ما هي استراتيجية التحول الرقمي وأهم الاستراتيجيات والتقنيات وكيفية تطوير محاورها والاتجاهات الرئيسية لها

كتابة : بكه

5 أغسطس 2024

فهرس المحتويات

تخيّل أنك تعمل في مؤسسة تواجه بشكل مستمر العديد من التغيرات المتسارعة، التي تجعلها غير قادرة على التكيّف معها، والتي تشكل تهديدات لنجاحها، وأنت وغيرك ممن يعمل بالمؤسسة تفكرون في كيفية المواكبة مع هذه التغيرات، ليأتي الحل الأمثل ألا وهو التحول الرقمي!

لتبدأ أنت وفريق العمل بتطبيق هذا التحوّل، والذي يجب أن يبدأ بالتخطيط، ولكن كيف تترجم أهداف ورؤية المؤسسة وكافة العناصر المطلوبة في تنفيذ هذا التحول؟

الإجابة هي الاستراتيجية بلا شك! فهي خارطة الطريق بالنسبة لك، والتي تضمن نجاح التحول الرقمي في حالة تطبيقها بطريقة صحيحة.

مع التطور التكنولوجي المتزايد حول العالم، أصبحت الحاجة لتطبيق استراتيجية التحول الرقمي في المؤسسات أمر لا بد منه، حيث يساعد التحول الرقمي من تطوير المنتجات، مع إمكانية التسليم في وقت أقل  مع ضمان كفاءة أعلى. ولذا، فإن تطبيق  التحول الرقمي يساهم في مواجهة تغيرات السوق ومتطلبات العملاء المتغيرة باستمرار. فما هي استراتيجية التحول الرقمي، وكيفية تطويرها؟

ما هي استراتيجية التحول الرقمي؟

تُعرف استراتيجية التحول الرقمي على أنها إحدى الطرق المستخدمة لإعادة هيكلة المؤسسة، بهدف دمج التقنيات الرقمية في جميع مجالات التحول الرقمي داخل المؤسسة، وذلك من أجل الحصول على رضا العملاء، من خلال سرعة التسليم وزيادة كفاءة وجودة المنتجات. ولكن لن يقتصر تعريف  رقمنة المؤسسة إلى هذا فقط، بل يشمل تغيير كامل لثقافتها أيضًا، وطرق تنفيذ العمليات وسير العمل. 

كما يشير مفهوم استراتيجية التحول الرقمي إلى أنها خطة مُفصلة وشاملة لتطوير العمليات بالمؤسسات وكافة الجوانب المادية، وذلك باستخدام التقنيات الرقمية. وهي تشمل مجموعة من الخطوات التي تقوم المؤسسات من خلالها بتطبيق الأدوات والتقنيات المناسبة، من أجل رضا العملاء وتحسين الكفاءة.

وبالرغم من التحديات التي قد تواجه المؤسسة عند تطبيق التحول الرقمي، إلا أن الفائدة التي سوف تعود عليها أكبر، ومنها:

  • القدرة على مواكبة التطور والتغيرات المستمرة.
  • سرعة الاستجابة ووقت الوصول إلى السوق.
  • زيادة  الجودة وتحسين الإنتاج.
  • تعزيز التعاون بين أقسام المؤسسة.
  • زيادة القدرة على المنافسة.
  • تقليل  المخاطر.

اقرأ أيضًا: أهمية التحول الرقمي.

مكونات استراتيجية التحول الرقمي 

حتى تكون قادرًا على إنشاء استراتيجية فعّالة، يجب أن تكون على دراية تامة بمكوناتها، والتي تشمل: 

1- الرؤية والقيادة 

التحول الرقمي يعني رؤية جديدة للمؤسسة، والتي يجب أن تكون واضحة وتعبر عن أهداف المؤسسة من هذا التغيير. كما أن عقلية القيادة يجب أن تكون منفتحة ومتقبلة للتغيير، لأن القادة سيكون لهم دور أساسي في تشجيع الموظفين على الابتكار.

2- نهج التركيز على العملاء 

التحول الرقمي يعطي دائمًا الأولوية للعملاء، ومن أجل تبدأ المؤسسات رحلتها في التغيير!

