معايير التعليم الإلكتروني وأنظمة التعليم وكيفية ضبط الجودة

كتابة : بكه

26 مايو 2024

فهرس المحتويات

في الوقت الحالي، يُعد التعليم الإلكتروني انعكاسًا للتطور التكنولوجي الهائل الذي شهده العالم في كافة المجالات، ومع زيادة الاعتماد عليه، بات من الضروري فهم المعايير التي تحكم هذا النوع من التعليم، والتي يمكن الحصول منها على الإطار المطلوب لإنشاء الدورات التدريبية الفعّالة عبر الإنترنت، وتمكن المستخدمين من الوصول إلى تلك الدورات عبر مختلف الأجهزة والمنصات، وفي هذا المقال نوضح ما هي معايير التعليم الإلكتروني، وكيفية ضبط جودة التعليم الإلكتروني.

معايير التعليم الإلكتروني

تشير معايير التعليم الإلكتروني إلى المبادئ التوجيهية التي يضعها الخبراء في مجال التعليم الإلكتروني لتكون بمثابة المرجع الذي يحدد كيفية تصميم الدورات التدريبية المُقدمة عبر الإنترنت، بما يضمن سهولة الوصول إليها والاستفادة منها وإعادة استخدامها من خلال مختلف الأجهزة والمنصات.

وتشمل معايير التعليم الإلكتروني ما يلي:

أولًا معايير الجودة في إعداد المقرر

تُعد معايير إعداد المقرر من أهم المعايير التي يستند إليها الخبراء للتأكد من أن الدورات التدريبية الإلكترونية عالية الجودة، ومن أبرز تلك المعايير ما يلي:

1- دقة المحتوى

عند إعداد المنهج الخاص بالدورات التدريبية الإلكترونية، لا بد من التحقق من أن معلومات تلك الدورات صحيحة ومحدثة، وأن تضمن تحديد أهداف التعلم وتعمل على تحقيقها، كما ينبغي التأكد من أن محتوى الدورات ذو صلة وثيقة بالجمهور المستهدف.

وكلما كان محتوى الدورات التدريبية المُقدمة عبر الإنترنت دقيقًا؛ ازدادت ثقة المتعلمون في الجهات التي تقدم تلك الدورات.

2- التصميم التعليمي

التصميم التعليمي هي عملية تصميم وتطوير تجارب التعلم الفعّالة والجذابة التي يقوم بها خبراء التعليم الإلكتروني، والتي تضمن زيادة مشاركة المتعلمين والاحتفاظ بمحتوى الدورة.

ومن خلال هذه العملية، يتم التحقق من استخدام عناصر الوسائط المتعددة، مثل الصور وأشرطة الفيديو بشكل فعال لتحسين تجربة التعلم.

3- التنقل وقابلية الاستخدام

يجب أن يكون محتوى الدورات التدريبية الإلكترونية مُصممًا بطريقة تمكّن المتعلمين من التنقل فيه بسهولة والعثور على المعلومات التي يحتاجون إليها من أجل ضمان تعزيز تجربة التعلم، لذلك يتعين على مصممي الدورات التأكد من أن التنقل في المسار واضح وسهل الاستخدام، مع وجود تسلسل منطقي للدروس والأنشطة.

4- إمكانية الوصول

المقصود بإمكانية الوصول هو قدرة جميع المتعلمين بمن فيهم ذوي الإعاقة على الوصول إلى محتوى الدورات التدريبية، وهو المعيار الذي يتعين على مصممي الدورات اتباعه عند تصميم محتوى الدورات، من خلال تنفيذ المبادئ التوجيهية لإمكانية الوصول إلى محتوى الشبكة العالمية (WCAG).

وتشمل تلك المبادئ توافق محتوى الدورة مع قارئات الشاشة والتقنيات المساعدة الأخرى، والتأكد من توافر جميع عناصر الوسائط المتعددة لكافة المتعلمين، مع إجراء تقييمًا لاستخدام تباين الألوان وحجم الخط لإمكانية القراءة.

