ما هي المخاطر الفيزيائية وأنواعها وخطوات تحديدها وإدارتها وأمثلة عملية عليها؟

كتابة : بكه

25 يوليو 2024

فهرس المحتويات

المخاطر الفيزيائية في العمل مثل الضوضاء والإشعاع ودرجات الحرارة المتطرفة تشكل تهديدات جسدية قد تؤدي لإصابات خطيرة. لتفادي هذه المخاطر، يجب على المؤسسات تحديدها وتقييمها بدقة، ثم السيطرة عليها عبر التدابير الوقائية مثل استخدام معدات الحماية وتوفير بيئة عمل آمنة. من الأمثلة الواقعية حوادث مثل حريق مصنع النسيج في بنغلاديش وزلزال فوكوشيما، التي تسلط الضوء على أهمية إدارة المخاطر للحفاظ على سلامة الموظفين وتحقيق بيئة عمل صحية.

في كل بيئة عمل توجد أنواع متعدد من المخاطر التي يمكن أن تهدد سلامة الموظفين والعاملين بالمؤسسة في حال عدم اتخاذ التدابير اللازمة التي تحد من وقوع تلك المخاطر أو حتى تقلل من عواقبها إلى أدنى حد، ولأن سلامة الموظفين والعاملين لا بد وأن تكون من أولويات كل مؤسسة؛ فيجب أن تتعرف المؤسسة على أنواع المخاطر وكيفية التحوط منها والاستجابة لها بشكل فعال، ومن أبرز مخاطر مكان العمل المخاطر الفيزيائية التي تضر بالصحة الجسدية لكل من في المؤسسة، وفي سطور هذا المقال نوضح ما هي المخاطر الفيزيائية وأنواعها وآثارها السلبية وكيفية التحوط منها وأمثلة عليها، وخطوات تحديدها وإدارتها.

المخاطر الفيزيائية:

المخاطر الفيزيائية أو المادية هي العوامل الموجودة في بيئة العمل والتي يمكن أن تسبب أضرارًا جسدية أو إصابات للموظفين، وفي بعض الأحيان يصعب تحديد تلك المخاطر والمسؤول عنها وما إذا كان يمكن التحكم فيه، لأنها أحيانًا تضر بالجسم دون أن تلمسه.

وتتعدد أماكن العمل التي يمكن أن تظهر بها المخاطر الفيزيائية سواء في المكاتب أو المصانع أو مواقع البناء، وتعرض الموظفين لها يؤثر سلبًا على أدائهم في العمل، وبالتالي تتأثر إنتاجيتهم وإنتاجية المؤسسة ككل.

ولا يقتصر وجود المخاطر الفيزيائية في بيئة العمل فقط؛ بل يمكن التعرض لها في المدرسة أو المنزل أو الشارع، ولكن يتعين على المؤسسات العمل قدر الإمكان حتى يمكنها تحديد تلك المخاطر ومن ثم السيطرة عليها، من أجل الحفاظ على سلامة الموظفين.

أنواع المخاطر الفيزيائية:

تنقسم المخاطر الفيزيائية إلى عدة أنواع رئيسية نبرزها فيما يلي:

1- الضوضاء

يُعد الضوضاء من أبرز المخاطر الفيزيائية في مكان العمل، إذ يتعرض العاملين في صناعات مثل التصنيع والبناء إلى ضوضاء مستمر نظرًا لاعتماد مثل تلك الصناعات في عملها على آلات ومعدات تصدر أصواتًا مرتفعة، وهو ما قد يؤدي إلى أضرار مثل طنين الأذن أو فقدان السمع بشكل مؤقت أو دائم، فضلًا عن المتاعب النفسية مثل التوتر والقلق والاكتئاب والأرق.

وللحد من الآثار السلبية للضوضاء، يمكن استخدام المعدات الواقية مثل سماعات الرأس أو سدادات الأذن، والتي تساعد على التقليل من هذا الخطر.

2- الإشعاع

هناك العديد من الصناعات التي تستخدم أنواعًا مختلفة من الإشعاع، والتعرض بصورة مستمرة للإشعاع يؤدي إلى أضرار صحية خطيرة على الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية، وتشمل تلك الأضرار: اضطراب في الغدة الدرقية، إعتام عدسة العين، أمراض القلب والأوعية الدموية، تشوهات الأجنة في حال تعرض المرأة الحامل للإشعاع.