وبالتالي، يجب على المؤسسات أن تركز على احتياجات وتوقعات العملاء، وذلك من خلال مصادر وطرق عديدة، مثل الحصول على رؤى من العملاء، والاعتماد على تحليل البيانات لاتخاذ القرار المناسب في كيفية تحسين تجارب العملاء.

3- مرونة العمليات 

دائمًا ما يتطلب التحول الرقمي المرونة والتكيف، للاستمرار في مواكبة التغيرات المتسارعة. كما يجب أن يكون لدى المؤسسة ثقافة الابتكار وتجربة مبادرات جديدة، حتى تكون مستعدة للتكيف.

كما أنه بإمكان المؤسسات أن تعتمد على أساليب مرنة مثل نهج DevOps، والذي يتيح لها يسهل لها التكيف والتعديل، فمن خلال هذه الوسائل، تتمكن المؤسسات من الوصول إلى السوق وإجراء التعديلات والتكامل المستمر.

4- اتخاذ القرار القائم على البيانات

البيانات عنصر هام لا يجب الأغفال عنه في استراتيجية التحول الرقمي، إذ يجب على المؤسسات الاعتماد على تحليل البيانات ليس فقط لاتخاذ القرارت المدروسة، بل أيضًا للاعتماد عليه في تحسين تجربة العملاء، وتحديد مصادر جديدة للدخل، وتطوير عمليات الشركة.

ويجب الأخذ في الاعتبار ضمان أمن البيانات باستخدام التدابير الأمنية الفعّالة، إلى جانب الاعتماد على إطار مُحكم في حوكمة البيانات.

5- الابتكار والتعاون

دائمًا ما يرتبط التحول الرقمي بالابتكار، وهي ثقافة يجب أن تكون راسخة في المؤسسات التي تسعى للتغيير، وهذا يعني يجب أن يكون لدى الموظفين هذه الثقافة، ويحصلون على التشجيع في إطلاق الحلول والأفكار الإبداعية. كما أنه ما يعزز من هذا الابتكار ويساعد على تقديم أفكار مبتكرة ومبادرات رقمية ناجحة، هو التعاون الذي يجب أن يسود بين الجميع.

6- تطوير مهارات الموظفين

لا يمكن أن ينجح التحول الرقمي دون وجود موظفين يمتلكون مهارات مطوّرة للتعامل مع هذا التغيير وقادرين على استخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة. وبالتالي، يجب أن تهتم المؤسسات بتوفير برامج تدريبية للموظفين تُمكنهم من تطوير مهاراتهم الرقمية وحتى يكونوا أكثر استعدادًا للتغيير، ويتمكنوا من المشاركة بشكل فعّال في استراتيجية التحول الرقمي.

7- تحديد التقنيات التكنولوجية

يجب أن تتضمن استراتيجية التحول الرقمي التقنيات التكنولوجية المطلوبة والتي يجب أن تتماشى وفق رؤية وأهداف المؤسسة، ومن بين الأمثلة على هذه التقنيات: إنترنت الأشياء، الحوسبة السحابية، الذكاء الاصطناعي.

من الأفضل أن تعتمد المؤسسة خطة بالتقنيات المستخدمة والأخرى التي قد تحتاجها المؤسسة، وتحديد مدى استفادة المؤسسات من هذه التقنيات في إدارة التغيير، على أن تكون خطة مرنة قابلة للتعديل.

8- حماية بيانات العملاء 

حتى تتجنب الشركات مخاطر الإضرار بالسمعة وفقدان ثقة العملاء، يجب أن تهتم بحماية بيانات العملاء، وذلك باستخدام تدابير أمنية قوية، مع ضمان الامتثال للوائح والقوانين.

كيفية تطوير استراتيجية التحول الرقمي:

مهم نعرف أن التحول الرقمي عبارة عن عملية مُعقدة ومستمرة، ولهذا يجب على الشركات والمؤسسات أن تتحرى الدقة عند التخطيط للتحول الرقمي، وذلك لضمان نجاحها. ولهذا يمكن تطوير استراتيجية التحول الرقمي من خلال اتباع الخطوات التالية:

  1. تقييم الوضع الحالي للمؤسسة.
  2. تحديد نقاط الضعف ونقاط القوة.
  3. البحث عن الفرص المحتملة في السوق.
  4. توضيح الغرض من رؤية المؤسسة وأهدافها.
  5. ثم وضع خطة عمل مناسبة تضمن التكنولوجيا والفرق والميزانية المطلوبة لتحقيق ذلك دون التركيز في التفاصيل.

