إدارة المحافظ الخاصة: المفهوم والأنواع والأهمية وطرق إدارتها ومخاطرها

كتابة : بكه

18 أبريل 2024

فهرس المحتويات

 المحافظ الاستثمارية الخاصة هي أدوات تم تصميمها للشركات المؤسسية والأفراد ذوي الثروات الكبيرة. تقوم شركات إدارة الثروات ببناء وإدارة هذه المحافظ نيابة عن العملاء، مما يوفر العديد من المزايا مثل سرعة الاستجابة وتوسعة نطاقات المنتجات. ومع ذلك، ينطوي هذا النوع من الاستثمارات على مخاطر مثل فقدان السيطرة على الاستثمار وتضارب المصالح، بالإضافة إلى رسوم إدارة أعلى وضعف الأداء المحتمل.

يُعد الاستثمار من الوسائل الفعالة التي تساعد على تنمية الثروات وتحقيق الأهداف المالية طويلة الأجل، نظرًا لقدرة الأموال على النمو بشكل كبير بمرور الوقت، وسواء كان المستثمر منظمة أو فرد، يمكن الاستفادة من مختلف أنواع الاستثمارات لتحقيق مستويات مختلفة من العائدات، ومن أبرز أنواع الاستثمارات هي المحافظ الاستثمارية الخاصة، والتي نوضح في هذا المقال تعريفها وأهميتها.

مفهوم المحافظ الخاصة

يشير مصطلح المحافظ الخاصة أو المحافظ التقديرية إلى أحد أشكال الاستثمار في الأوراق المالية، والتي يتم تصميمها للشركات المؤسسية مثل الصناديق الاتئمانية وصناديق التقاعد، إلى جانب الأفراد الذين يمتلكون ثروات ضخمة.

إدارة المحافظ الخاصة

يتولى إدارة المحافظ الاستثمارية الخاصة مدير محفظة أو مدير استثمار لحساب العميل، وهو الذي يتخذ قرارات البيع أو الشراء وفقًا لتقديراته وبالنيابة عن العميل، إذ يختار متى وما إذا كان يجب التداول واتخاذ قرارات الاستثمار بناءً على أهداف العميل الخاصة والأدوات المتاحة أمامه، وبالتالي فإن إدارة هذا النوع من المحافظ يعتمد على ثقة العميل في قدرات وقرارات مدير المحفظة.

وحتى يضمن العميل نمو ثروته من خلال الاستثمار في المحافظ الخاصة؛ فلا بد من اختيار مدير محفظة ذو خبرة كبيرة في صناعة الاستثمار، فيتولى إدارة المحفظة المحلل المالي المُعتمد أو محلل الاستثمار البديل المعتمد، أو فني السوق المُعتمد.

قد تتضمن استراتيجية مدير الاستثمار شراء مجموعة متنوعة من الأوراق المالية في السوق، بشرط توافقها مع الأهداف المالية للعميل وقدرته على تحمل المخاطر.

أنواع المحافظ الخاصة 

تنقسم المحافظ الخاصة وفقًا لأنواع العملاء المستثمرين إلى ما يلي:

1- محافظ الثروات الضخمة

ترجع تلك المحافظ إلى العملاء الذين يمتلكون ثروات هائلة وعددًا كبيرًا من الأصول، وبالتالي يوفر مدير الاستثمار لهم خدمات مخصصة للغاية لتلبية متطلباتهم.

2- محافظ الاستثمار بالتجزئة

تعود ملكية تلك المحافظ إلى مستثمري التجزئة الذين يشترون الأوراق المالية لمحافظهم الاستثمارية الشخصية، وبالتالي فهم يحتاجون إلى إدارة تقديرية، نظرًا لعدم امتلاكهم الوقت أو الخبرة في إدارة استثماراتهم.

3- محافظ الاستثمار المؤسسي

تمتلك تلك المحافظ المستثمرين المؤسسين، وهي المنظمات مثل صناديق التقاعد وشركات التأمين، والتي تقوم بالاستثمار نيابة عن عملائها، إذ تختار الاستثمار في المحافظ الخاصة لتحقيق أهدافها الاستثمارية.

