مراحل وخطوات عملية إدارة المخاطر وكيفية التعامل مع المخاطر

كتابة : بكه

25 يوليو 2024

فهرس المحتويات

مراحل وخطوات إدارة المخاطر في المؤسسات تتكون من تحديد وتقييم المخاطر المحتملة، ووضع استراتيجيات للتعامل معها مثل تجنبها، أو الحد منها، أو نقلها إلى طرف ثالث، أو قبولها. تشمل الخطوات الرئيسية لإدارة المخاطر تحديد المخاطر، تحليلها، الاستجابة لها، تنفيذ ضوابط، مراقبتها ومراجعتها، والاتصال مع أصحاب المصلحة. هذه الإجراءات تضمن استقرار واستمرارية الأعمال وتزيد من فرص نجاحها.

تحتاج جميع المؤسسات في مختلف الصناعات إلى التعرف على المخاطر التي تواجه عملياتها التجارية ويمكن أن يكون لها تداعيات تشكل تهديدًا على استقرارها واستمرارها، وعلى الرغم من أن بعض من تلك المخاطر ذو تأثير ضئيل للغاية؛ إلا أن وضع الاستراتيجيات التي تساعد على إدارتها يمكّن المؤسسة من معرفة الأسباب الجذرية التي أدت إلى وقوع جميع المخاطر، ومن ثم وضع التدابير اللازمة لها، الأمر الذي يفرض ضرورة بذل الجهد لرصد أية مخاطر وتقليلها والسيطرة عليها، حتى تقل احتمالات حدوثها وتأثيرها، وفي سطور هذا المقال نوضح ما هي خطوات عملية إدارة المخاطر وكيفية التعامل مع المخاطر.

ما هي عملية إدارة المخاطر؟

تُعرف عملية إدارة المخاطر بأنها النهج الذي تتبعه المؤسسة من أجل الاستعداد للتعامل مع جميع المخاطر المُحتملة والتي قد تؤثر بالسلب على عملياتها التجارية أو تحقيق أهدافها طويلة أو قصيرة الأجل أو المشاريع التي تقوم بتنفيذها، لتكون هذه العملية بمثابة خارطة الطريق التي تساعد المؤسسات على تجاوز المخاطر وزيادة فرص نجاحها.

وتنطوي عملية إدارة المخاطر على تحديد المخاطر المُحتملة وتقييمها وترتيب أولوياتها وإدارتها، ومن ثم وضع الاستراتيجيات والآليات التي تساعد على تقليل احتمالية حدوث تلك المخاطر أو تقليل تداعياتها إلى أدنى حد ممكن، وفي حال عدم الاستعداد للمخاطر المُحتملة؛ فقد تواجه المؤسسة خطر تكبد الخسائر المالية أو الانتهاكات الأمنية أو فقدان البيانات أو تأثر سمعة علامتها التجارية.

ومن خلال عملية إدارة المخاطر، تتبع المؤسسة نهجًا منظمًا يعالج أوجه عدم اليقين، وتتخذ التدابير الاستباقية للتخفيف من المخاطر وتحقيق أقصى استفادة فرص النجاح، وهو ما يعزز من عملية صنع القرار داخل المؤسسة.

كم عدد الخطوات في عملية إدارة المخاطر؟

تتكون عملية إدارة المخاطر من ستة خطوات أساسية تحدد كيفية إدارة المخاطر المُحتملة بشكل فعال، وتشمل ما يلي:

  • تحديد المخاطر المُحتملة التي قد تؤثر بالسلب على المؤسسة.
  • تحليل المخاطر وتقييمها من أجل تصنيفها وتحديد أولوياتها.
  • الاستجابة للمخاطر عن طريق اختيار الاستراتيجية المناسبة للتعامل معها.
  • تنفيذ ضوابط إدارة المخاطر وتطبيق خطط التعامل مع جميع المخاطر المُحتملة.
  • مراقبة ومراجعة المخاطر من أجل تقييم مدى فعالية استراتيجية إدارتها.
  • الاتصال مع جميع أصحاب المصلحة وإبلاغهم بعملية إدارة المخاطر كاملة.

خطوات ادارة المخاطر:

تقوم المؤسسات بتطبيق عملية إدارة المخاطر من خلال تنفيذ مجموعة من الخطوات الرئيسية، نوضحها فيما يلي:

1- تحديد المخاطر

وهي أولى خطوات عملية إدارة المخاطر، إذ تقوم المؤسسة بتحديد المخاطر المُحتملة والتي يمكن أن تهدد موظفيها وأصولها والمعلومات المالية ومعلومات العملاء والبنية التحتية التقنية والعمليات، وذلك عن طريق وصف الأحداث التي يمكن أن تؤثر على قدرة المؤسسة على تحقيق أهدافها.