اقرأ ايضًا: أهداف التحول الرقمي.

ما هي محاور استراتيجية التحول الرقمي؟

محاور استراتيجية التحول الرقمي

تكمن ضرورة استخدام تقنيات التحول الرقمي من أجل التكيف مع تغيرات السوق وعادات العملاء. ولهذا يسعى أصحاب الأعمال إلى تطبيق الخطوات التالية:

  • التكيف مع تطورات عالم العمل.
  • تحقيق المرونة.
  • تشجيع الابتكار.
  • التحول من مشروع إلى منتج. 

ولتحقيق ذلك يُنصح بمعالجة جميع مجالات المؤسسة لتحقيق استراتيجية التحول الرقمي، كما يلي:

1- تغيير بيئة العمل

من الضروري أن تبنى بيئة العمل للفرق على التعاون والمشاركة، بالإضافة إلى إتاحة الإستقلالية حتى يمكنهم ذلك من استخدام أفضل الطرق لضمان تسليم سريع للعملاء. ولتحقيق مزيد من المرونة يجب التكيف مع التطورات المتغيرة في عالم العمل. 

2- التشجيع على الابتكار

يعتبر الابتكار من الأساسيات التي تساعد في مواجهة التغيرات السريعة في السوق، وكذلك التحديات لضمان تحقيق مرونة الأعمال التي يجب أن تتحقق في المؤسسة. ولهذا من الضروري تشجيع الموظيفين على العمل والابتكار وإعطاء حلول للمشكلات، وطرح أفكار لانتهاز الفرص التي يمكن أن تطور من العمل داخل المؤسسة. فيكون العمل الجماعي هو سر النجاح.

3- تحديث البرمجيات على نطاق واسع

تساهم الحلول البرمجية في تمكين المؤسسة من تحقيق الأهداف، وتحسين سير العمل والعمليات، بالإضافة إلى تعزيز التخطيط والتمويل، حيث أنها تساعد المستخدمين في الحصول على متطلباتهم تبعًا لشروطهم وجدولهم الزمني.

4- تطوير المنتجات

للحصول على رضا العملاء ومواكبة تغيرات السوق، تلجأ العديد من المنظمات إلى تطوير الأساليب المستخدمة لزيادة سرعة التسليم مع تكاليف أقل بغض النظر عن جودة المنتج. ويكون الحل هنا هو استخدام تكنولوجيا البرمجيات في أعمال المنظمات لتعزيز التحول الرقمي، حيث يساهم في تحسين النتيجة النهائية للأعمال، وتحقيق الأهداف الاستراتيجية، وزيادة رضا العملاء، وبالتالي زيادة الإيرادات.

اقرأ أيضًا: أسباب فشل التحول الرقمي.

مثال على استراتيجية التحول الرقمي 

استراتيجية التحول الرقمي للهيئة العامة والمساحة والمعلومات الجيومكانية

بإمكانك فهم المزيد عن استراتيجية التحول الرقمي من خلال الاستراتيجية التي أطلقتها الهيئة العامة والمساحة والمعلومات الجيومكانية. وهي استراتيجية تستند على مجموعة من الأهداف التي تشمل:

  • تقديم خدمات رقمية مطوّرة.
  • تعزيز رضا العملاء.
  • رفع مستوى كفاءة الأعمال الرقمية.
  • تطوير مستوى البنية التحتية بالتحوّل بالكامل إلى بنية تحتية رقمية.
  • تعزيز كفاءة الإنفاق على الخدمات الرقمية.
  • تحسين إدارة الإنفاق التشغيلي.

قدمت الهيئة العديد من المبادرات الرقمية التي خططت لتطبيقها في ثلاث مراحل وهي:

  • مرحلة التأسيس.
  • مرحلة التطوير.
  • مرحلة الذكاء الاصطناعي.

أما عن محاور هذه الاستراتيجية فقد تركزت نحو:

  • الحوكمة (تضمنت 6 مبادرات).
  • البنية التحتية (تضمنت 5 مبادرات).
  • الأمن السيبراني (شمل 7 مبادرات).
  • الخدمات الإلكترونية (شملت 18 مبادرة).
  • الذكاء الاصطناعي (تضمنت مبادرة واحدة).
  • القدرات الوطنية (شملت 3 مبادرات).

