الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني: العلاقة والفرق بينهما وتحدياتهما

كتابة : بكه

25 يوليو 2024

فهرس المحتويات

يُعد كلًا من الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني من صور التطور التكنولوجي الهائل الذي نعيشه منذ سنوات، وقد اكتسبا هذان المجالان شهرة هائلة في التكنولوجيا الحديثة، نظرًا لأدوارهما الحاسمة في تشكيل العالم الرقمي، إذ حرصت المؤسسات على الاستعانة بأدوات وأنظمة الأمن السيبراني التي تعمل بالذكاء الاصطناعي حتى تتمكن من اكتشاف التهديدات والاستجابة لها بشكل أسرع، وفي هذا المقال نوضح فوائد الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني والفرق بينهما، وما هي تحديات الأمن السيبراني في عصر الذكاء الاصطناعي.

الفرق بين الذكاء الاصطناعي والامن السيبراني:

يمكن توضيح الاختلافات الرئيسية بين الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني من خلال ما يلي:

الذكاء الاصطناعي

  • الذكاء الاصطناعي هو أحد فروع علوم الكمبيوتر، مهمته هي إنشاء آلات تستطيع القيام بالمهام التي تحتاج إلى ذكاءً بشريًا مثل فهم اللغة الطبيعية والتعرف على الصور واتخاذ القرارات.
  • يتعامل الذكاء الاصطناعي مع تجميع البيانات وتصنيفها ومعالجتها وتصفيتها وإدارتها.

الأمن السيبراني

  • الأمن السيبراني هي العملية التي تهدف إلى حماية أنظمة وشبكات الكمبيوتر المتصلة بالإنترنت من الهجمات الرقمية والاختراقات أو التدمير أو التعطيل أو التعطيل.
  • يتضمن الأمن السيبراني العديد من نقاط البيانات التي يمكن استخدامها للذكاء الاصطناعي.

ما علاقة الذكاء الاصطناعي بالامن السيبراني؟ 

هناك علاقة وثيقة بين الذكاء الاصطناعي والأمن الالكتروني أو السيبراني، إذ يتم تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي التي يمكن استخدامها لتعزيز الأمن السيبراني، إلى جانب تنفيذ تدابير أمنية لحماية أنظمة الذكاء الاصطناعي من الاختراق أو التلاعب.

فبعد تزايد الجرائم الإلكترونية مثل سرقة البيانات والتصيد الاحتيالي؛ لجأت المنظمات إلى عدة وسائل لمكافحة تلك التهديدات، فاستعانت بفرق الأمن السيبراني المؤهلة المجهزة بأحدث التقنيات ومنها تقنية الذكاء الاصطناعي، التي تساعد على الكشف السريع عن الأنشطة الضارة ومواجهتها، وتحمي الشبكات من الهجمات الإلكترونية.

ويعمل الذكاء الاصطناعي في مجال الأمن السيبراني على إنشاء تطبيقات آمنة بشكل افتراضي، تقضي على نقاط الضعف وتزيد من الدقة في اكتشاف المشكلات وتسريع التحقيقات، وأتمتة آليات الاستجابة، مما يعزز من البنية التحتية لأمن الشركات.

فوائد لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني:

تتمثل فوائد استخدام أدوات وأنظمة الأمن السيبراني التي تعمل بالذكاء الاصطناعي فيما يلي:

فوائد لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني:

1- التعامل مع الكثير من البيانات

يجد موظفو الأمن السيبراني صعوبة كبيرة في مراجعة جميع الأنشطة يدويًا بحثًا عن التهديدات المحتملة، وهنا تتجلى فائدة الذكاء الاصطناعي الذي يقوم تلقائيًا بمسح وتحديد التهديدات ويسهل من عملية الكشف عنها ويعزز من الحماية ضدها.

2- تقليل العمليات المزدوجة

من أهم فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الأمني، قدرته على الكشف عن التهديدات الأمنية الأساسية بانتظام ومنعها، إضافة إلى دوره في التحليل الشامل لتحديد الثغرات الأمنية المحتملة، وهو ما يمكّن الشركات من تنفيذ أفضل ممارسات أمن الشبكة دون التعرض لخطر الخطأ البشري أو الملل الذي يصيب موظفي فرق الأمن السيبراني.

