دراسة الجدوى الاقتصادية - الأهمية والمراحل ومعايير التقييم وأبرز القيود

كتابة : بكه

8 يونيو 2024

فهرس المحتويات

دراسة الجدوى الاقتصادية هي عبارة عن تقرير يُعد عند طرح فكرة مشروع، ويتضمن تقييمًا مفصلًا لتكاليف وفوائد المشروع المقترح. تشمل هذه الدراسة تحليلات حول تكاليف المواد والمعدات والعمالة، بالإضافة إلى الإيرادات المتوقعة. تهدف دراسة الجدوى الاقتصادية إلى تحديد مدى جدوى المشروع من الناحية المالية، وتقديم توصيات بشأن مدى ملاءمته للاستثمار.

تُعد دراسة الجدوى الاقتصادية واحدة من أنواع دراسة الجدوى الواجب القيام بها، قبل البدء في إنشاء أي مشروع، فمن خلالها يمكن تحديد الفرق بين تكلفة المشروع وعائده، كما أنها تدرس جميع احتياجات المشروع من وجهة نظر اقتصادية، الأمر الذي يجعلها ضرورية لاتخاذ القرار بالاستمرار في المشروع أو بالتراجع عنه، ولمزيد من التفاصيل عنها، تابع معنا السطور التالية.

ما هي دراسة الجدوى الاقتصادية؟

تُعرف دراسة الجدوى الاقتصادية بأنها التقرير الذي يُجرى إعداده عند طرح فكرة مشروع، إذ يتضمن تفاصيل عن تكاليف وفوائد المشروع، ومنها تكاليف المواد والمُعدات والعمالة، إلى جانب الإيرادات المتوقعة من المبيعات أو من مصادر الدخل الأخرى.

ويشير مصطلح دراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريع إلى تقييم وتحليل قدرة المشروع على دعم عملية صنع القرار، وذلك من خلال تحديد مواطن القوة والضعف في المشروع، مع تحديد فرصه والمخاطر المرتبطة به، وتقييم فرص نجاحه.

وفي دراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريع، يتم تحليل وقياس القدرة المالية للمشروع، واحتمال استمراره بنجاح، والعوامل المؤثرة عليه، وهي العوامل الاقتصادية والتكنولوجية والقانونية، وذلك من أجل تحديد النتائج الإيجابية والسلبية المحتملة للمشروع قبل الاستثمار فيه.

اقرأ أيضًا: مكونات دراسة الجدوى.

خصائص دراسة الجدوى الاقتصادية:

هناك مجموعة من الخصائص والسمات التي تميز دراسة الجدوى الاقتصادية الفعالة، وهي كما يلي:

1- دقة جمع البيانات وتحليلها

من أهم ما يميز دراسة الجدوى الاقتصادية أنها مبنية على جمع البيانات ذات الصلة والموثوقة من مختلف المصادر، مثل تقارير الصناعة وأبحاث السوق والبيانات المالية وآراء الخبراء، مع تحليل تلك البيانات باستخدام أساليب مثل معدل العائد الداخلي وفترة الاسترداد ونقطة التعادل، وهو ما يمكن المستثمرين وأصحاب المصلحة من اتخاذ قرارات مستنيرة على أساس تلك البيانات الدقيقة.

2- تسهيل مشاركة أصحاب المصلحة

تسهل دراسة الجدوى الاقتصادية الناجحة من مشاركة أصحاب المصلحة والحصول على تعليقاتهم، مثل الشركاء والموردين والموظفين والمستثمرين والمنظمين، إضافة إلى سهولة حصولهم على نتائج الدراسة عن طريق التقارير والرسوم البيانية والعروض، مع الاستعانة بمدخلات أصحاب المصلحة في عملية صنع القرار.

3- وضع السيناريوهات ومحاكاتها

من سمات دراسة الجدوى الاقتصادية الفعالة أنها تنطوي على وضع مختلف السيناريوهات المستندة إلى المتغيرات وأوجه عدم اليقين المرتبطة بالمشروع المُقترح مثل معدل النمو وحصة السوق واحتياجات العملاء، مع القدرة على محاكاة نتائج كل سيناريو ومقارنتها بالحالة المتوقعة.