ولقياس نتائج هذه الاستراتيجية، فقد أعتمدت الهيئة على عدد من مؤشرات الأداء التي شملت:

  • عدد الخدمات المنشورة في المنصات الرقمية.
  • نسبة رضا العملاء.
  • عدد الخدمات الرقمية داخل الهيئة.
  • نسبة تقديم الخدمات الرقمية دون انقطاع.
  • نسبة تنفيذ تدابير الأمن السيبراني.
  • نسبة توفير التكلفة الخاصة بالرخص والبرامج.
  • نسبة التوفير الناتجة عن التقليل من الإنفاق على مشروعات البنية التحتية.

ويمكنك التعرف على المزيد من التفاصيل عن هذه الاستراتيجية عبر موقع الهيئة الرسمي.

كيفية تقييم استراتيجية التحول الرقمي 

في حالة أنك نفذت استراتيجية التي قمت بالتخطيط لها، بالتعاون مع فريق العمل، كيف يمكنك تقييم ما قمت بتنفيذه وتتبع نتائجه؟ هناك عدد من المعايير التي من خلالها تتمكن من تقييم وقياس النتائج، والتي تشمل:

  • معيار الأهداف: وهو معيار يوضح مدى مطابقة الاستراتيجية وتوافقها مع الأهداف الأساسية للتحول الرقمي بالكامل، ويُقاس ذلك عبر مؤشرات قياس الأداء KPIs.
  • مشاركة أصحاب المصلحة: وهو معيار من خلاله تضمن الحصول على الالتزام من قبل الإدارة العليا بهذا التغيير، إلى جانب مشاركة الموظفين بمختلف المجالات فيه.
  • تقييم الوضع الحالي: وهذا يتضمن تقييم البنية التحتية الرقمية، والعمليات، والثقافة التنظيمية، والاستعداد للتغيير.
  • قياس تأثير التحول الرقمي: وذلك بقياس العائد على الاستثمار (ROI) للمبادرات الرقمية، وقياس تحسينات الأداء، وتقييم تجربة العميل.
  • تقييم تبني التقنيات التكنولوجية: وذلك لقياس مدى نجاح هذا التطبيق، ومدى فاعلية برامج التدريب وأنظمة الدعم.
  • تحليل البيانات: وهذا التحليل للحصول على رؤى خاصة بالأداء، ولاستخلاص آراء العملاء.
  • الحوكمة والامتثال: وذلك بالتركيز على تقييم استراتيجيات إدارة المخاطر، ضمان الالتزام باللوائح والقوانين.
  • معيار المقارنة: وفيه تعتمد على المقارنة بين مدى تقدم المؤسسة في التحول الرقمي وبين معايير الصناعة، وتحديد أفضل ممارسات التحول الرقمي.

خطة التحول الرقمي 

يدل مفهوم خطة التحول الرقمي على الطريقة التي ستطبق بها الشركات التقنيات التكنولوجية في بيئة العمل، وهي تتضمن مجموعة من العناصر التي توضح كيفية تطبيق المهام المطلوبة وماهي المهام على وجه التحديد. ومن خلال هذه الخطة تتمكن المؤسسات من تحديد الأهداف المطلوبة، والموارد التي ستخصصها.

لتنفيذ خطة التحول الرقمي فإن ذلك يتطلب مجموعة من الخطوات والتي تشمل ما يلي:

1- تحديد الأهداف 

الخطوة الأساسية التي يجب أن تعتمد عليها والتي لا يمكن الإغفال عنها هو أن توضح الأهداف من هذا التحول الرقمي، وهي أهداف تختلف من مؤسسة لأخرى، ولكن هناك نقاط أساسية يجب أخذها في الاعتبار عند وضع الأهداف والتي يجب أن ترتبط بـ:

  • كيفية تحسين تجربة العملاء.
  • كيفية التكيف مع التغيرات.
  • كيفية استخلاص الرؤى من التحليلات المستخدمة.
  • كيفية الاعتماد على التقنيات التكنولوجية الحديثة في إنشاء عمليات فعّالة.