5- مرونة المحتوى

تتعدد أنماط المتعلمين المستفيدين من التعليم الإلكتروني، الأمر الذي يفرض على مصممي الدورات التدريبية الإلكترونية ضرورة مراعاة معيار المرونة عند تصميم الدورات حتى تناسب المتعلمين وفقًا لنقاط قوتهم وضعفهم.

ثانيًا معايير الجودة في أنظمة التعليم

تشير معايير الجودة في أنظمة التعليم الإلكتروني إلى تقنيات نظام التعليم الإلكتروني التي تضمن حصول المتعلمين على تجارب تعليمية مثمرة، وتشمل ما يلي:

1- إنشاء الهيكل البرمجي المطلوب

تحتاج الدورات التعليمية المُقدمة عبر منصات على الإنترنت إلى بنية تقنية تضمن مراعاة جميع الضوابط اللازمة فيما يخص التصميم البرمجي لتلك المنصات، مع اتباع جميع الإجراءات التي تضمن سلامة عملية الدخول الموحدة.

2- المرونة في أنظمة التعلم

تشير المرونة في أنظمة التعلم إلى تنوع الأنظمة المستخدمة في عملية التعليم الإلكتروني، منها أنظمة التشغيل والتي تضمن توفير الدورات التعليمية على جميع أنواع الأجهزة سواء أجهزة الحاسوب أو الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية، وأنظمة البحث التي تمكّن المتعلمين من الوصول إلى الدورات التدريبية الرقمية، وكذلك أنظمة التحليل التي تسهل من معرفة مدى تفاعل المتعلم مع المحتوى التعليمي ومع المعلم والزملاء.

3- جودة نظام إدارة التعلم

من أهم معايير الجودة في أنظمة التعليم الإلكتروني جودة وكفاءة نظام إدارة التعلم LMS، فكلما ازدادت جودة هذا النظام ازدادت فرص توفير تجارب تعليمية متميزة للطلبة.

ومن خلال نظام إدارة التعلم يمكن تنظيم وإدارة مواد التعلم والدورات والموارد، كما أنه يسهل وصول المتعلمين إلى محتوى الدورات في أي وقت ومن أي مكان، فضلًا عن دوره في توفير بيانات قيمة حول مشاركة المتعلم وفعالية الدورة التدريبية ونتائج التدريب.

4- الحفاظ على خصوصية البيانات

من المعايير التي لا ينبغي إغفالها فيما يخص إنشاء الدورات التدريبية عبر الإنترنت، استخدام أنظمة إلكترونية آمنة تحافظ على بيانات المستخدمين وتضمن حمايتها من الوصول غير المصرح به، لذلك لا بد من الاعتماد على أنظمة مثل جدران الحماية والتشفير والتحقق من هوية المستخدم، مع وضع بروتوكولات أمان صارمة، وذلك على يد خبراء في مجال الأمن السيبراني.

ثالثًا معايير الجودة في التفاعل

من المعايير شديدة الأهمية فيما يخص جودة التعليم الإلكتروني تفاعل المتعلمين في هذه العملية، وينطوي التفاعل على أشكال من الفعل أو رد الفعل يقوم بها كل متعلم حتى يتمكن من الوصول إلى نتائج محددة، وتشمل تفاعلات التعلم الإلكتروني الاختبارات واختبارات الاختيارات المتعددة والمحاكاة وسيناريوهات التعلم الإلكتروني ومقاطع فيديو الرسوم المتحركة، وغير ذلك.

وتتمثل أبرز معايير الجودة في التفاعل بالتعليم الإلكتروني فيما يلي:

1- إنشاء تجارب مخصصة

من أجل ضمان الجودة في تفاعل المتعلمين في التعليم الإلكتروني، لا بد من تكييف الدورات مع الأنماط المختلفة من المتعلمين مع الحفاظ على فعالية المحتوى الأصلي، فيكون محتوى الدورة مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالمتعلم الفردي ومهاراته وإمكانياته.

2- استخدام الأدوات والمنصات التعاونية

من المهم الاعتماد على الأدوات والمنصات التعاونية التي تسهل من تعاون الطلبة في الوقت الفعلي للدورات عبر الإنترنت، إذ يمكن إجراء دروس حية مع منصات مؤتمرات الفيديو مثل Zoom أو Webex، والتي تمكن الطلبة من إجراء مناقشات جماعية تعزز من العمل الجماعي والتفاعل من نظير إلى نظير.