4- القدرة على التكيف مع التغيرات

يمكن تمييز دراسة الجدوى الاقتصادية الفعالة من خلال ملاحظة مرونتها وإمكانية إجراء تعديلات عليها حتى تكون متوافقة مع التغيرات التي يمكن أن يشهدها المشروع، وهو ما يساعد على تحقيق الأهداف المرجوة منه.

5- إبراز ربحية المشروع

الهدف الأساسي من إجراء دراسة الجدوى الاقتصادية معرفة ما إذا كان المشروع قادرًا على تحقيق الأرباح المالية المتوقعة والتي ترجوها الشركة، وعلى تغطية التكاليف التي يتطلبها، وبالتالي فهي تبرز مدى نجاح فكرة المشروع اقتصاديًا.

أهداف دراسة الجدوى الاقتصادية:

تشمل أهداف إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية ما يلي:

1- تسهيل عملية صنع القرار

من خلال دراسة الجدوى الاقتصادية يتمكن صناع القرار وأصحاب المصلحة من تقييم الجدوى الاقتصادية للمشروع والتحقق من سلامته من الناحية المالية، ومن ثم اتخاذ القرار بالمضي قدمًا فيه.

2- تعزيز الأرباح

تهدف الشركات من إجراء دراسة الجدوى الاقتصادية إلى تعزيز أرباحها، لأن هذه الدراسة تنطوي على تقدير الإيرادات والتكاليف المُحتملة بدقة، وبالتالي تضع الشركة على أساس تلك البيانات أهدافًا قابلة للتحقيق.

3- الحصول على ثقة المستثمرين

من أبرز أهداف إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية، توضيح إمكانات المشروع وإظهار جدواه الاقتصادية، من أجل تعزيز ثقة المستثمرين وتشجيعهم على تقديم التمويل والدعم المالي للمشروع.

4- التخفيف من المخاطر

تُعد دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع وسيلة لتحديد المخاطر والتحديات المُحتملة التي يمكن أن تؤثر على نجاح المشروع وخاصة المخاطر المالية، ومن ثم يتسنى للشركة وضع الاستراتيجيات التي تساعد على التخفيف من تلك المخاطر من أجل ضمان نجاح المشروع.

5- تخصيص الموارد بكفاءة

عندما يفهم صناع القرار في الشركة الآثار المالية للمشروع والفوائد المتوقع أن يحققها، فذلك يساعدهم على تخصيص الموارد من الأموال والوقت والقوى العاملة بشكل أكثر فعالية، لأنها تُخصص فقط على المجالات التي تعد بأعلى العائدات.

6- التخطيط الاستراتيجي

تُعد دراسة الجدوى الاقتصادية بمثابة خارطة طريق للتخطيط الاستراتيجي، إذ يستعين صناع القرار في الشركة بالبيانات الواردة بها في تحديد فرص النمو والعقبات المحتملة ومجالات التحسين، وهو ما يسهل من عملية التخطيط على المدى القصير والمدى الطويل.

7- اكتساب ميزة تنافسية

من الأهداف الأساسية لإعداد دراسة الجدوى الاقتصادية حصول الشركات على ميزة تنافسية، إذ تحتوي هذه الدراسة على بيانات تمكّن صناع القرار من تكييف عروضهم لتلبية متطلبات السوق المحددة والحصول على حصة أكبر في السوق، وهو ما يُعطي الأفضلية على المنافسين.

8- زيادة القدرة على التكيف

يستعين صناع القرار في الشركة بنتائج دراسة الجدوى الاقتصادية في اختبار تأثر المشروع المُقترح بمختلف التغيرات من أجل زيادة قدرة المشروع على التكيف وإجراء التعديلات المطلوبة وفقًا لظروف السوق المتغيرة.

