مجالات إدارة التغيير - مجالات التغيير التنظيمي، والاستراتيجي، والهيكلي، والتكنولوجي، والإنساني والثقافي

كتابة : بكه

1 مايو 2024

فهرس المحتويات

تواجه المؤسسات والشركات اليوم العديد من التحديات والتغييرات في بيئات الأعمال المختلفة، كالصناعة والتجارة والسياسة والتعليم وغيرها، ولا يمكن لأي مؤسسة الاستمرار في المنافسة والنجاح دون التأقلم مع هذه التغييرات وإدارتها بشكل فعال. 

وبعد أن تطرقنا إلى مفاهيم إدارة التغيير وخصائصها وانواعها في مقالاتنا السابقة، نأتي هنا لنبرز لكم أهم مجالات إدارة التغيير والتغيير التنظيمي في مختلف المؤسسات.

ما هي مجالات التغيير؟

مجالات التغيير هي 7 أنواع أساسية التالي:

1- التغيير الاستراتيجي: يركز على تغيير رؤية وأهداف المؤسسة وتوجيهها نحو النمو والنجاح على المدى الطويل.

2- التغيير التنظيمي في المؤسسات: يتعلق بتحسين هياكل وعمليات المؤسسة لتحقيق كفاءة أكبر وتحقيق أهدافها.

3- التغيير الهيكلي: يتعلق بتغيير الهياكل التنظيمية والترتيبات الوظيفية لتحسين تنظيم المؤسسة.

4- التغيير التقني والتكنولوجي: يركز على تبني التكنولوجيا الحديثة وتطوير الأنظمة والأدوات التقنية لتعزيز أداء المؤسسة.

6- التغيير الإنساني في المؤسسات: يتعلق بتطوير وتحسين مهارات وقدرات الموظفين وتعزيز مشاركتهم وارتباطهم بأهداف المؤسسة.

7- التغيير في مجالات وأساليب العمل: يشمل تغيير العمليات والإجراءات والممارسات العملية لتحقيق كفاءة وفعالية أفضل.

8- التغيير الثقافي: يتعلق بتغيير القيم والمعتقدات والعادات السائدة داخل المؤسسة لتعزيز بيئة عمل إيجابية ومناسبة للتحول والنمو.

تلك المجالات تمثل جوانب مختلفة يمكن التركيز عليها لتحقيق التغيير وتطوير المؤسسة بشكل شامل وفعّال.

نتكلم عنهم فيها يلي بالتفصيل.

1. مجال التغيير الاستراتيجي:

مجال التغيير الاستراتيجي هو أبرز مجالات إدارة التغيير التنظيمي والذي يهدف إلى تحقيق تحول جوهري في المؤسسات لتحسين الأداء والنمو والاستمرارية في المستقبل. ويتمثل التغيير الاستراتيجي في تحويل أو تغيير الاتجاه الرئيسي للمؤسسة بشكل أساسي، ويشمل تغييرات في أهداف المؤسسة، ورؤيتها، وخطط العمل، والعمليات، والهيكل التنظيمي، والثقافة المؤسسية.

يتم تنفيذ التغيير الاستراتيجي عادة عن طريق تقييم ما يحتاج إلى التغيير داخل المؤسسة، وتطوير خطة لتحقيق التغيير وتوجيه الموارد اللازمة لتنفيذ الخطة. يمكن أن يكون التغيير الاستراتيجي نتيجة للضغط الخارجي مثل التحديات الاقتصادية، أو بسبب الحاجة إلى تحسين الأداء أو الابتكار أو الاستفادة من فرص جديدة. 

يشتمل التغيير الاستراتيجي عادة على رؤية جديدة للمؤسسة أو تغيير في الثقافة المؤسسية أو تحسينات في تقنية المعلومات أو إعادة هيكلة التنظيم. ويتطلب التغيير الاستراتيجي جهودًا كبيرة من الإدارة والموظفين وعادة ما يكون بمثابة تحدي كبير للمؤسسة. 

ومن المهم أن يكون هناك خطط واضحة للتغيير وأن يكون الاتجاه الجديد موجهًا بشكل جيد ومنظم، ويتم توفير الموارد اللازمة وتوجيه الموظفين بشكل فعال.