يمكنك الالتحاق بالدورات التدريبية المُعتمدة المُقدمة من منصة بكه في:

أهمية المحافظ الخاصة

يتم تصميم وبناء المحافظ الخاصة من قِبل شركات إدارة الثروات، إذ تدير تلك المحافظ نيابة عن العملاء، وهو ما يحقق مجموعة من الفوائد نوضحها فيما يلي:

1- سرعة الاستجابة

لضمان نجاح الاستثمار؛ لا بد من إدارة المحافظ الاستثمارية بشكل نشط خاصة مع زيادة تقلبات السوق واستمرار المعدلات في الانخفاض، ولأن إدارة المحافظ الخاصة تعتمد على اتخاذ القرارات دون الرجوع إلى العميل؛ فهي تتيح لمدير المحفظة إجراء تغييرات استثمارية بسرعة لأعداد كبيرة من العملاء، من خلال إجراء تداولات على استثمار عبر جميع حسابات العملاء، لضمان حصول كل عميل على نفس السعر عند الشراء أو البيع.

2- توسعة نطاقات المنتجات

من خلال الاستثمار في المحافظ الخاصة، يستطيع العميل الاستثمار في فئات أصول أخرى بخلاف الأسهم والسندات، وذلك عن طريق استخدام الاستثمارات البديلة وخطط المعاشات التقاعدية لتثبيط التقلبات وتعزيز العوائد طويلة الأجل.

3- وضع بيان سياسة الاستثمار

من مميزات إدارة المحافظ الخاصة، أنه عندما يقرر العميل الاستثمار في محفظة خاصة؛ فهو يوقع على بيان سياسة الاستثمار، وهو عبارة عن اتفاقية يطورها مدير المحفظة، وتحتوي على الأهداف الاستثمارية للعميل، واستراتيجيات الاستثمار المناسبة لتحقيق تلك الأهداف، وهذه الاستراتيجية تراعي تحمل المخاطر والأفق الزمني وفلسفة الاستثمار.

وبالتالي يكون بيان سياسة الاستثمار هو العامل الذي يتحدد على أساسه إطار إدارة المحفظة، والاستثمارات المناسبة والتعديلات التقديرية المطلوب إجراؤها على محفظة العميل، ويُراجع هذا البيان بشكل سنوي أو عندما تتغير ظروف العميل.

4- ارتباط الأتعاب بقيمة حساب العميل

عندما تتولى إحدى الشركات إدارة المحفظة الخاصة بالعميل؛ يصبح لديها نفس هدف العميل وهو تنمية ثروته بمرور الوقت، نظرًا لتسجيل أتعابها كنسبة مئوية من قيمة الحساب، وبالتالي تصبح تلك الأتعاب مرتبطة بقيمة حساب العميل.

كما أن هذه الميزة تضمن معرفة العميل المبلغ الذي يدفعه مقابل إدارة محفظته الخاصة.

5- تقليل التكلفة

تعتمد إدارة المحافظ الخاصة على  إجراء تغييرات استثمارية بكفاءة، وبالتالي إمكانية دمج حيازات الأسهم المباشرة في المحافظ جنبًا إلى جنب مع الصناديق المشتركة المؤسسية والاستثمارات البديلة، وهو ما يقلل من التكلفة مقارنة ببرامج الصناديق المشتركة الأخرى.

6- الخصم الضريبي للرسوم في الحسابات غير المسجلة

الرسوم المفروضة على إدارة حسابات الاستثمار غير المسجلة الخاصة بالعميل قابلة للخصم الضريبي كرسوم تحمل على دخله بموجب القواعد الضريبية المعمول بها في الوقت الحالي.

7- نهج مصمم خصيصًا

تُعد إدارة المحافظ الخاصة هي نهج يتم تصميمه خصيصًا بما يتوافق مع أهداف واحتياجات كل عميل، وهو ما يضمن للعملاء الحصول على أعلى مستوى من الخدمة.

8- المشورة الموضوعية

من خلال إدارة المحافظ الخاصة يمكن تقديم مشورة موضوعية، نظرًا لعدم تأثير التفضيلات الشخصية للعميل على مدير المحفظة، وبالتالي يتخذ الأخير قراراته بناءً على ما يرى أنه سيحقق أفضل عائد للعميل.