وينقسم الإشعاع في الصناعات إلى نوعين وهما:

  • الإشعاعات المؤينة: وهي الإشعاعات الناتجة عن تحلل مواد مثل غاز الرادون، وتُستخدم في أشعة جاما والأشعة السينية في صناعات مثل الطب وطب الأسنان والتصنيع وهندسة النفط والغاز.
  • الإشعاعات غير المؤينة: وهي الإشعاعات التي تغطي منطقتين من الطيف الكهرومغناطيسي، وهما المجالات الكهرومغناطيسية وتشمل: الموجات الدقيقة وترددات الطاقة والترددات الراديوية، إلى جانب الإشعاع البصري ويشمل: الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء، وتُستخدم تلك الإشعاعات في الليزر أو صناعة السبورات البيضاء التفاعلية أو كراسي الاستلقاء للتشمس.

ويمكن التحوط من الآثار السلبية للإشعاع عن طريق التدريب على استخدام تلك الإشعاعات بطريقة صحيحة، مع الالتزام باستخدام أدوات الكشف عن الإشعاع ومعدات الحماية مثل النظارات والقفازات الواقية.

3- الإضاءة

تشكل الإضاءة في مكان العمل مصدر خطورة إذا كانت منخفضة للغاية، أو شديدة الارتفاع مثل التعرض لضوء الشمس المباشر وأشعته وهي الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية.

ويؤدي خطر الإضاءة إلى مشكلات صحية تتمثل في الشعور بألم في العين ينتج عنه الإصابة بالصداع، فضلًا عن إجهاد الرقبة والظهر والكتف بسبب الجهد المبذول لرؤية العناصر في إضاءة سيئة، مع الأضرار الأخرى مثل التعثر والانزلاق والسقوط وإسقاط المواد والأدوات.

ويمكن تقليل مخاطر الإضاءة من خلال توفير الإضاءة المناسبة بالاعتماد على أنظمة الإضاءة والنوافذ الخاصة داخل المؤسسة، مع تقليل التعرض لأشعة الشمس المباشرة قدر الإمكان.

4- درجة الحرارة

ينتج هذا الخطر عن العمل في أماكن ذات درجات حرارة شديدة الارتفاع أو شديدة الانخفاض، مثل العمل في البناء أو أعمال الصيانة أو التوصيل والمخابز والمسابك ومصانع الزجاج، وهو ما يؤثر على قدرة العمال على أداء مهامهم بشكل جيد، فضلًا عن إصابتهم بأضرار صحية مثل الطفح الجلدي وتشنجات العضلات والإغماء الحراري.

ولتقليل مخاطر درجة الحرارة، لا بد من:

  • أن تكون غرف العمل في أماكن العمل الداخلية بدرجة حرارة معقولة لا تقل عن 16 درجة مئوية.
  •  إذا كان العمل في الهواء الطلق؛ فلا بد من إنشاء برامج يتعرف منها المهنيين على علامات الإصابة بضربة الشمس والجفاف.
  • جدولة ساعات العمل لتجنب العمل في درجات الحرارة المنخفضة أو الشمس شديدة الأشعة.
  • ارتداء الملابس الثقيلة في حال العمل في البيئات شديدة البرودة.

5- الاهتزازات

يتعرض لخطر الاهتزازات العاملين في صناعات تعتمد في أعمالها على معدات وآلات تهتز بصورة مستمرة، مثل آلات ثقب الصخور والمناشير والحفارات المتسلسلة، وتنقسم تلك الاهتزازات إلى نوعين وهما:

  • اهتزاز الذراع اليدوية: وهو الذي يحدث نتيجة الاعتماد على اليد في استخدام أدوات الاهتزاز والإيقاع بصورة دائمة، وهو ما يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية والأعصاب في اليدين ومن ثم تغير لون الأصابع إلى الأبيض أو الأزرق في حال تعرضها للبرد، وتُسمى هذه الحالة بمتلازمة اهتزاز الذراع اليدوية (HAVS).
  • اهتزاز الجسم بالكامل: وهو الاهتزاز الذي يتعرض له الجسم بالكامل عند الوقوف أو الجلوس أو الاستلقاء على سطح يهتز، أو ركوب سيارة تسير على طريق غير ممهد، وهو ما يؤثر على الجهاز العضلي الهيكلي ويؤدي إلى تلف العضلات والمفاصل.

وللحد من الآثار السلبية للاهتزازات، يجب القيام بالآتي:

  • الاعتماد على المعدات والأدوات ذات الحد الأدنى من الاهتزاز.
  • تقليل وقت استخدام معدات الاهتزاز.
  • ارتداء قفازات مضادة للاهتزاز.
  • ركوب السيارات المزودة بعوازل الاهتزاز.

6- الكهرباء

ينتج خطر الكهرباء عن التعرض للتيار الكهربائي من خلال ملامسة المقابس الرطبة أو الأجزاء الداخلية من الأسلاك دون عازل، وهو ما يؤدي إلى إصابة الجسم بصدمة كهربائية تتسبب في الموت صعقًا بالكهرباء أو إصابة الجلد أو الأنسجة الداخلية بحروق، أو فقدان الوعي، أو تشنجات العضلات، أو الخفقان، فضلًا عن انفجار الجهاز الكهربائي أو حدوث خلل في المعدات أو المنشآت الكهربائية أو حدوث ماس كهربائي يؤدي إلى اندلاع حريق.