2. مجال التغيير التنظيمي في المؤسسات:

التغيير في المجال التنظيمي يشير إلى التغيير في الهيكل التنظيمي والعمليات والإجراءات التي تنظم العمل داخل المؤسسة. يتضمن هذا المجال عدة عناصر، بما في ذلك تصميم الهيكل التنظيمي وتحديد الوظائف والمسؤوليات، وتحديد العمليات والإجراءات اللازمة لإنجاز المهام المحددة، وتوزيع السلطات واتخاذ القرارات، وتوجيه الموارد اللازمة لضمان نجاح التغيير.

يشمل التغيير التنظيمي عادة عملية تقييم الهيكل التنظيمي الحالي للمؤسسة وتحديد النقاط الضعيفة والتحسينات التي يمكن إجراؤها. ويمكن أن يتضمن ذلك تغييرات في التركيب الهرمي للمؤسسة، وتغييرات في الأقسام والوحدات كحذف قسم أو دمجه مع آخر، وتغييرات في الإجراءات والسياسات والعمليات والأنظمة.

عند تنفيذ التغيير التنظيمي، يجب أن يكون هناك توافق ودعم من قبل الإدارة والموظفين والشركاء المعنيين بالمؤسسة. ويجب أن تكون هناك خطط واضحة لإدارة التغيير والتواصل مع الموظفين وتدريبهم على التغييرات الجديدة. يعتبر هذا المجال أحد مجالات إدارة التغيير التي تساعد في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة.

3. مجال التغيير الهيكلـي:

يتمثل التغيير الهيكلي في تحويل هيكل المؤسسة وإداراتها الفرعية والأنظمة المتبعة فيها، بالإضافة إلى إعادة تنظيم إدارة الموارد البشرية والعمليات الداخلية، وتغيير وظائف الموظفين والمهام الموكلة إليهم، وذلك بتغيير القواعد والإجراءات وتحديد المسؤوليات وتحسين التنسيق بين الأقسام والفروع.

يأتي التغيير الهيكلي عادة بعد عملية تقييم شاملة لأداء المؤسسة وتحليل قواعدها ونقاط القوة والضعف، ومن ثم اتخاذ القرارات اللازمة لتحسين هيكل المؤسسة وجعلها أكثر كفاءة وفعالية.

4. مجال التغيير التقني والتكنولوجي:

وهو من أهم مجالات التغيير، حيث تسعى المؤسسات ومنظمات الأعمال في مختلف المجالات الصناعية والتجارية والاتصالات وحتى التعليم إلى مواكبة التطورات الحديثة واقتناء التكنولوجيات التي تعود عليها بفوائد ومكاسب مادية أكبر، حيث أن استخدام التكنولوجيا الحديثة يضمن استمرارية الأعمال ويحسن الجودة والأداء ويعمل على تقليل التكاليف وزيادة حجم المبيعات والإيرادات والالتزام بمواعيد تسليم المنتجات. 

ويتضمن التغيير التكنولوجي كل ما يتعلق باستخدام المعدات الالكترونية ونظام الحوسبة والأتمتة في إدخال وسائل حديثة أو تغيير خطوط الإنتاج. ومن الأمثلة على التغير التكنولوجي:

  • استخدام قواعد البيانات لتخزين عدد هائل من بيانات المؤسسة ومعاملاتها.
  • الاعتماد على برامج الالكترونية في المعاملات المالية والصفقات التجارية.
  • استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
  • استخدام الروبوتات والأتمتة خاصة في مجالات التصنيع والطب والزراعة. 

5. التغيير الإنساني في المؤسسات:

يعتبر التغيير الإنساني في المؤسسات أمرًا حيويًا لنجاح المؤسسات، حيث يشير هذا المجال إلى الجهود التي يبذلها الأفراد والفرق داخل المؤسسات لإحداث تحولات إيجابية في العمل والأداء والثقافة المؤسسية. ويعتمد بشكل أساسي على مفاهيم التطوير التنظيمي، ويمكن أن يشمل هذا التغيير عددًا من الجوانب، مثل:

  • تعزيز الثقافة التنظيمية: ويشمل ذلك العمل على إيجاد بيئة عمل إيجابية وصحية، وتعزيز القيم والمبادئ المؤسسية، وتعزيز التفاعلات الإيجابية بين العاملين داخل المؤسسة.
  • تطوير المهارات والقدرات: حيث يتم التركيز على تطوير وتحسين المهارات والقدرات لدى العاملين داخل المؤسسة، وذلك من خلال التدريب والتطوير المستمر.
  • تحسين الأداء: ويشمل ذلك العمل على تحسين الإنتاجية والجودة والكفاءة داخل المؤسسة، وتحسين الأداء الفردي والجماعي، وتحسين العلاقات بين الموظفين والعملاء.
  • تعزيز القيادة الإيجابية: ويشمل ذلك العمل على تعزيز القيادة الإيجابية داخل المؤسسة، وتعزيز مهارات القيادة والتفاعل الإيجابي بين القادة والموظفين.