أهمية دراسة الجدوى الاقتصادية

تتمثل أهمية دراسة الجدوى الاقتصادية فيما يلي:

  • توضح مدى الجدوى الاقتصادية التي تتحقق بعد تنفيذ فكرة المشروع المُقترح، ومن ثم فهي تلعب دورًا أساسيًا في اتخاذ قرار الاستمرار في المشروع أو صرف النظر عنه.
  • تحدد متطلبات المشروع المُقترح، والعوامل الحاسمة التي تساعد على نجاحه.
  • من خلال دراسة الجدوى الاقتصادية، تتبين مدى قدرة المشروع على تحقيق أهدافه.
  • تساهم دراسة الجدوى الاقتصادية في تحديد مصادر التمويل المطلوب للمشروع.
  • من خلالها يمكن التعرف على المخاطر التي يمكن أن تواجه المشروع، وكيفية التغلب عليها.
  • معرفة كيفية تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد عن طريق تحديد الطرق الفعالة في تكلفتها لتنفيذ المشروع.
  • يستطيع المستثمر الرجوع إلى نتائج دراسة الجدوى الاقتصادية، في أي مرحلة من مراحل تنفيذ المشروع.
  • تهتم هذه الدراسة بأدق تفاصيل المشروع، ومن ثم فهي تساهم في تجنب فشله.

عناصر دراسة الجدوى الاقتصادية:

تتضمن دراسة الجدوى الاقتصادية مجموعة من العناصر الأساسية وهي:

تحليل السوق

من خلال تحليل السوق تتمكن الشركة من تقدير الإيرادات المحتملة والحصة السوقية للمشروع، لأنه ينطوي على تقييم الوضع الحالي للسوق بما في ذلك ديناميكيات العرض والطلب، وتحليل السكان المحليين ومستويات الدخل ومعرفة سلوكيات العملاء المستهدفين وتفضيلاتهم، وأيضًا تحليل وتقييم المنافسين الحاليين والمحتملين، ودراسة المؤشرات الاقتصادية المؤثرة على السوق.

تحليل التكاليف والفوائد

يتضمن هذا العنصر مقارنة بين تكاليف المشروع وفوائده المتوقعة وتحليلها من أجل حساب صافي القيمة الحالية ومعدل العائد الداخلي وفترة الاسترداد ومؤشر الربحية للمشروع، إذ تشمل التكاليف: تكاليف التشغيل، النفقات الأولية والمتكررة، الضرائب، تكاليف الصيانة، تكاليف التمويل.

أما الفوائد المتوقعة من المشروع فهي تشمل: الوفورات في التكاليف، إيرادات المبيعات، مكاسب الإنتاجية، الفوائد البيئية.

تحليل المخاطر

إذ يتم تقييم المخاطر المُحتملة التي قد تؤثر على أداء المشروع ومن ثم وضع خطط الطوارئ والاستراتيجيات التي تخفف من تلك المخاطر، وهو ما يساعد على تقييم مدى قوة المشروع وقدرته على الصمود أمام مختلف السيناريوهات.

التحليل القانوني والتنظيمي

أي دراسة وتحليل المتطلبات والتحديات القانونية والتنظيمية للمشروع، مثل حقوق الملكية الفكرية والتراخيص والتصاريح والالتزامات التعاقدية ومسائل الامتثال، ومن ثم يمكن التحقق من امتثال المشروع للقوانين واللوائح ذات الصلة بالصناعة.

التحليل الاجتماعي والبيئي

من خلال هذا العنصر يتم تقييم الأثر الاجتماعي والبيئي للمشروع ودراسة فوائده وتكاليفه الاجتماعية والبيئية ومصالح أصحاب المصلحة، وهو ما يساعد على قياس المسؤولية الاجتماعية للشركة المنفذة للمشروع.

مراحل دراسة الجدوى الاقتصادية 

تُجرى دراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريع خلال مرحلة التقييم، سواء كان المشروع المُقترح من أجل توسيع نشاطات الشركة، أم لافتتاح شركة جديدة.

وتحتاج دراسة الجدوى الاقتصادية الناجحة إلى القيام بعدة خطوات نوضحها فيما يلي:

1- إجراء تحليل أولي

يتكون التحليل الأولي من فكرة المشروع المُخطط لها، مع دراسة حيز السوق، وما إذا كانت هناك مخاطر يمكن أن تواجه سير المشروع ولا يمكن التغلب عليها، ففي حال عدم وجود أية عقبات في هذا التحليل، وكانت الجدوى التجارية ممكنة؛ فيمكن المضي قدمًا في المشروع.

وتتمثل أهمية هذه المرحلة في أنها تحدد ما إذا كان تقييم الجدوى يستحق الوقت والأموال المُستثمرة أم لا.