وتتنوع المخاطر التي قد تشكل تهديدًا للمؤسسة ما بين المخاطر المالية والمخاطر التشغيلية والمخاطر الاستراتيجية ومخاطر السوق ومخاطر الامتثال، وتُستخدم عدة تقنيات فعالة في تحديد تلك المخاطر وهي:

  • إجراء جلسات العصف الذهني تجمع جميع أصحاب المصلحة من أجل تبادل الأفكار واستكشاف مختلف السيناريوهات ونقاط الضعف غير الملحوظة.
  • الرجوع إلى سجلات المشاريع السابقة من أجل التعرف على المخاطر التي حدثت وطريقة التعامل معها.
  • استخدام تحليل SWOT من أجل تحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات الخارجية والتي قد تؤثر على استمرار العمليات.

2- تحليل المخاطر

بعد تحديد جميع المخاطر المُحتملة، لا بد من تحليلها بناءً على عاملين وهما احتمالية حدوث تلك المخاطر، وعواقبها المُحتملة على المؤسسة، ومن ثم يتسنى للمؤسسة إعطاء الأولوية لإدارة المخاطر وتخصيص الموارد لها بناءً على ذلك.

وعندما تعطي المؤسسة الأولوية لإدارة مخاطر معينة، فهي عدة عوامل وهي: شدة تأثير المخاطر، الخسائر المالية المُحتملة، وقت معالجة المخاطر، توافر الموارد لإدارة المخاطر.

ومن خلال هذه الخطوة، تحدد المؤسسة مدى استجابتها لكل خطر اعتمادًا على شدة تأثيره، وبالتالي تقوم بتصنيف المخاطر في مستويات منخفضة أو متوسطة أو عالية، وتضع التدابير التي تقلل من تداعياتها وآثارها السلبية على العمليات التجارية.

3- الاستجابة للمخاطر

بعد تقييم المخاطر وتحديد أولوياتها، يجب وضع الاستراتيجية التي تساعد على إزالة أو احتواء كل خطر يهدد المؤسسة، إذ يتم اختيار استراتيجية واحدة من الاستراتيجيات الأربعة وهي تجنب المخاطر أو التخفيف من المخاطر أو نقل المخاطر أو قبول المخاطر.

وتختار المؤسسة الاستراتيجية المناسبة لإدارة المخاطر وفقًا لمدى تماشيها مع أهدافها، مما يضمن اتساق خطط الطوارئ مع الأهداف والاستراتيجيات العامة للمؤسسة.

4- تنفيذ ضوابط إدارة المخاطر

في هذه الخطوة، تقوم المؤسسة بتنفيذ التدابير أو الإجراءات التي جرى الاتفاق عليها للتقليل من فرص حدوث المخاطر أو التخفيف من آثارها السلبية إلى أدنى حد، بما يوفر للمؤسسة الحماية اللازمة من التهديدات المُحتملة ومواطن الضعف.

وتنفذ المؤسسة تدابير إدارة المخاطر عن طريق ما يلي:

  • وضع خطط العمل التي تتضمن تنفيذ ضوابط داخلية صارمة.
  • تدريب جميع الموظفين على طريقة التعامل مع المخاطر المُحتملة.
  • تخصيص الموارد التي تتطلبها عملية إدارة المخاطر.

5- مراقبة ومراجعة المخاطر

بعد ذلك، يتعين على المؤسسة إجراء مراجعة مستمرة على المخاطر واستراتيجيات التعامل معها، فقد تكون هناك بعض المخاطر التي لا يمكن القضاء عليها، وبالتالي لا بد من رصدها بصورة مستمرة لتعزيز كفاءة استراتيجية إدارتها.

وبخلاف التقييمات الدورية للمخاطر، تنطوي عملية المراقبة والمراجعة على القيام بالآتي:

  • الاعتماد على آليات التغذية المرتدة.
  • استخدام مؤشرات الأداء الرئيسية ومقاييس المخاطر.
  • تنفيذ تخطيط السيناريوهات.

وعند تنفيذ تلك الإجراءات، تتمكن المؤسسة من تحديث خطط إدارة المخاطر الخاصة بها، لتواكب التغيرات التي تشهدها البيئة الداخلية والخارجية للأعمال.

6- الاتصال والإبلاغ

وهي آخر خطوات عملية إدارة المخاطر، وتنطوي على التواصل الفعال مع أصحاب المصلحة من أجل إبلاغهم بكافة المعلومات المتعلقة بالمخاطر والاستراتيجيات المُتبعة لإدارتها، مع الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة تعزز من الشفافية في هذه العملية.

كيفية التعامل مع المخاطر:

عندما يتعلق الأمر بإدارة المخاطر، فإن المؤسسة تختار واحدة من الاستراتيجيات الأربعة للتعامل مع المخاطر، والتي نوضحها فيما يلي:

1- تجنب المخاطر

تنطوي هذه الاستراتيجية على إزالة السبب الذي يؤدي إلى حدوث المخاطر، من خلال عدم القيام بالنشاط الذي يؤدي إلى حدوثه، أو القيام به بطريقة مختلفة، وهو ما يحد من وقوع أية خسائر، كما يقلل من فرص تعرض المؤسسات للمساءلة القانونية والمطالبة بالتعويضات في وقت لاحق.

ومن الأمثلة على تجنب المخاطر:

  • عدم القيام بالمشروع الذي قد يؤدي إلى خسائر في الممتلكات أو الأرواح.
  • تجنب استخدام المواد الكيميائية الخطرة التي تسبب أضرارًا صحية عديدة.