3- تسريع أوقات الكشف والاستجابة

عند قيام الشركات بدمج الذكاء الاصطناعي مع الأمن السيبراني؛ فهي تضمن الكشف السريع عن التهديدات الأمنية والاستجابة لها، لأن الذكاء الاصطناعي يقوم بمسح النظام بالكامل ويحدد التهديدات مبكرًا، ويسهل من المهام الأمنية.

4- محاربة الروبوتات الضارة

هناك الكثير من الروبوتات التي تُستخدم في الأنشطة الضارة مثل نشر البرامج الضارة وسرقة البيانات، ويمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على تحديد أنماط تلك الروبوتات والتعرف عليها وحظرها.

5- تأمين المصادقة

يوفر الذكاء الاصطناعي العديد من الأدوات مثل ماسحات بصمات الأصابع والتعرف على الوجه، وهي الأدوات المطلوبة لتأمين المصادقة أثناء محاولات تسجيل الدخول على المواقع التي تحتوي على معلومات حساسة وتتطلب طبقة أمان إضافية للحماية.

وتساعد تلك الأدوات على اكتشاف محاولات تسجيل الدخول الاحتيالية والهجمات الإلكترونية التي تهدف إلى سرقة البيانات.

6- تحسين الدقة والكفاءة

توفر أنظمة الأمن السيبراني القائمة على الذكاء الاصطناعي دقة وكفاءة أفضل مقارنة بالحلول الأمنية التقليدية، كما تمتلك خوارزميات الذكاء الاصطناعي القدرة على التعرف على الأنماط التي لا تستطيع العين البشرية اكتشافها، وهو ما يزيد من دقة اكتشاف الأنشطة الضارة.

اقرأ أيضًا: المستقبل المهني: الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الموارد البشرية AI HR

استخدام تعليم الآلة في الأمن السيبراني:

تتعدد طرق استخدام التعلم الآلي في تعزيز الأمن السيبراني، وهي كما يلي:

استخدام تعليم الآلة في الأمن السيبراني:

1- أتمتة مهام الأمان

يساعد التعلم الآلي على تحسين الأمن السيبراني من خلال أتمتة المهام المتكررة، مثل المراقبة والاستجابة للتنبيهات الأمنية، وبالتالي يكون هناك المزيد من الوقت للفرق الأمنية للتركيز على المهام الأكثر تعقيدًا.

2- تعزيز الكشف عن التهديدات

يُستخدم التعلم الآلي في تحديد الأنماط في البيانات التي قد تشير إلى تهديد محتمل، إذ تحلل هذه التقنية مجموعات كبيرة من البيانات، ومن ثم تستطيع الكشف عن الحالات الشاذة التي يمكن أن تكون مؤشرًا على هجوم أو احتيال، وهو ما يزيد من احتمالية التصدي لتلك التهديدات بسرعة أكبر.

3- تعزيز الكشف عن البرامج الضارة

من خلال التعلم الآلي، يمكن تحليل كميات هائلة من البيانات والتي تتيح اكتشاف البرامج الضارة الجديدة وغير المعروفة بسرعة وإزالتها من الأنظمة.

4- اكتشاف برامج الفدية

برامج الفدية هي أحد البرامج الضارة التي تشفر ملفات الضحية، وترهن فك هذا التشفير بدفع فدية، ومن خلال التعلم الآلي تستطيع الروبوتات اكتشاف برامج الفدية قبل أن تقوم بتشفير ملفات الضحية، كما يمكنها التعرف على النشاط الضار وإيقافه.

5- الحماية من التصيد الاحتيالي

المقصود بالتصيد الاحتيالي رسائل البريد الإلكتروني التي يتلقاها الضحية ويظن أن مصدرها موثوق، وعند فتحها يفاجئ بسرقة هويته أو اختراق بياناته.

ويساعد التعلم الآلي على تحديد رسائل البريد الإلكتروني غير المرغوب فيها وتصفيتها، واكتشاف رسائل التصيد فيها وحظرها قبل وصولها إلى المستخدم.