و يشمل أيضاً تغيير الأفراد من حيث القدرات والرغبات وقد يتضمن ذلك الاستغناء عن بعضهم وإحلال غيرهم.

6. التغيير في مجالات وأساليب العمل:

يشير التغيير في مجالات وأساليب العمل إلى التحول الذي يطرأ على العمليات والطرق المستخدمة في إنجاز مهام العمل وتحقيق الأهداف. وقد يحدث هذا التغيير داخل المؤسسات بسبب الحاجة إلى تحسين الكفاءة والإنتاجية، والتكيف مع التغييرات في السوق والمنافسة، وتحسين جودة المنتجات أو الخدمات المقدمة، ونيل رضا العملاء، وتحسين بيئة العمل. وقد يكون هذا التغيير جزئيًا أو شاملًا، ويمكن أن يشمل مختلف جوانب العمل في المؤسسة، مثل العمليات الداخلية، والإدارة، والتسويق، والتكنولوجيا، والموارد البشرية، وغيرها.

ويشمل التغيير في مجالات وأساليب العمل استخدام تقنيات جديدة في العمليات الداخلية، وعادات وسلوكيات جديدة في الإدارة والتسويق والتعامل مع العملاء، وتغيير الهيكل التنظيمي لتحقيق مرونة أكبر وتحسين التواصل بين الإدارة والموظفين، وتطوير المهارات وتحسين تجربة الموظفين في بيئة العمل.

7. مجال التغيير الثقافي:

يعتبر التغيير الثقافي جزءًا أساسيًا من التغيير الاستراتيجي في المؤسسات، ويُعنى به تحويل الثقافة المؤسسية لتكون أكثر توافقًا مع الهدف المرجو من التغيير الاستراتيجي للمؤسسة. ويشمل التغيير الثقافي تغييرات في القيم والمعتقدات والتصورات والتصرفات التي تحكم سلوك الموظفين في المؤسسة.

كيف يتم تحديد مجال التغيير؟

تحديد مجال التغيير يتطلب النظر بعناية في الوضع الحالي والتفكير في الوضع المطلوب، والتعرف على الفجوة بين الاثنين. وبشكل عام، يمكن اتباع الخطوات الإدارية الموضحة في الشكل لتحديد مجال التغيير:

  1. وجود ضغط أو دافع للتغيير: يجب التحقق من وجود مشكلة تستدعي التغيير وتحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات، ومناقشة هذه النقاط مع أعضاء الفريق.
  2. تحديد المشكلة: يجب تحليل الوضع الحالي وتحديد الأسباب الرئيسية للمشكلة، ومعرفة العوائق والتحديات التي تواجهها المؤسسة.
  3. ابتكار الحلول: يجب تحديد الحلول و كيفية السعي لتنفيذها، وتوفير كل الموارد المتاحة من أجل ضمان نجاح عملية التغيير.
  4. استمرارية مجال التغيير: التأكيد على استمرارية مجال التغيير يتطلب تحديد وتطبيق إجراءات دائمة للحفاظ على نتائج التغيير وتطويرها بشكل مستمر. 

شهادة CCMP المعترف بها عالمياً في مجال إدارة التغيير تفتح الآفاق أمام جميع العاملين والراغبين في النجاح والتطور والتميز، حيث تحتوي الشهادة على محتوى علمي وتطبيقي شامل لمهارات إدارة التغيير، وتغطي مجموعة واسعة من مفاهيم ومجالات إدارة التغيير والتقنيات والأدوات المستخدمة في إدارة التغيير بطريقة فعالة. وتساعد الشهادة المحترفين على فهم العمليات الأساسية اللازمة للنجاح، وتزيد من مصداقيتهم وكفاءتهم وفعاليتهم في العمل.

واتساب