أهمية تحليل البيانات وأهم الفوائد والعقبات وكيفية التغلب عليها

في الوقت الحالي، بات العالم أكثر اعتمادًا على البيانات، وهو ما أظهر أهمية تنفيذ عملية تحليل البيانات لتكون بمثابة الأداة التي تساعد في تحسين قدرات المؤسسات على صنع القرار، فضلًا عن أهميتها في اكتساب المؤسسات ميزة تنافسية في مشهد الأعمال الذي يتغير بسرعة دون توقف، إذ تستخدم المؤسسات المعلومات الناتجة عن تحليل البيانات في معرفة المزيد عن عملائها والجمهور المُستهدف والمنافسين والتغيرات التي تشهدها الصناعة، لذلك نوضح في سطور هذا المقال ما هي فوائد تحليل البيانات، وأهم التحديات التي تواجه هذه العملية وكيفية التغلب عليها.

أهمية تحليل البيانات:

تتعدد الفوائد التي تجلبها عملية تحليل البيانات للمؤسسات، خاصة تلك التي تعتمد على البيانات بشكل أساسي في أعمالها، وتتمثل تلك الفوائد فيما يلي:

1- خفض التكاليف

تساهم عملية تحليل البيانات في تقليل التكاليف التي تتكبدها المؤسسات في التشغيل والإنتاج، إذ تُستخدم المعلومات التي توفرها هذه العملية في تحديد الفرص لتقليل التكاليف وتحسين هوامش الإيرادات، وفي تحديد المجالات التي يمكن فيها تقليل النفقات دون المساس بالجودة أو الأداء، وهو ما يساعد على الحفاظ على أرباح المؤسسات التي تعمل في مجال شديد التنافس أو منخفض الأرباح.

2- تحسين عملية صنع القرار

من أبرز فوائد عملية تحليل البيانات، أنها تمكّن المؤسسات من اتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على الحقائق والأدلة والمعلومات التي توفرها بدلًا من الاعتماد على الافتراضات أو الحدس أو الاستنتاجات غير الصحيحة.

فعندما تنفذ المؤسسة عملية تحليل البيانات، يمكنها استخدام نماذج البيانات وعمليات المحاكاة في تقييم مختلف الخيارات من حيث التأثير والفعالية، قبل اتخاذ أي قرار، وهو ما يؤدي إلى تحسين عملية صنع القرار، وتقليل مخاطر النتائج السلبية.

3- تعزيز الكفاءة والإنتاجية

تنطوي عملية تحليل البيانات بشكل أساسي على أتمتة وتبسيط العمليات، وهو ما يمكّن المؤسسات من تحديد المجالات التي يمكن فيها زيادة الإنتاجية، وتحديد مجالات عدم الكفاءة والعمليات الداخلية غير الفعالة أو التي تستنزف الميزانية، ومن ثم يتم تنفيذ التعديلات المطلوبة لتعزيز الكفاءة التشغيلية، ويترتب على ذلك زيادة الإنتاجية وتعظيم فعالية العمليات من حيث التكلفة.

4- تعزيز فهم العملاء

يترتب على تنفيذ عملية تحليل البيانات، حصول المؤسسات على رؤى قيمة حول سلوك العملاء وتفضيلاتهم واحتياجاتهم، وبالتالي تستخدم تلك المعلومات في العمل على تحسين تجارب العملاء وتخصيصها، عن طريق تقديم المنتجات أو الخدمات المُصممة خصيصًا لهم من أجل تلبية احتياجاتهم بشكل أفضل، وهو ما يؤدي في النهاية إلى زيادة رضا العملاء وولائهم للمؤسسة، ومن ثم زيادة المبيعات والأرباح النهائية.

5- اكتشاف فرصًا جديدة

يمكن أن يؤدي تحليل البيانات وفحصها من عدة مصادر إلى الكشف عن أنماط ورؤى مختلفة تنوه إلى مجموعة من الفرص الجديدة، مثل اكتشاف أسواقًا متخصصة يمكن استهدافها أو طرقًا مبتكرة في تقديم منتجات أو خدمات جديدة، وهو ما يعزز من مكانة المؤسسة في السوق التنافسي.