وللتحوط من مخاطر الكهرباء، لا بد من فصل الكهرباء قبل القيام بأعمال الصيانة أو تنظيف أو ضبط الآلات التي تعمل بالكهرباء، عدم الاقتراب من أسلاك الكهرباء المكشوفة وعدم لمسها.

7- الانزلاقات والتعثرات

يُعد الانزلاق من المخاطر الجسدية التي تحدث عند العمل على أرضيات رطبة أو زيتية، إذ يفقد الشخص توازنه ويسقط وقد ينتج عن سقوطه إصابات، كما تحدث التعثرات في حال وضع الأقدام على جسم أو سطح بشكل غير متوقع نتيجة وجود عقبات أو لسوء الإضاءة أو لعدم استواء الأرض، وهو ما يؤدي إلى تعثر الشخص وسقوطه وإصابته بالكدمات أو الكسور أو صدمات الرأس، وفي بعض الحالات تصل إلى الوفاة.

وللوقاية من مخاطر الانزلاقات والتعثرات؛ لا بد من التأكد من أن الأرضيات في حالة جيدة، وأن الممرات خالية من الفوضى، مع وجود إضاءة كافية.

8- المساحات الضيقة

وهي المناطق المغلقة الضيقة في مكان العمل والتي تحتوي على خطوط الأنابيب والخزائن والصوامع، وهي غير المخصصة للموظفين والعمال، ولكن تواجدهم بتلك المناطق قد يشكل خطرًا عليهم يتمثل في نقص الأكسجين، التعرض للغازات السامة، التعرض للغازات القابلة للاشتعال، صعوبة الدخول أو الخروج.

وللوقاية من مخاطر المساحات الضيقة، لا بد من تنفيذ أنظمة تهوية حتى يصل الهواء إلى الأماكن الضيقة، استخدام معدات الوقاية الشخصية مثل أجهزة التنفس والقفازات والملابس الواقية، المداومة على مراقبة جودة الهواء في تلك المساحات.

أمثلة على حوادث المخاطر الفيزيائية:

إليكم فيما يلي بعض الأمثلة على حوادث واقعية وقعت نتيجة المخاطر الفيزيائية:

مثال 1

شهد أحد مصانع النسيج في بنغلاديش عام 2012 اندلاع حريق هائل نتيجة ماس كهربائي، أدى إلى مصرع ما يزيد عن 100 عامل، فضلًا عن تضرر المصنع.

مثال 2

في عام 2011، تعرضت محطة الطاقة النووية اليابانية فوكوشيما دايتشي إلى انهيار بعد وقوع زلزال وتسونامي، نتج عنه إطلاق الإشعاع بكميات هائلة.

مثال 3

شهدت ولاية كاليفورنيا الأمريكية عام 2003 حادث تسرب الهيدروكربونات بشركة شيفرون والذي وقع نتيجة الانفجار الذي لحق بالمصفاة، وأسفر الحادث عن إصابة عدد كبير من العاملين بالشركة.

خطوات تحديد وإدارة المخاطر الفيزيائية:

من أجل تقليل الآثار السلبية للمخاطر الفيزيائية؛ لا بد من تحديدها وإدارتها باتباع الخطوات التالية:

1- تحديد المخاطر الفيزيائية

يجب أولًا تحديد المخاطر الفيزيائية عن طريق البحث عن المخاطر المتعلقة بالمعدات والآلات ومحطات العمل والمرافق، مع تحديد المشكلات المُحتملة مثل سوء الإضاءة أو مصادر الضوضاء أو الإشعاع أو درجات الحرارة المرتفعة، مع تقرير ما إذا كانت تلك العوامل تشكل خطرًا على العاملين عن طريق النظر في آثارها وسلبيتها وتحديد مدى ظهورها عليهم.

2- تقييم المخاطر الفيزيائية

في هذه الخطوة، يتم تقييم المخاطر الفيزيائية عن طريق تحديد مدى خطورة تلك المخاطر واحتمالية حدوثها، وهو ما يفيد في تحديد مستوى تلك المخاطر، فقد تكون عالية أو متوسطة أو منخفضة.

ومن خلال تقييم المخاطر الفيزيائية، يمكن التعرف على الإجراءات الواجب اتخاذها للسيطرة عليها، ومدى فعالية تلك الإجراءات.