2- وضع الخطوط العريضة لنطاق المشروع

المرحلة الثانية في دراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريع الصغيرة أو الكبيرة، تتمثل في وضع خطة عمل لكل قسم من أقسام المشروع، مع إجراء دراسة لمختلف جوانب العمل، التي قد تتأثر بالإجراءات المُتخذة خلال تنفيذ المشروع.

ولذلك، لا بد من فهم المشاركين في المشروع والمستفيدين منه، وتحليل الوضع الحالي قبل الشروع في تنفيذه، أي تحديد احتياجات وطلب العملاء المحتملين أو الحقيقيين ودراسة ما إذا كان سيقبلون على المنتج أو الخدمة أم لا.

3- مقارنة الاقتراحات بالخدمات والمنتجات الحالية

في هذه المرحلة، على القائم بإعداد دراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريع، التحقق من مدى قابلية تحقيق الفكرة المُقترحة، من خلال دراسة السوق، وهو ما سيساعد أيضًا على فهم ما يحتاج إليه العملاء، ومن ثم التأكد من تلبية الفكرة المُقترحة لتلك الاحتياجات.

4- دراسة ظروف السوق

تعتمد هذه المرحلة على دراسة السوق وعادات الشراء، ومن ثم فهم فرص المبيعات، إلى جانب تحديد نوع التسويق اللازم لتنفيذ المشروع.

كما يتم تحديد الإيرادات المتحصلة من المشروع، وذلك من خلال تقدير الكمية المتوقع إنتاجها خلال فترة زمنية معينة وسعرها المتوقع عند البيع، ومن ثم توقع أرباح المشروع.

5- تحديد التكاليف المادية

الدليل النهائي لمعايير دراسة الجدوى للمشاريع، يتكون من حساب جميع التكاليف المالية المتعلقة بفكرة المشروع المُقترح، لأن هذا الحساب يحدد مدى جدوى المشروع من الأساس.

وتحتاج هذه المرحلة إلى تحديد الموارد اللازمة لتنفيذ المشروع، مثل الفوائد والجدول الزمني المتوازن، مع ضرورة الأخذ في الاعتبار المخاطر المالية المُحتمل مواجهتها، والخسائر المالية المتوقعة في حال فشل المشروع.

6- استعراض البيانات وتحليل دراسة الجدوى

وهي المرحلة النهائية لإعداد دراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريع، وفيها تُراجع الدراسة بعناية شديدة.

وعلى القائم بالدراسة في هذه المرحلة أن يتأكد من عدة أمور، وهي هل هناك أية مخاطر لم يكن على دراية بها؟ وهل حدثت أية تغيرات في ظروف السوق والمنافسة؟ فإذا وقعت تلك التغيرات؛ فلا بد من استعراض خطوات دراسة الجدوى، ومن ثم يمكن التأكد من مدى إمكانية الاستمرار في فكرة المشروع أو التراجع عنها.

وتؤهلك منصة بكه، للالتحاق بالدورات التدريبية المُعتمدة في إدارة المشاريع، من أجل التعرف على المزيد فيما يخص احتياجات المشروع.

معايير تقييم الجدوى الاقتصادية:

يُستند إلى عدة عناصر عند تقييم الجدوى الاقتصادية للمشاريع، وتتمثل تلك العناصر فيما يلي:

1- تحليل السوق

يلعب تحليل السوق دورًا هامًا في تقييم الجدوى الاقتصادية للمشاريع، إذ يعتمد هذا التحليل على جمع البيانات حول السوق الذي سيعمل فيه المشروع، منها بيانات حول حجم ونمو السوق، والطلب الحالي والمتوقع على المنتج أو الخدمة، والمشهد التنافسي، والجمهور المُستهدف.

وتُستخدم هذه البيانات في اتخاذ قرارات متعلقة بالتسعير والتسويق والتوزيع، وعلى سبيل المثال، يمكن أن يدل هذا التحليل على تزايد الطلب على منتج أو خدمة معينة، مما يجعل من الممكن إطلاق هذا المشروع لضمان نجاحه اقتصاديًا، لأنه سيحقق إيرادات كافية لتغطية تكاليفه وتوفير عائد معقول على الاستثمار.