3- تعدد أشكال التقييم

يُعد تقييم تفاعل الطلبة في التعليم الإلكتروني من المعايير التي يُفضل مراعاتها، وحتى يصبح التقييم أكثر شمولًا؛ لا بد من الاعتماد على مجموعة متنوعة من أشكال التقييم، إذ يتم الدمج ما بين المهام العملية والاختبارات التقليدية والمشاريع الجماعية والمناقشات المفتوحة.

4- وضع خطة زمنية

من الضروري وضع خطة زمنية لجميع الوحدات الدراسية في التعليم الإلكتروني، والتي تشمل موعد انتهاء كل متعلم من كل وحدة، وكيفية استخدامه لأدوات كل وحدة على النحو الأمثل.

5- توضيح كيفية الاستخدام

حتى يؤتي التعليم الإلكتروني بثماره؛ يتعين على مصممي الدورات التدريبية الإلكترونية توضيح كيفية استخدام الوحدات الدراسية، وكيف يمكن للمتعلمين إرسال التعليقات والاستفسارات وتلقي الإجابات.

رابعًا معيار SCORM

يُعد معيار SCORM من أهم معايير الجودة في التعليم الإلكتروني، وهو معيار عالمي تم تطويره على يد منظمة ADL وهي إحدى منظمات وزارة الدفاع الأمريكية، ويُستخدم على نطاق واسع لمحتوى التعليم الإلكتروني، إذ يضمن قابلية التشغيل البيني بين مختلف أنظمة التعلم الإلكتروني، ويحدد كيف يحدث تواصل بين محتوى التعليم الإلكتروني وأنظمة إدارة التعلم (LMSs).

ومن خلال معيار سكورم يمكن تتبع حالة دورات التعليم الإلكترونية، وتتبع ودرجات التقييم والنسب المئوية وعدد النقاط التي حصل عليها كل متعلم، ومعرفة عدد مرات وصول المستخدمين إلى الدورات التعليمية.

ويتكون معيار SCORM من ثلاثة مكونات رئيسية وهي:

  • تغليف المحتوى: إذ يتم إخراج الدورة التعليمية في ملف ZIP.
  • وقت التشغيل: يتم إطلاق الدورة في متصفح الويب.
  • التسلسل: يوضح التسلسل كيفية تنقل المتعلمين خلال الدورة.

وتتعدد إصدارات هذا المعيار ما بين: إصدارSCORM 1.1، إصدار SCORM 1.2، إصدار SCORM 2004.

وتعتمد صناعة التعلم الإلكتروني بشكل أساسي على إصداري SCORM 1.2 و 2004، نظرًا لتلقيهما دعمًا واسعًا من قِبل أدوات البرمجيات الحديثة.

خامسًا معيار xAPI

يُعرف هذا المعيار أيضًَا باسم Tin Can API، وهو يسمح لمحتوى التعلم الإلكتروني بتتبع أنشطة المتعلم خارج أنظمة إدارة التعلم، إذ يسجل البيانات حول أي نشاط تعليمي قد يحدث على جهاز كمبيوتر شخصي أو هاتف أو جهاز لوحي، مثل الألعاب الإلكترونية والتعلم عبر الهاتف والمحاكاة، وغير ذلك من الأنشطة سواء كان المستخدم متصلًا أو غير متصل بالإنترنت، ثم يتم تخزين تلك البيانات في متاجر Learning Record.

ويتكون كل بيان من البيانات التي يتم التقاطها وتخزينها في متاجر Learning Record، من ثلاثة عناصر رئيسية وهي:

  • الممثل: وهو الشخص المشارك في عملية التعلم.
  • الفعل: هو تحديث لحالة التعلم سواء مكتملة أو غير مكتملة.
  • الهدف: هو نشاط التعلم الذي جرى تحديده.

سادسًا معيار AICC

وهو من المعايير العالمية المُبتكرة للتعليم الإلكتروني، والذي يحدد كيفية حدوث تواصل بين محتوى التعلم الإلكتروني وأنظمة إدارة التعلم باستخدام بروتوكول HTTP AICC للاتصال.

