يلعب الهدف من تدريب الموظفين دورًا بارزًا في تحديد استراتيجية التدريب المناسبة، فقد يكون هدف التدريب هو تعليم مهارات تقنية، فتكون الأساليب العملية مثل المحاكاة أو التدريب أثناء العمل هي الأنسب.

2- تفضيلات المتدرب

تتحدد استراتيجيات التدريب وفقًا لتفضيلات المتدربين، فقد يفضل البعض المناقشات التفاعلية، بينما يرغب البعض الآخر في التدريب عن باستخدام المحتوى المرئي، ويتعين مراعاة تلك التفضيلات حتى تتعزز مشاركة المتدربين ويصبح التدريب ذو جدوى.

3- إمكانية الوصول

وهي من معايير اختيار استراتيجيات التدريب عن بعد، إذ تُعد استراتيجيات التدريب التي تعتمد على الأساليب الافتراضية هي الأنسب إذا كان موظفي الشركة يعملون من أماكن متباعدة، كما يجب التأكد من توافق الاستراتيجية المختارة مع توافر المشاركين وتستوعب جداولهم الزمنية.

4- التكاليف والموارد

تتفاوت مختلف استراتيجيات التدريب من حيث التكلفة والموارد، ولذلك تختار الشركة الاستراتيجية التي تناسب ميزانيتها ومواردها المتاحة.

وعلى سبيل المثال، يتطلب التدريب الحضوري توظيف مدربين واستئجار قاعات تدريب، بينما التدريب الإلكتروني يحتاج إلى استثمارات في تطوير التكنولوجيا والمحتوى.

طريقة تطوير استراتيجية التدريب:

يتعين على قسم الموارد البشرية في الشركات القيام بعدة خطوات عند وضع استراتيجيات فعالة لتدريب الموظفين، وتشمل تلك الخطوات ما يلي:

1- تحديد الأهداف التنظيمية

قبل وضع استراتيجية للتدريب، يتعين على المنظمة تحديد أهدافها وغاياتها بوضوح، إذ تشمل تلك الأهداف الإنجازات التي تسعى المنظمة لتحقيقها خلال فترة زمنية محددة، والتي يمكن أن تكون توسيع قاعدة العملاء أو زيادة الإيرادات أو إطلاق منتج جديد أو توسيع حصتها في السوق.

وتتحدد الأهداف والغايات التنظيمية لمبادرات التدريب عبر إشراك أصحاب المصلحة الرئيسيين، إلى جانب استعراض الوثائق الاستراتيجية القائمة، مثل خطط الأعمال أو التقارير السنوية أو بيانات الرؤية.

2- إجراء تحليل فجوة المهارات

بعد ذلك، تقوم المنظمات بإجراء تحليل للثغرات في مهارات الموظفين، حتى تحصل على رؤية واضحة حول مهارات الموظفين الحالية مقابل المهارات المطلوبة.

وتتحدد الفجوات في المهارات من خلال وضع قائمة بالمهارات والكفاءات المطلوبة لكل دور داخل المنظمة، ثم تقييم مجموعة المهارات الحالية للموظفين، بما في ذلك نقاط قوتهم وضعفهم ومجالات تحسينهم عن طريق الاستعانة بالدراسات الاستقصائية واستعراضات الأداء وجلسات التغذية المرتدة، مع وضع خطة تنمية شخصية لكل موظف.

3- اختيار طرق التدريب المناسبة

في هذه الخطوة، يتم اختيار أنسب استراتيجيات التدريب وأكثرها فعالية، والتي تضمن سد فجوات في مهارات الموظفين.

وعند تنفيذ هذه الخطوة، لا بد من مراعاة طبيعة المهارات المستهدفة للتنمية، وأساليب التدريب المُفضلة لدى الموظفين، والميزانية والموارد المتاحة للتدريب.

4- تنفيذ ورصد التقدم المحرز

في هذه المرحلة، تقوم المنظمة بمناقشة جميع تفاصيل التدريب مع المتدربين قبل البدء في الدورات، من أجل نقل معلومات واضحة حول فوائده وتوقعاته، ومن ثم يتم تنفيذ الدورات التدريبية وفقًا لما جرى الاتفاق عليه، مع التأكد من استعداد المتدربين للمشاركة حتى يصبح التدريب فعالًا.

ثم تتبع المنظمة المشاركة ومعدلات الإنجاز ودرجات التقييم باستخدام برمجيات تدريب الموظفين، مثل أنظمة إدارة التعلم (LMS) والتي تقدم معلومات حول مدى التقدم المُحرز.

بعد ذلك، تقوم المنظمة بإجراء الاستطلاعات أو المقابلات من أجل جمع التعليقات من المشاركين، ثم استخراج البيانات المهمة منها واستخدامها في اتخاذ قرارات التحسينات.

5- التقييم والضبط

يُعد التقييم من أهم خطوات تطوير استراتيجيات التدريب، إذ تقوم المنظمة بإجراء تقييم تدريبي شامل، حتى تضمن استمرار فعالية برامجها التدريبية والتأكد من توافقها مع الأهداف التنظيمية.

ويتم تقييم التدريب عن طريق قياس مدى نجاح التدريب في تطوير مهارات ومعارف المتدربين، ورصد مدى تأثير التدريب على مؤشرات الأداء الرئيسية، إضافة إلى جمع ملاحظات المتدربين حول المحتوى وطرق تقديم التدريب وإمكانية التطبيق العملي.

بكه للتعليم شريكك الأفضل لتدريب الموظفين:

بكه للتعليم تُعتبر واحدة من الخيارات الممتازة للمؤسسات المتخصصة في تدريب الموظفين. يمكن لبكه أن تُقدم تدريبات معتمدة ومُخصصة تُلبي احتياجات كل مؤسسة. بفضل خبرتها الواسعة في مجال التدريب والتعليم، يمكن لـ بكه للتعليم أن تُسهم بشكل فعّال في تطوير مهارات الموظفين ورفع كفاءاتهم.

في بكه للتعليم، يُمكن توفير مجموعة متنوعة من البرامج التدريبية التي تُعنى بتحسين مهارات الموظفين في مختلف المجالات، مثل القيادة، والإدارة، والتكنولوجيا، وغيرها من المجالات المهمة. كما يُمكن للمؤسسات الاستفادة من الدورات التدريبية المُصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتها الفريدة.

في الختام، يُعتبر اختيار بكه للتعليم خيارًا موفقًا للمؤسسات التي ترغب في تطوير موظفيها وتحسين أدائهم، بفضل الخبرة الكبيرة والمهنية العالية والتقنيات المُتقدمة التي تُقدمها الشركة في مجال التدريب والتعليم. تعرف على خدمات بكه للمؤسسات الآن!

تؤهل بكة للتعليم الموظفين في مؤسستك للحصول على عدد كبير من الشهادات المهنية ومنها:

 

استعرضنا في هذا المقال أبرز استراتيجيات التدريب الحديثة، التي تستعين بها المؤسسات حاليًا لتطوير مهارات موظفيها، وتأهيل الموظفين الجدد.

واتساب