2- الحد من المخاطر

في هذه الاستراتيجية، يتم اتخاذ مجموعة من التدابير التي تقلل من احتمال حدوث خطر أو تجعل تأثيره في مستويات مقبولة، إذ أن اتخاذ الإجراءات حيال تلك المخاطر في وقت مبكر للتقليل من آثارها أو فرص حدوثها هو أكثر فعالية من القيام بإصلاحات لإصلاح الأضرار بعد حدوثها.

ومن الأمثلة على الحد من المخاطر:

  •  استخدام معدات واقية في وحدة التصنيع.
  • تزويد مبنى التخزين بطفايات الحريق تحسبًا لوقوع أي حادث.

3- نقل المخاطر

تشير استراتيجية نقل المخاطر إلى قيام المؤسسة بتوقيع عقد اتفاق مع طرف ثالث مثل شركات التأمين، حتى تكون هي المسؤولة عن تحمل تكاليف الآثار السلبية للمخاطر من تسويات وإصلاحات، أو التعامل مع تلك المخاطر نيابة عن المؤسسة، وهو ما يمكن المؤسسة من حماية نفسها ماليًا في حال وقوع أي خطر.

4- قبول المخاطر

تضطر المؤسسة لقبول المخاطر والاحتفاظ بها عندما لا تجد الاستراتيجية المناسبة للقضاء عليها أو عندما تتجاوز تكاليف القضاء عليها تكاليف حدوثها، وقد يكون هذا القبول سلبيًا أي لا تتخذ معه المؤسسة أي إجراء حيال تلك المخاطر وتترك أقسامها وإداراتها للتعامل معها عند حدوثها، ويمكن أن يكون القبول إيجابيًا أي تضع المؤسسة خطط الطوارئ لتقليل الخسائر الواردة في الموارد أو المال.

تعلم إدارة المخاطر واحصل على شهادة معتمدة فيها:

يمكنك الاعتماد على بكه للتعليم في الالتحاق بدورات تدريبية في إدارة المخاطر، تؤهلك للالتحاق بالاختبار والحصول على شهادة مهنية مُعتمدة في هذا المجال، بما يساعد على إعطائك الأفضلية عند التقدم لمختلف الوظائف، حيث تقدم منصة بكه، العديد من الدورات التدريبية المُعتمدة في مجال إدارة المشاريع، ومنها دورات في إدارة المخاطر.

انضم إلينا في دورة MoR® التأسيسية واكتسب المعرفة الشاملة والمهارات اللازمة لتحديد وتقييم ومراقبة المخاطر بفاعلية، وتطبيق إطار عمل MoR لتحقيق أهدافك الاستراتيجية.

mor

تطمح إلى أن تكون "صانع القرار" الذي يقود المشاريع نحو بر الأمان؟

سجل الآن في دورة إدارة المخاطر الاحترافية PMI-RMP® وتعلم كيف تتقن فن إدارة المخاطر في المشاريع، وتتجنب العقبات، وتحقق النجاح المنشود.

rmp

لكن يبقى السؤال، لماذا أختار بكه؟ 

في بكه، نؤمن بأن طريقك للنجاح يبدأ باختيار الشريك التعليمي المناسب. نحن لسنا مجرد مؤسسة تدريبية، بل نحن حاضنة لمهاراتك وطموحاتك بسجل حافل من الإنجازات والنجاحات.

لماذا بكه

انضم إلى عائلة بكه

كن جزءًا من مجتمعنا المتنامي من المتعلمين الطموحين والمحترفين في مجال إدارة المشاريع. 

استثمر في مستقبلك المهني معنا، واختر من باقة دورات إدارة المشاريع ما يناسبك احتياجاتك وأهدافك.

دورات بكه

اقرأ بروشور خاص وشامل عن تعلم إدارة المخاطر الاحترافية.

الخاتمة:

تتطلب إدارة المخاطر في المؤسسات تحديد وتقييم التهديدات المحتملة، ومن ثم تصميم استراتيجيات مبتكرة للتعامل معها. يمكن أن تتنوع هذه الاستراتيجيات بين تجنب المخاطر بشكل كامل، أو تقليل آثارها، أو نقلها لطرف ثالث مثل شركات التأمين، أو حتى قبولها بوعي وتخطيط. تبدأ العملية بتحديد المخاطر بدقة، ثم تحليلها، واختيار استجابة ملائمة، وتنفيذ الضوابط اللازمة، وأخيرًا مراقبة النتائج ومراجعتها باستمرار، والتواصل الفعّال مع جميع الأطراف المعنية. هذه العملية الديناميكية تضمن للمؤسسات ليس فقط البقاء، بل التفوق في بيئة تنافسية لا ترحم.

وفي الختام، فقد بات من الضروري على جميع المؤسسات وضع الاستراتيجيات الفعالة في إدارة المخاطر المُحتملة، من أجل الحفاظ على استمرار عملياتها واستقرارها ومكانتها في السوق التنافسي.

واتساب