وأهم ما يميز معيار AICC أن عملية نقل البيانات من خلال بروتوكول الاتصال آمنة تمامًا، فضلًا عن إمكانية تخزين محتواه على خادم أو نطاق منفصل عن ذلك الذي يتم فيه استضافة أنظمة إدارة التعلم LMS، فتصبح عملية النشر أكثر مرونة.

كيفية ضبط جودة التعليم الإلكتروني 

وبخلاف معايير التعليم الإلكتروني، هناك مجموعة من الاستراتيجيات والممارسات التي تضمن ضبط جودة التعليم الإلكتروني وتشمل ما يلي:

1- فهم احتياجات المتعلم

عند تصميم محتوى الدورات التدريبية الإلكترونية، يجب أولًا فهم الجمهور المستهدف ومتطلبات التعلم الخاصة بهم، من أجل تكييف المحتويات التعليمية الرقمية مع المتطلبات والتفضيلات المحددة للمتعلمين.

2- وضع أهداف واضحة

يجب أن تكون أهداف الدورات التعليمية عبر الإنترنت واضحة وقابلة للقياس وقابلة للتطبيق، وهي الأهداف التي توجه عملية إنشاء المحتوى، ويستعين بها المصممون والمطورون في مواءمة محتوى الدورة مع النتائج المرجوة.

3- دمج العناصر التفاعلية

من أجل ضمان إشراك المتعلمين في عملية التعليم الإلكتروني، لا بد من الاعتماد على مختلف العناصر التفاعلية مثل الاختبارات والمحاكاة ودراسات الحالة، والتي تمنح للمتعلمين فرصًا لتطبيق معارفهم، وبالتالي تضمن لهم تجارب تعليمية مثمرة.

4- تكامل الوسائط المتعددة

من أهم العوامل التي تزيد من عمق المحتوى التعليمي الرقمي، استخدام تنسيقات مختلف الوسائط المتعددة مثل مقاطع الفيديو والرسوم المتحركة والرسوم البيانية، وهي عناصر تزيد من متعة تجربة التعلم.

5- استعراض محتوى التعليم الإلكتروني

يجب أن يخضع محتوى التعليم الإلكتروني إلى عملية مراجعة شاملة قبل إطلاقه، إذ تتضمن هذه العملية فحص المواد التعليمية للتأكد من أنها صحيحة ودقيقة وواضحة، ومتوافقة مع أهداف التعلم المُحددة سلفًا.

6- التحديث المستمر للمحتوى

يجب إجراء تحديثات مستمرة ومتكررة لمحتوى الدورات التعليمية الإلكترونية بما يتوافق مع المعلومات الجديدة التي تظهر باستمرار، من أجل تزويد المتعلمين بأحدث المعلومات في مجال كل دورة.

الدورات المهنية طريقك نحو مستقبل مهني أفضل!

لا تفوّت الفرصة لرفع مستواك وتحقيق النجاح! اكتشف مجموعة من الدورات والشهادات التي تساعدك على تحديد الأولويات بشكل أفضل وتطوير مهاراتك الشخصية والمهنية. ابدأ اليوم لتحقيق طموحاتك المهنية وتحقيق النجاح في حياتك. انضم إلينا الآن!

وأخيرًا، يمكننا القول أن ترتيب الأولويات يساعدك في تحقيق الفعالية والإنتاجية، تحقيق الأهداف، إدارة الوقت بشكل أفضل، تقليل التوتر، واتخاذ قرارات صحيحة.

 تساعدك الدورات التدريبية على اكتساب معرفة عميقة والإلمام بأحدث الممارسات والأدوات والاستراتيجيات وتعلم أهم المهارات بمجال إدارة المشاريع للاحتراف فيه. تؤهلك بكة للتعليم للحصول على عدد كبير من الشهادات المهنية ومنها:

 

وختامًا، فإن اتباع معايير التعليم الإلكتروني يضمن توفير تعليم يفوق جودة التعليم التقليدي، لأن تلك المعايير تلعب دورًا لا يُستهان به في اتساق الفصول الدراسية عبر الإنترنت وسهولة استخدامها ووصول جميع الطلبة إليها.

واتساب