2- التركيز على احتياجات العملاء 

الاهتمام باحتياجات العملاء يجب أن يكون ضمن خطة التحول الرقمي، ففي النهاية العميل هو أكثر المستفيدين من هذا التحول. وفي حالة أنه لم تتم دراسة هذه الاحتياجات والعمل على تلبيتها فإن هذا يعد فشل عملية التحول الرقمي.

3- إنشاء عمليات جديدة

في بعض الأحيان، يتطلب التحول الرقمي تغيير العمليات وإجراء التحديثات المطلوبة. والأهم في هذه الخطوة هو تخطيط هذا الإجراء بتوضيح المهام المطلوب إتخاذها ومناقشتها مع جميع الموظفين، وتعيين لهم المهام المنوطين بها.

4- اختيار التقنيات المناسبة

قرار التحول الرقمي لا يعني تطبيق كافة التقنيات التكنولوجية الحديثة، بل يجب اختيار التقنيات المطلوبة لرفع مستوى كفاءة العمليات في المؤسسة. وبالتالي، يجب اختيار التقنيات بحكمة وتحديد الأدوات التي ستلبي احتياجات مؤسستك.

5- إعادة الهيكلة

من بين العناصر التي تعزز من نجاح التحول الرقمي في المؤسسة، هو التغيير من النموذج الهرمي إلى النموذج المرن، ففي النموذج الهرمي يغلب عليه السيطرة الإدارية من أعلى إلى أسفل، بينما في النموذج المرن تسنح الفرصة للموظفين تحقيق الأهداف الخاصة بالتحول الرقمي، دون التقيد بالسيطرة الإدارية المتعارف عليها في النموذج الهرمي.

6- تنفيذ الخطة

الآن بعد أن وضعت كل العناصر المطلوبة في الخطة، حان وقت التنفيذ!

وتنفيذ الخطة يتطلب تقسيمها إلى مجموعة من المهام القابلة للتنفيذ، مع تحديد الإطار الزمني لها، بالإضافة إلى المناقشة الدورية مع فريق العمل حول مدى تقدمهم في أداء هذه المهام. يجب الأخذ في الاعتبار أنه من المتوقع قد تحدث أية تغييرات تتطلب التعديل.

7- تعزيز مرونة الخطة

في الخطوة الأخيرة، يجب أن يتسم التخطيط للتحول الرقمي بالمرونة، بما يضمن الاستدامة طويلة الأمد. وبالتالي، يجب أن تكون الخطة قابلة للتعديل، وفقًا للتغييرات التي تحدث بوتيرة متسارعة، مع المتابعة المستمرة لفريق العمل والاهتمام بتحليل أدائهم.

فوائد الاعتماد على استراتيجية في التحول الرقمي 

يأتي السؤال الأهم، ما الفوائد التي ستعود على المؤسسات من استخدام التحول الرقمي؟ نجيبك على هذا السؤال فيما يلي:

1- توفير التكلفة

تنفيذ استراتيجية فعالة يُمكّن المؤسسات من تحسين العمليات والاعتماد على الأتمتة، إلى جانب استخدام العديد من الأدوات الرقمية التي تعزز من التواصل والتعاون بين الجميع، وهذا بدوره يساعد على تقليل التكاليف.

2- تحسين تجربة العملاء 

بالاعتماد على تحليل البيانات المرتبط بالتحول الرقمي، يمكن الحصول على رؤى تساعد المؤسسات على استهداف الجمهور بشكل دقيق. كما أنها المؤسسات تتمكن من تحسين هذه التجربة عبر التفاعل معهم من خلال المنصات الرقمية والتعرف على آرائهم وملاحظاتهم.

كما يمكن للمؤسسات تحسين تجربة العملاء من خلال تطوير سرعة الاستجابة للعملاء، بالرد على استفساراتهم، وذلك من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

3- تعزيز الأمان والامتثال

تستفيد المؤسسات من استراتيجية التحول الرقمي في تعزيز مستوى ضد المخاطر المحتملة التي تكمن في الهجمات السيبرانية التي تهدد بفقد البيانات، وذلك لأنها تعتمد على أحدث تقنيات أمن البيانات والأمن السيبراني، وتطبق التدابير الأمنية التي تقلل من آثار هذه المخاطر.

