مهارات التعلم الذاتي: أهم 8 مهارات وكيفية اكتسابها في 2024

كتابة : بكه

15 مايو 2024

أصبحت مهارات التعلم الذاتي من أكثر المهارات المطلوبة، حتى تصبح هذه العملية فعالة إلى أقصى درجة ممكنة، فالثورة المعلوماتية التي يعيشها العالم في الوقت الحالي، أثرت بشدة على مختلف المجالات، وفتحت الباب لتغيير الطريقة التقليدية في تلقي العلم من خلال الأساتذة والكتب، إلى الاعتماد على النفس بصورة كاملة خلال هذه الرحلة، وهو ما يُطلق عليه اسم التعلم الذاتي، والذي يحتاج إلى اكتساب مهارات عدة نوضحها في السطور التالية.

مهارات التعلم الذاتي

في الوقت الحالي، أصبح لدى الجميع الفرصة لاكتساب مستوى لائق من الخبرة في أي مجال، بعدما أصبح الإنترنت من أهم مصادر المعرفة، والذي وفر قدرًا هائلًا من المعلومات المجانية، وهو ما لم يكن متاحًا من قبل حيث زادت أنواع التعلم الذاتي ومصادره.

ولضمان فاعلية التعلم الذاتي؛ لا بد من اكتساب مجموعة من المهارات المُستخدمة خلال هذه العملية، وهي كما يلي:

1- مهارة التخطيط

لا يمكن لعملية التعلم الذاتي تحقيق أهداف التعليم الذاتي، دون امتلاك المتعلم مهارة التخطيط، والتي تعني الخطة التي يسير عليها المتعلم بشكل منظم ومدروس طوال مشواره في رحلة التعلم الذاتي، حتى يحقق أهدافه منها.

ولا بد من وضع المتعلم خطته قبل البدء في تعليم ذاته، إذ تتضمن هذه الخطة الهدف الذي يسعى لتحقيقه، والذي يجب أن يكون قابلًا للتحقيق، ولا يفوق قدرات صاحبه.

والتخطيط لعملية التعلم الذاتي يحتاج إلى درجة كبيرة من الدقة في تنفيذ خطوات هذه العملية بالكامل، بدءً من أولى مراحلها، ووصولًا إلى الهدف المُراد تحقيقه.

ويتعين على المتعلم أن يكون رقيب ذاته، دون أن يتابعه مشرف أو مُعلم، بل يتابع هو ذاته ليقيمها في كل مرحلة من مراحل التعلم الذاتي، ويتأكد من أنه يسير في الدرب الصحيح طوال هذه العملية.

2- مهارة التفكير النقدي

تُعد مهارة التفكير النقدي، من أهم المهارات المطلوبة لتحقيق عملية التعلم الذاتي هدفها المنشود، وهي المهارة التي تعني عدم تصديق كل ما يُقرأ بشكل مطلق، بل يجب التأكد من صحة المعلومات المقروءة قبل التسليم بها.

ويمكن القول أن مهارة التفكير النقدي هي الحد الفاصل بين التعليم التقليدي والتعلم الذاتي، فالمتعلم خلال دراسته في المدرسة أو الجامعة، يدرس المعلومات ويحفظها جيدًا، دون أن يبحث فيها، على عكس التعلم الذاتي الذي لا يصدق فيه المتعلم كل ما يقرأ، بل يتأكد من صحته ومصداقيته بعد البحث الدقيق فيه.

ويجدر التنويه إلى أن التفكير النقدي مهارة مكتسبة، يمكن تحسينها من خلال عدة طرق أبرزها القراءة كثيرًا، والسؤال عن كل شيء يُقرأ، وتحليل الحجج والأدلة، والبحث عن وجهات نظر مختلفة، وطرح الأسئلة.

اقرأ ايضًا: أهم مهارات المستقبل.

3- مهارة البحث

تحتاج عملية التعلم الذاتي إلى اكتساب المتعلم مهارة البحث، إذ يتعلم من خلال هذه الوسيلة كيف يمكنه الوصول إلى المصادر الصحيحة للتعلم الذاتي والحصول منها على المعلومات.

والمقصود بمهارة البحث، القدرة على جمع معلومات حول موضوع ما، ومن ثم الوصول إلى إجابة لسؤال أو حل لمشكلة، وبعد ذلك يقوم المتعلم بمراجعة المعلومات التي حصل عليها، وتحليل تفاصيلها وتفسيرها بشكل يدعم الحل.

ولتعزيز مهارة البحث طوال رحلة التعلم الذاتي، يجب تعلم كيفية العثور على مصادر موثوقة وتحليل المعلومات لتحديد ما إذا كانت ذات مصداقية، مع التعرف على كيفية استخدام أحدث تقنيات البحث.

4- مهارة التسجيل

لا يمكن تحقيق النجاح في عملية التعلم الذاتي دون اكتساب مهارة التسجيل، فخلال هذه العملية يحتاج المتعلم إلى تسجيل جميع الملاحظات، حتى يسهل عليه الرجوع إلى المعلومات المدونة والتأكد من صحتها.

أما عما يدونه ويسجله المتعلم خلال تعليم ذاته، فهو يبدأ بالخطة التي يضعها في بداية هذه الرحلة، والتي يمكنه الرجوع إليها وقتما يشاء.