6- تقليل أعباء وتكاليف تكنولوجيا المعلومات

تساعد قدرات أتمتة التعلم الآلي على تقليل الوقت الذي يستغرقه توزيع التحديثات الأمنية واستكمال اختبارات الاختراق وأجهزة المراقبة، وهو ما يوفر الوقت لدى فرق تكنولوجيا المعلومات للتركيز على قضايا الأمان الأكثر إلحاحًا.

7- تسجيل مخاطر الشبكة

تُستخدم خوارزميات التعلم الآلي في تحليل مجموعات بيانات الهجمات الإلكترونية السابقة وتحديد مناطق الشبكات التي شاركت في هجمات معينة، وهو ما يمكّن من تحديد تأثير الهجوم فيما يتعلق بمنطقة شبكة معينة، وبالتالي تستطيع المنظمات تقليل فرص التعرض لهجمات أخرى.

تحديات الأمن السيبراني في عصر الذكاء الاصطناعي:

على الرغم من الفوائد المتعددة التي يحققها استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الأمن السيبراني؛ إلا أن هناك عدة تحديات ومخاطر تواجه هذا الاستخدام وهي:

1- التحيز في صنع القرار

في حال استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي القائمة على مجموعات البيانات التي تحتوي على معلومات أو خوارزميات متحيزة في مجال الأمن السيبراني؛ فقد يؤدي ذلك إلى قرارات تمييزية ضد جماعات أو أفراد معينين وأن تكون لها عواقب وخيمة على المنظمة.

وعلى سبيل المثال، إذا اتخذ الذكاء الاصطناعي قرارًا قائم على المدخلات المتحيزة؛ فقد ينتج عن ذلك منع المستخدمين الشرعيين من الوصول إلى أنظمة الشركة.

2- الافتقار إلى القابلية للتفسير والشفافية

تتسم الخوارزميات المستخدمة لاتخاذ قرارات بشأن التهديدات الأمنية بعدم الشفافية في كل الأوقات، وهو ما يصعب من تفسير قرارات الذكاء الاصطناعي السيئة ويُفقد القدرة على تحسينها، وبالتالي يتأثر أمن المنظمة بالسلب.

3- الاستخدام الضار للخوارزميات

على الرغم من أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي تعمل على البحث في البيانات واكتشاف الأنماط بسرعة؛ إلا أن الجهات الضارة تستطيع استخدامها في الوصول إلى المعلومات الحساسة أو مهاجمة البنية التحتية.

كما يمكن للمهاجمين السيبرانيين أيضًا الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في شن هجمات أكثر تعقيدًا من خلال التعلم من البيانات لفهم الأهداف ونقاط الضعف المحتملة بشكل أفضل.

4- إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي

قد يضر الذكاء الاصطناعي بالأمن السيبراني عندما يُستخدم في أغراض ضارة مثل إنشاء أخبار مزيفة أو نشر دعاية سلبية.

5- انتهاك خصوصية البيانات

هناك العديد من المخاوف المُثارة بشأن خصوصية البيانات التي تعالجها وتحللها تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الأمن، إذ أن تلك التطبيقات قادرة على التعرف على تلك البيانات، وهو ما يفرض ضرورة الامتثال للوائح الخصوصية من خلال الفحص القانوني قبل نشر أنظمة الذكاء الاصطناعي.

دورات تدريبية معتمدة في المجال التقني

يمكنك تعزيز مهاراتك في مجال الأمن السيبراني بالالتحاق بالدورة التدريبية المُعتمدة التي تقدمها منصة بكه وهي شهادة تحليل الأمن السيبراني.

كما توفر بكه العديد من الدورات المُعتمدة في حوكمة تكنولوجيا المعلومات وإدارة الخدمات، وهي:

 

وختامًا، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الأمن السيبراني بات ضرورة لا غنى عنها، حتى تعزز المؤسسات من أداء أمن تكنولوجيا المعلومات، في ظل الزيادة غير المسبوقة للهجمات الإلكترونية خلال السنوات الأخيرة.

واتساب