كما أن المؤسسات تستفيد من استراتيجية التحول الرقمي في الامتثال للوائح والقوانين، وذلك من خلال وسائل عديدة مثل أتمتة العمليات التي تقلل من الأخطاء وبالتالي تعزز من الامتثال، إلى جانب إدارة الوثائق التي تسهل من الوصول إلى الوثائق المُخزنة والخاصة بالامتثال.

4- تعزيز التنافسية في السوق

تطبيق استراتيجية التحول الرقمي يساعد المؤسسات على تطوير جودة المنتجات، وتقديم منتجات وخدمات مبتكرة للعملاء، تلبي توقعاتهم واحتياجاتهم، وتتوافق مع تفضيلاتهم. وبالتالي التميز في المنتجات يكسب المؤسسة ميزة تنافسية في السوق عن المنافسين.

5- تحسين مستوى الكفاءة

عبر استراتيجية التحول الرقمي، تستطيع الشركات أن تُحسن من كفاءة العمليات، باستخدام التقنيات التكنولوجية، والتي تساعد على تبسيطها وتسريعها، وهذا بدوره ينعكس بالإيجاب على مستوى الإنتاجية.

كما أن استراتيجية التحول الرقمي تساعد المؤسسسات على:

  • اتخاذ قرارات مدروسة عبر تحليل البيانات
  • توسيع قاعدة العملاء، وذلك استهداف أسواق وعملاء جدد، باستخدام منصات رقمية متعددة.
  • تعزيز التعاون والتواصل بين جميع الموظفين ومع أصحاب المصلحة.

مفهوم تقنيات التحول الرقمي

تقنيات التحول الرقمي تشير إلى الأدوات والتقنيات التي تساعد المؤسسات على تحويل عملياتها وأنشطتها التقليدية إلى عمليات رقمية، مستفيدة من التكنولوجيا الحديثة والابتكارات الرقمية. يتمثل الهدف الرئيسي لتقنيات التحول الرقمي في تحسين كفاءة العمل، وزيادة التنافسية، وتحقيق تجربة أفضل للعملاء، وتمكين المؤسسات من اتخاذ القرارات الأفضل.

من خلال تبني هذه التقنيات، تستطيع المؤسسات تحقيق تحسينات ملحوظة في أدائها وتجربة عملائها، وتعزيز قدرتها على التكيف مع التحولات في البيئة الرقمية المتغيرة.

تقنيات التحول الرقمي

أهم تقنيات التحول الرقمي

هناك العديد من تقنيات التحول الرقمي التي يمكن استخدامها داخل المؤسسات والشركات لضمان تقدم فعّال وزيادة الكفاءة والإنتاجية، ومنها:

1- تطبيقات الموبايل (Mobile apps)

يساهم استخدام تطبيقات الموبايل في تسهيل عملية التسوق وتقليل الوقت، والذي قد يختلف باختلاف طبيعة عمل الشركة. ويحتاج إلى إدراج التقنيات التخزين السحابي لضمان سرعة أعلى. فقد تكون تطبيقات الموبايل مفيدة فيما يلي:

  1. يساعد استخدام بروتوكول الإنترنت (VoIP) بالاتصال المباشر بمقر الشركة.
  2. التواصل مع العملاء والمواظفين عبر اجتماعات العمل عن بعد.
  3. يمكن من خلال ارتداء أجهزة الاستشعار متابعة حالة المرضى.
  4. تسهيل الخدمات المصرفية والفورية.
  5. التحديثات الفعلية للخدمات الجوية.

2- الحوسبة السحابية (Cloud technology)

يمكن استخدام تكنولوجيا السحابة داخل الشركات للاحتفاظ بالبيانات الخاصة بالشركة، والتي قد توجد على خادم أو أكثر متصل أو منفصل بموقع الشركة، وتسخدم بعدة طرق منها:

  • الاحتفاظ بنسخ احتياطية لبيانات الشركة.
  • سهولة الوصول لبرامج المؤسسة من قبل الموظفين.
  • مشاركة البنية التحتية للبرامج مع فرق عالمية.
  • استضافة المواقع.