كما يسجل المتعلم أهم الأفكار والمعلومات التي يرى أنها ضرورية خلال عملية التعلم الذاتي، إضافة إلى ملخص عن تجربته في هذه العملية، وما يحتاج إلى التحقق من صحته بعد الانتهاء من هذه التجربة.

5- مهارة التقييم

تُصنف مهارة التقييم كواحدة من أهم المهارات خلال عملية التعلم الذاتي، إذ تتجلى أهميتها في كونها تحدد هدف المتعلم من عملية تعليم ذاته بذاته، وبعد الانتهاء من هذه العملية يستطيع المتعلم تحديد ما الذي حققه منها، إضافة إلى فائدتها في تحديد المتعلم ماذا يريد أن يتعلمه بعد ذلك.

6- مهارة إدارة الوقت

لن تنجح عملية التعلم الذاتي، إذ لم يمتلك المتعلم مهارة إدارة الوقت، والتي من خلالها يستطيع تحديد أنسب وقت لتعلمه، نظرًا لعدم تقيده بزمان أو مكان.

ولذلك، يجب على المتعلم أن يضع جدولًا زمينًا ويُفضل أن يكون أسبوعيًا، يتضمن عدد الجلسات والموضوعات المُقرر دراستها على مدار اليوم، ويُحدد أمام كل موضوع فترة زمنية مُحددة، إضافة إلى فترات الراحة بين كل جلسة وأخرى.

وتساعد مهارة إدارة الوقت على التعلم بشكل أفضل، وتقليل القلق والتوتر بشأن التعلم الذاتي، وبالتالي تحقيق الأهداف المنشودة.

7- مهارة تحمل المسؤولية

لعل من أهم الدوافع التي تخلق الرغبة في خوض تجربة التعلم الذاتي، هو شعور المتعلم بقدرته على تحمل المسؤولية الذاتية.

وامتلاك المتعلم هذه المهارة، شيئًا لا غنى عنه حتى يحقق من عملية التعلم الذاتي هدفه الذي يسعى إليه، لأن شعوره بالمسؤولية تجاه الهدف الذي وضعه، هو الذي يدفعه للمضي قدمًا نحو تحقيقه.

ومهارة تحمل المسؤولية هي التي تجعل المتعلم يراقب ذاته خلال رحلة تعلمه، دون الحاجة إلى رقيب، فيلتزم بالجدول الزمني الذي يضعه لنفسه خلال هذه الرحلة، كما يقوم بتقييم نفسه بعد كل مرحلة، للتأكد من أنه يسير إلى هدفه على النحو الأمثل.

8- مهارة معالجة المعلومات

خلال رحلة التعلم الذاتي، لا يكفي اكتساب المتعلم مهارة التحقق من صحة المعلومات؛ بل عليه أيضًا أن يكون قادرًا على معالجتها.

والمقصود بمهارة معالجة المعلومات، هو قدرة المتعلم على تحويل المكتوب منها إلى رسوم توضيحية، وإذا كانت تلك المعلومات على هيئة رسومات وجداول بيانية؛ فيكون قادرًا على تحويلها إلى شروحات، وهو ما يساعد في النهاية على تذكر المعلومات المُكتسبة بأكثر من صورة.

اقرأ أيضًا: ما هي المهارات القيادية وكيف يمكن تطوير المهارات القيادية.

أهمية مهارات التعليم الذاتي:

توجد العديد من فوائد ومميزات التعليم الذاتي، ولعل ذلك هو أكثر ما خلق الشغف بالتعلم الذاتي، هذه العملية التي تعني قيام المتعلم بتعليم ذاته طواعية، دون الاعتماد على مُعلم، تدفعه في ذلك رغبته في إثراء نفسه بالمعرفة، لتحسين معلوماته وزيادة خبراته وتطوير مهاراته، معتمدًا على وسائل أخرى خارج نطاق المدرسة أو الجامعة، مثل الدورات التدريبية، ومقاطع الفيديو التعليمية والمنصات الإلكترونية، وغير ذلك.

وقد ساعد التعلم الذاتي على تحسين الذات، وصقل الخبرات والمعارف، واكتساب مهارات جديدة، وهي العوامل التي تمكن صاحبها من امتلاك الكفاءة ليحصل على وظيفة مناسبة براتب لائق.

اقرأ أيضًا: استراتيجيات التعليم الذاتي.

دورات تدريبية تُصقل مهارات التعليم الذاتي:

وتُعد الدورات التدريبية المتوفرة عبر الإنترنت، واحدة من أفضل وسائل التعلم الذاتي، إذ يختار منها المتعلم ما يناسبه، ويستطيع دراسته في الوقت الملائم لظروف عمله أو دراسته والذي يناسب حياته اليومية بشكل عام، وتقدم منصة بكه مجموعة من الدورات التدريبية المُعتمدة في عدة تخصصات، والتي يمكن الاستفادة منها في تطوير المهارات وزيادة الخبرات.

وفي الختام، فإن عملية التعلم الذاتي أصبحت ضرورة لا غنى عنها، من أجل تطوير الذات، في ظل اشتداد المنافسة للالتحاق بأفضل وظائف المستقبل المُتاحة في سوق العمل.

واتساب