ومن فوائد تحليل السوق، مساعدته في تحديد المخاطر والتحديات، والتي يمكن أن تؤثر على الجدوى الاقتصادية للمشروع، مثل التغيرات التي تطرأ على سلوكيات المستهلك، أو التغيرات التنظيمية، أو المنافسة الشديدة، وبالتالي فإن التبكير في تحديد تلك المخاطر والتحديات، يساهم في اتخاذ صناع القرار إجراءات تخفف من حدتها، وهو ما يزيد من فرص نجاح المشروع.

2- التحليل الاقتصادي

يُعرف التحليل الاقتصادي، بأنه الطريقة التي تُدرس بها العمليات الاقتصادية، وذلك بالنظر في العلاقات بين مختلف عناصر تلك العمليات.

ويمكن استخدام التحليل الاقتصادي في دراسة العمليات الاقتصادية، التي تحدث على نطاق الاقتصاد بالكامل، ويُسمى تحليل الاقتصاد الكلي، أو دراسة العمليات التي تحدث داخل وحدات ومؤسسات اقتصادية معينة، ويُسمى تحليل الاقتصاد الجزئي، ومن ثم فهو يساعد على تسهيل اتخاذ القرارات، وتيسير ترشيد العمليات الاقتصادية.

ويتناول التحليل الاقتصادي موضوعات مثل الأنشطة المتعلقة بتقييم نشاط الشركة، التطور التكنولوجي والعلمي، ظروف البيئة المتغيرة، ولأن إدارة المؤسسات تحتاج إلى معلومات سريعة وموثوقة عند اتخاذ القرارات؛ فإن التحليل الاقتصادي ضرورة لا غنى عنها، لأنه يتضمن جميع الظواهر الاقتصادية التي تحدث داخل الشركة وفي محيطها.

ويتضمن التحليل الاقتصادي بيان العمليات والذي يوضح الخسائر التي تكبدتها الشركة بناءً على التكاليف والمبيعات الحالية، كما يتضمن الميزانية العمومية والتي تحتوي على مقدار الأصول التي تمتلكها الشركة من أجل دعم عملياتها الحالية والمستقبلية.

3- التحليل التقني

يُعد التحليل التقني، هو بمثابة الأداة المُستخدمة في تقييم الجدوى الاقتصادية للمشروع، من خلال  تقييم العائد المحتمل للاستثمار ومستوى المخاطر المرتبطة به، وفيه يتم الاعتماد على تحليل بيانات الأسعار التاريخية، وهي البيانات التي تُستخدم في التنبؤ بتحركات الأسعار في المستقبل، واتخاذ القرارات الاستثمارية.

وعلى سبيل المثال، إذا أشار التحليل التقني لسلعة ما إلى احتمالية ارتفاع سعرها في المستقبل؛ فيُعتبر الاستثمار في هذه السلعة أمرًا مجديًا من الناحية الاقتصادية، والعكس صحيح، فإذا أكد التحليل التقني للسلعة أن هناك احتمالية لانخفاض سعرها في المستقبل؛ فسوف يُصرف النظر عن الاستثمار فيها لعدم جدواها اقتصاديًا.

وبخلاف ما سبق، فإن التحليل التقني يُستخدم في تقييم الجدوى الاقتصادية للمشروع، عن طريق تقييم ظروف السوق الحالية والمتوقعة للصناعة أو القطاع الذي سيعمل فيه المشروع.

وعلى سبيل المثال، فإذا أشار التحليل التقني إلى أن هناك صناعة معينة يمكن أن تنمو في المستقبل؛ فيمكن اعتبار أن إطلاق مشروع في هذه الصناعة أمرًا مجديًا من الناحية الاقتصادية.

والجدير بالذكر، أن التحليل التقني هو طريقة تُستخدم في التنبؤ بالأسعار بالمستقبل، ولكنه ليس دائمًا بالدقة المطلوبة، لذلك لا يمكن الاعتماد عليه بمعزل عن إجراء دراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريع الصغيرة أو الكبيرة، ولإجراء تقييم شامل؛ لا بد من دمجه مع مختلف طرق التحليل الأخرى.