3- التحكم في المخاطر

تشير خطوة التحكم في المخاطر أو إدارتها إلى اتباع التدابير التي تساعد على السيطرة على المخاطر الفيزيائية والتي تتمثل فيما يلي:

  • التخلص من المعدات الخطرة واستبدالها بأخرى ذات خطورة أقل.
  • حماية العاملين من المخاطر مثل الموجات الدقيقة والإشعاع باستخدام أنظمة العزل والحواجز.
  • توفير معدات السلامة للموظفين.
  • تقليل الاهتزازات والضوضاء في مكان العمل.
  • توفير تهوية وإضاءة جيدين في مكان العمل.
  • عزل الأسطح التي يمكن أن تكون عرضة للتطرف في درجة الحرارة.

4- اتخاذ تدابير الرقابة

وهي مجموعة من الضوابط الإدارية التي تساعد على التخفيف من التأثيرات السلبية للمخاطر الفيزيائية، وتشمل ما يلي:

  • تدريب الموظفين على التعرف على المخاطر الفيزيائية وكيفية تجنبها.
  • التأكد من سلامة المعدات بإجراء صيانة دورية عليها.
  • تقليل وقت تعرض العمال للشمس أو درجات الحرارة المنخفضة.
  • تزويد العمال بمعدات الوقاية الشخصية وهي النظارات والأقنعة والقفازات والسماعات.

تعلم إدارة المخاطر واحصل على شهادة معتمدة فيها:

يمكنك الاعتماد على بكه للتعليم في الالتحاق بدورات تدريبية في إدارة المخاطر، تؤهلك للالتحاق بالاختبار والحصول على شهادة مهنية مُعتمدة في هذا المجال، بما يساعد على إعطائك الأفضلية عند التقدم لمختلف الوظائف، حيث تقدم منصة بكه، العديد من الدورات التدريبية المُعتمدة في مجال إدارة المشاريع، ومنها دورات في إدارة المخاطر.

انضم إلينا في دورة MoR® التأسيسية واكتسب المعرفة الشاملة والمهارات اللازمة لتحديد وتقييم ومراقبة المخاطر بفاعلية، وتطبيق إطار عمل MoR لتحقيق أهدافك الاستراتيجية.

mor

تطمح إلى أن تكون "صانع القرار" الذي يقود المشاريع نحو بر الأمان؟

سجل الآن في دورة إدارة المخاطر الاحترافية PMI-RMP® وتعلم كيف تتقن فن إدارة المخاطر في المشاريع، وتتجنب العقبات، وتحقق النجاح المنشود.

rmp

لكن يبقى السؤال، لماذا أختار بكه؟ 

في بكه، نؤمن بأن طريقك للنجاح يبدأ باختيار الشريك التعليمي المناسب. نحن لسنا مجرد مؤسسة تدريبية، بل نحن حاضنة لمهاراتك وطموحاتك بسجل حافل من الإنجازات والنجاحات.

لماذا بكه

انضم إلى عائلة بكه

كن جزءًا من مجتمعنا المتنامي من المتعلمين الطموحين والمحترفين في مجال إدارة المشاريع. 

استثمر في مستقبلك المهني معنا، واختر من باقة دورات إدارة المشاريع ما يناسبك احتياجاتك وأهدافك.

دورات بكه

اقرأ بروشور خاص وشامل عن تعلم إدارة المخاطر الاحترافية.

الخاتمة:

المخاطر الفيزيائية في بيئة العمل تشمل عوامل قد تسبب أضرارًا جسدية مثل الضوضاء، الإشعاع، الإضاءة السيئة، درجات الحرارة المتطرفة، الاهتزازات، الكهرباء، الانزلاقات، والتعرض للمساحات الضيقة. هذه المخاطر قد تؤدي إلى إصابات صحية مثل فقدان السمع، حروق، أو مشكلات في العضلات والمفاصل. لتقليل هذه المخاطر، يجب تحديدها بدقة، تقييم شدتها، والتحكم فيها عبر اتخاذ تدابير وقائية مثل استخدام معدات الحماية الشخصية وتوفير ظروف عمل ملائمة.

لإدارة المخاطر الفيزيائية بشكل فعال، يجب على المؤسسات البحث عن مصادر الخطر وتقييمها، ثم تطبيق إجراءات للتحكم مثل استبدال المعدات الخطرة وتعزيز السلامة. يشمل ذلك أيضًا تدريب الموظفين وتفقد المعدات بشكل دوري. من الأمثلة العملية على ذلك، حوادث مثل حريق مصنع النسيج في بنغلاديش وزلزال فوكوشيما، والتي تبرز أهمية إدارة المخاطر لتجنب الأضرار.

وختامًا، فإن الحفاظ على سلامة الموظفين والعاملين في المؤسسة من أهم العوامل التي تساعد على زيادة إنتاجيتها ودفع نموها وتحقيقها مكانة مميزة في السوق التنافسي.

واتساب