3- إنترنت الأشياء (Internet of things)

يُعرف إنترنت الأشياء (IoT) على أنه بعض المستشعرات والأجهزة المتصلة بالإنترنت، حيث يمكن من خلاله التحكم ومراقبة العديد من العمليات، ومنها:

  1. متابعة كاميرات الأمان.
  2. مراقبة خطوط الإنتاج والجودة.
  3. التحكم في المعدات وعمل صيانة لها.
  4. الخدمات اللوجستية.

4- الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي Artificial intelligence and machine learning) AI & ML)

يختلف الذكاء الاصطناعي عن التعلم الآلي، ولكن يتم استخدامهم جنبًا إلى جنب، حيث يستخدم التعلم الآلي لتنفيذ عمليات الذكاء الاصطناعي وتطويرها. وهي من التقنيات التي تم استخدامه بتوسع في الفترة الأخيرة، وساعدت على تحليل السوق بشكل أوسع، ووضع إستراتيجيات وقرارات ملائمة له. ومنها:

  • الروبوتات الآلية للدردشة.
  • طائرات المراقبة بدون طيار.

5- تحليل البيانات الفعلي (Real-time analytics)

يساعد تحليل البيانات في الوقت الفعلي بواسطة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي على تحسين تجارب العملاء، وزيادة الإيرادات، والتنبوء بعمل صيانة وقائية للأجهزة والمعدات.

6- بلوكشين (Blockchain)

من المعروف أن البلوكشين هي صفوف من البيانات في دفتر أستاذ رقمي، والتي يمكن مشاركتها عبر شبكات الكمبيوتر. فهي تعتبر سجلات موثوقة يمكن من خلالها إجراء المعاملات أو تخزين موقع الويب التابع للمؤسسة، وكذلك لإدارة البيانات بشكل دولي وتتبع سلاسل التوريد. كما يمكن استخدامها لتبادل العملات الرقمية مثل Bitcoin، أو بيع الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs).

7- تحليل البيانات الضخمة (Big Data Analytics)

تحليل البيانات الضخم هو استخدام التكنولوجيا لتحليل وفهم البيانات الكبيرة والمعقدة، بما في ذلك البيانات المنطوية على أحجام ضخمة وتنوع كبير وسرعة توليدها. يهدف تحليل البيانات الضخمة إلى استخراج الأنماط والاتجاهات الكامنة في هذه البيانات واستخدامها لاتخاذ قرارات استراتيجية.

8- الحوسبة اللامركزية

الحوسبة اللامركزية (Decentralized Computing) تستخدم تقنيات البلوكشين والعقود الذكية لبناء نظم تطبيقية تعمل بشكل غير مركزي، مما يعني أن البيانات والعمليات لا تتواجد في مكان مركزي واحد، بل توزعت على عدة أجهزة متصلة بالشبكة. يوفر هذا النمط من الحوسبة أمانًا وشفافية أكبر للعمليات، ويزيد من مقاومتها للتلاعب أو التهديدات الأمنية.

9- تطبيقات الواقع الافتراضي

تطبيقات الواقع الافتراضي والواقع المعزز تستخدم التقنيات التفاعلية لإنشاء تجارب مستخدم محسنة ومثيرة للاهتمام. توفر تطبيقات الواقع الافتراضي تجارب تفاعلية تقوم على محاكاة بيئات واقعية، في حين تستخدم تطبيقات الواقع المعزز تقنيات تعزيز الواقع لإضافة عناصر رقمية إلى بيئة الواقع الحقيقي، مما يسمح بتحسين التفاعل مع البيئة الرقمية وتعزيز تجربة المستخدم.

اقرأ أيضًا: التحول الرقمي في السعودية.

الاتجاهات الرئيسية للتحول الرقمي

ولتطبيق التحول الرقمي هناك بعض الاتجاهات الرئيسية له التي يجب الاهتمام بها داخل المؤسسة وتطويرها. والتي يمكن دراستها ضمن الدورات والكورسات التي تقدمها شركة بكة، حيث أنها تحرص على وضع مناهج على أعلى مستوى من خلال فريق من الخبراء. كما أنها توفر طاقم من المحاضرين المحترفين.

وتكون الاتجاهات الرئيسية للتحول الرقمي كما يلي:

1- زيادة الاستثمار في التحول الرقمي

من المعروف أن تسريع رقمنة العمليات الداخلية في الشركات يزيد من حصة المنتجات الرقمية. وهو ما لجأت إليه العديد من الشركات في الفترة الأخيرة بعد جائحة كورونا.