4- التحليل الاستراتيجي

يُعرف التحليل الاستراتيجي بأنه الطريقة المُستخدمة في دراسة المُنظمة والمناطق المحيطة بها، من أجل صياغة استراتيجية مناسبة، ووضع وتنفيذ خطة استراتيجية محددة.

وحتى يكون التحليل الاستراتيجي ناجحًا؛ فلا بد من شموله، مع استخدامه أساليب نوعية وكمية في مجالات الاقتصاد والمالية والتسويق.

وفي المرحلة الأخيرة من التحليل الاستراتيجي؛ يتم تحديد وتقييم الموقف الاستراتيجي للشركة، وبالتالي فهو يُحدد الظروف التي ستعمل الشركة فيها بالمستقبل، والعوامل التي تمتلكها من أجل التكيف مع تلك الظروف.

قيود دراسة الجدوى الاقتصادية

عند إجراء دراسة جدوى اقتصادية لمشروع ما؛ يجب الأخذ في الاعتبار مجموعة من العوامل التي قد تؤثر على جودة هذه الدراسة، والتي تشمل ما يلي:

1- الاستناد إلى الافتراضات

فدراسة الجدوى الاقتصادية تستند إلى عدة افتراضات بشأن المستقبل، قد لا تكون دقيقة بالدرجة المطلوبة، إذ يمكن أن تحدث تغيرات للظروف الاقتصادية واتجاهات السوق وعوامل أخرى بشكل غير متوقع، وهو ما قد يؤثر على الجدوى الاقتصادية للمشاريع.

2- محدودية البيانات

تعتمد دراسة الجدوى الاقتصادية على البيانات المتاحة وقت إجرائها، وبالتالي فإذا كانت هذه البيانات محدودة أو ناقصة؛ فسيكون من الصعب وضع توقعات دقيقة بشأن المستقبل، وبالتالي لن تكون هذه الدراسة صحيحة.

3- الذاتية في دراسة الجدوى الاقتصادية

والذاتية هنا تعني اعتماد القائمون بدراسة الجدوى الاقتصادية على أحكامهم وخبراتهم، وإذا كانت الدراسة تُجرى من قِبل أكثر من شخص؛ فيمكن أن يختلفوا في آرائهم حول الجدوى الاقتصادية للمشروع، وهو ما يؤدي إلى توصيات متضاربة.

4- تجاهل العوامل الخارجية

دراسة الجدوى الاقتصادية تركز في الأساس على العوامل الداخلية للمشروع مثل التكاليف والإيرادات، دون الوضع في الاعتبار العوامل الخارجية التي يمكن أن تؤثر على نجاح المشروع، مثل العوامل السياسية أو البيئية أو الاجتماعية.

5- الافتقار إلى المرونة

تعتمد دراسة الجدوى الاقتصادية على تحليل ثابت، قد لا يكون مرنًا بالدرجة المطلوبة، للتكيف مع الظروف المتغيرة أو التطورات غير المتوقعة.

وفي الختام، فإن دراسة الجدوى الاقتصادية هي من أهم عوامل نجاح أي مشروع واستمراريته، في حال إجرائها بشكل سليم.

دوارات إدارة المشاريع:

 تساعدك الدورات التدريبية على اكتساب معرفة عميقة والإلمام بأحدث الممارسات والأدوات والاستراتيجيات وتعلم أهم المهارات بمجال إدارة المشاريع للاحتراف فيه، وتقدم لك بكه العديد من دورات إدارة المشاريع المعتمدة دوليًا والتي تشمل ما يلي:

خاتمة:

دراسة الجدوى الاقتصادية هي تقرير يعد عند طرح فكرة مشروع، يتضمن تقييمًا مفصلًا لتكاليف وفوائد المشروع المقترح. تهدف إلى تحديد مدى جدوى المشروع من الناحية المالية وتقديم توصيات بشأن مدى ملاءمته للاستثمار. تتضمن مراحلها تحليلًا للسوق، والتكاليف، والعوامل الاقتصادية والتقنية.

تقوم دراسة الجدوى الاقتصادية بتحليل قدرة المشروع على دعم صنع القرار وتحديد المخاطر والفرص المرتبطة به. تشمل العوامل المهمة في التقييم تحليل السوق، والتحليل الاقتصادي، والتحليل التقني، والتحليل الاستراتيجي.

 

واتساب