طرق إدارة المحافظ الخاصة

وعن طريقة إدارة المحافظ الخاصة، فهي تتمثل في تقسيم العملاء إلى مجموعات وفقًا لأهدافهم الواضحة وتحملهم للمخاطر، وتُخصص لكل مجموعة نفس المحفظة الاستثمارية التي جرى إنشاؤها من مجموعة الأموال المودعة من قبل العملاء، ثم  يتم فصل حساب العملاء الفعلي ويتم ترجيح الأموال المستثمرة على الاستثمارات الرأسمالية للأفراد.

ويمتلك مدير المحفظة السلطة التقديرية التي يمنحها له العميل، والتي تمكنه من اتخاذ القرارات فيما يخص الاستثمارات التي يجب شراؤها أو بيعها ومتى يشتريها أو يبيعها، وما يسهل نشر النتائج وممارسة بعض تقنيات الاستثمار؛ هو توضيح المدير خططه الاستثمارية بشكل منهجي.

مخاطر المحافظ الخاصة

على الرغم من تعدد مزايا إدارة المحافظ الخاصة؛ إلا أن هناك بعض المخاطر المرتبطة بها وهي كما يلي:

1- فقدان السيطرة على الاستثمار

إدارة المحافظ الخاصة تعني أن العميل قرر منح شخصًا آخر سلطة تقديرية في اتخاذ القرارات الاستثمارية، وبالتالي فهو يفقد بعض السيطرة على استثماره، وعلى الرغم من إمكانية عدم موافقة العميل على كل قرارات مدير المحفظة؛ إلا أنه يجب أن يثق في قدرته على اتخاذ القرارات التي تصب في صالحه.

2- تضارب المصالح

عندما يمتلك مدير الاستثمار السلطة التقديرية فيما يخص استثمارات العميل؛ فقد يحدث تضارب في المصالح ينتج عن اتخاذ قرارات لا تصب في صالح العميل، ولكنها تكون بهدف توليد المزيد من العمولات أو الرسوم.

3- رسوم أعلى

يحصل مدير الاستثمار على رسوم أعلى مقابل إدارة المحافظ الخاصة مقارنة ببقية أنواع إدارة الاستثمار، وذلك نظير تقديمه مستوى أعلى من الخدمة ومشورة أكثر تخصيصًا.

4- ضعف الأداء

من المخاطر المُحتملة لإدارة المحافظ الخاصة، ضعف أداء مدير الاستثمار، وبالتالي لا يكون قادرًا على تحقيق عائد إيجابي على استثمارات العميل، أو تحقيق أهدافه المالية المُعلنة مسبقًا.

دورات معتمدة في إدارة المشاريع والبرامج:

تساعدك الدورات التدريبية على اكتساب معرفة عميقة والإلمام بأحدث الممارسات والأدوات والاستراتيجيات وتعلم أهم المهارات بمجال إدارة المشاريع للاحتراف فيه، وتقدم لك بكه العديد من دورات إدارة المشاريع المعتمدة دوليًا والتي تشمل ما يلي:

الخاتمة:

استثمار الأموال هو وسيلة فعّالة لتحقيق الأهداف المالية على المدى الطويل، حيث يتمكن رأس المال من النمو بمرور الوقت. يمكن للأفراد والمؤسسات الاستفادة من مختلف أنواع الاستثمارات لتحقيق عوائد متفاوتة. تشمل هذه الاستثمارات المحافظ الاستثمارية الخاصة، وهي أدوات تم تصميمها للشركات المؤسسية والأفراد ذوي الثروات الكبيرة، وتشمل أنواعًا مختلفة مثل الثروات الضخمة والاستثمار بالتجزئة والاستثمار المؤسسي.

تعمل شركات إدارة الثروات على بناء وإدارة هذه المحافظ نيابة عن العملاء، مما يوفر العديد من المزايا مثل سرعة الاستجابة وتوسعة نطاقات المنتجات. ومع ذلك، ينطوي هذا النوع من الاستثمارات على مخاطر مثل فقدان السيطرة على الاستثمار وتضارب المصالح، بالإضافة إلى رسوم إدارة أعلى وضعف الأداء المحتمل.

وفي الختام، فإن المحافظ الخاصة هي الخيار الأمثل لكل مستثمر لا يمتلك الخبرة الكافية أو الوقت اللازم لإدارة استثماراته، ويرغب في تحقيق أهداف مالية طويلة الأجل.

واتساب