2- تطوير القوى العاملة

ولتحقيق ذلك يجب أن تدمج المؤسسات بيئات العمل المرنة مع فرق العمل، وذلك لضمان العمل بشكل أفضل، ولهذا تزداد الحاجة إلى حلول برمجية لتعزيز الإنتاجية وتحسين المشاركة والمواءمة الاستراتيجية أثناء التحول الرقمي.

3- إدراج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتسهيل التحول الرقمي

يكون من الضروري استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لوضع وتنفيذ رؤى وتوقعات عن طريق الاستفادة من البيانات المجمعة. حيث يتم تجهيز المؤسسات التي تطبق التحول الرقمي على أعلى مستوى، وذلك لمواكبة التغيرات المستمرة في بيئة العمل. 

4- معالجة البيانات والتحليلات

ومن أجل الوصول إلى تحول رقمي كامل يجب على المؤسسات استخدام التحليلات المتعلقة بالبيانات، وذلك للانتقال إلى المرحلة الأخيرة من خطوات التحول الرقمي، وهي معالجة البيانات وعمل تحليلات كاملة لها للوصول إلى تحول رقمي كامل للمؤسسات.

5- تمكين التحول الرقمي عن طريق تنفيذ الأتمتة

للوصول إلى رضاء العملاء وتشجيع الموظفين على زيادة الإنتاجية، وزيادة الكفاءة التشغيلية، وذلك من خلال اعتماد الأتمتة. والتي من المؤكد أنها سوف تعود على المؤسسة بالأرباح الوفيرة. لهذا يجب أن تكون الأتمتة من أهم الخطوات لتنفيذ التحول الرقمي. ويعتبر من أكثر المجالات التي تطبق الأتمتة هو DevOps، وذلك لضمان سرعة تحرك القيمة.

تعلم التحول الرقمي مع بكه

هل تواجهك الكثير من التحديات في فهم التحول الرقمي وتطبيقه. بكه تساعدك على تخطي عقباتك عبر دورات تكنولوجيا المعلومات وتحول الأعمال المعتمدة دوليًا، والتي من خلالها تتمكن من تطوير مهاراتك وخبراتك، والحصول على فرص عمل أفضل براتب أعلى، أو التأهيل للترقية.

وتشمل دورات التحول الرقمي في بكه:

لماذا عليك أن تسجل في دورات بكه؟

سؤال قد يتبادر إلى ذهنك عند علمك بدورات بكه! نحن في بكه نضمن لك أفضل تجربة تعليمية، مع أفضل المدربين المعتمدين، بما يحقق لك استفادة أكبر!

بإمكانك أن تتعلم حضوريًا أو عن بُعد، لك حرية اختيار الطريقة المناسبة لك في التعلم، وتستطيع استرداد أموالك في أي وقت.

ولكن عند التسجيل والانتهاء من الدورة، ستصبح على خطوة واحدة فقط من الحصول على الاعتراف الدولي من خلال نيل شهادة دولية، إذ أن بكه ستؤهلك لاجتياز اختبار الشهادة من المرة الأولى، وذلك عبر التدريب على أسئلة الاختبار.

تخطى عدد المتدربين في بكه حتى الآن 36 ألف متدرب. سجل الآن وتجاوز عقباتك المهنية معنا!

تابع معنا أقوى العروض والخصومات على مختلف الدورات التدريبية، ومواعيد الدورات القادمة سواء الحضورية أو الإلكترونية.

الخاتمة

 تبدأ المؤسسات بتنفيذ التحول الرقمي عبر استراتيجية، تتضمن عناصر أساسية مثل الرؤية والقيادة ونهج التركيز على العملاء. وتكمن أهمية هذه الاستراتيجية في توفير التكاليف وتحسين تجربة العملاء. وتُقيّم المؤسسات نتائجها من خلال مجموعة من المعايير مثل الأهداف ومشاركة أصحاب المصلحة.

أما عن الطريقة التي ستطبق بها استراتيجية التحول الرقمي، فتكمن في الخطة التي يجب أن تشتمل على عناصر أساسية مثل الأهداف، احتياجات العملاء، التقنيات التكنولوجية المستخدمة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.

واتساب