6- تحسين إدارة المخاطر

تفيد عملية تحليل البيانات في تحسين إدارة مختلف المخاطر التي تواجهها المؤسسات والتي تشكل تهديدًا لأعمالها، فمن خلال المعلومات الناتجة عن إدارة المخاطر يمكن التعرف على التهديدات المُحتملة والتنبؤ بها ومن ثم تطوير استراتيجيات لتقليل تأثير تلك التهديدات وإدارتها بشكل استباقي.

7- اكتساب ميزة تنافسية

تستفيد المؤسسات التي تقوم أعمالها على تحليل البيانات من هذه العملية في الحصول على ميزة تنافسية، لأن تحليل البيانات من مختلف المصادر يؤدي إلى تحسين فهم المؤسسة لاتجاهات السوق وسلوك المستهلك وأنشطة المنافسين، وبالتالي تستعين بتلك المعلومات في إنشاء استراتيجيات تسويقية أفضل واكتشاف الفرص التي تعطيها أفضلية عن المؤسسات المنافسة، وهو ما يؤدي إلى زيادة حصتها في السوق وزيادة في إيراداتها وتحسين سمعة علامتها التجارية.

8- زيادة إيرادات المؤسسات

تلعب عملية تحليل البيانات دورًا بارزًا في زيادة إيرادات المؤسسات، فمن خلال البيانات الناتجة عن هذه العملية يمكن للمؤسسات تحديد المنتجات أو الخدمات التي يزداد الطلب عليها وتفضيلات العملاء حولها، ومن ثم تعمل على تخصيص جهود مندوبي المبيعات بشكل أكثر كفاءة للتركيز عليها، وهو ما يعزز من مبيعات المؤسسة ومن ثم يعظم من أرباحها النهائية.

9- تحسين الاستجابة لاتجاهات الصناعة

في ظل التغيرات التي تشهدها اتجاهات السوق بصورة مستمرة، برزت أهمية تحليل البيانات كمصدر للبيانات التي توفر رؤى حول ظروف السوق وسلوكيات العملاء والتي يتم التعرف عليها من خلال  أبحاث السوق، وتعليقات العملاء، ووسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يعزز من قدرة المؤسسات على الاستجابة لأية تغيرات يشهدها السوق.

10- تحسين استراتيجيات التسويق

تستعين المؤسسات بنتائج تحليلات البيانات في تحسين استراتيجيات التسويق الخاصة بها، لأن هذه العملية توفر رؤى قيمة حول فعالية حملات التسويق والقنوات المُستخدمة.

فمن خلال تحليل البيانات واستخدام أدوات مثل تحسين محركات البحث، يمكن تتبع المقاييس مثل معدلات النقر، ومعدلات التحويل، ومشاركة العملاء، للتعرف على ما يجذبهم وما لا يهتمون به، وبناءً على ذلك تخصص المؤسسات مواردها لاستراتيجيات التسويق الأكثر فعالية، مما يزيد من أرباحها بصورة كبيرة.

تحديات تحليل البيانات وكيفية التغلب عليها:

تواجه عملية تحليل البيانات مجموعة من التحديات التي قد تعوق تنفيذها على النحو المطلوب، أو تقلل من استفادة المؤسسات من مميزاتها، وتشمل ما يلي:

1- الوصول إلى البيانات ودمجها

يتسبب الاختلاف في تنسيقات البيانات والأنظمة في الحد من الوصول السلس إلى البيانات ودمجها عبر مختلف المنصات، وهو ما يزيد من صعوبة تجميع البيانات وتحليلها.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق استخدام أدوات قوية لتكامل البيانات واعتماد معايير مثل واجهات برمجة التطبيقات، إذ يؤدي ذلك إلى سهولة تدفق البيانات ومن ثم سهولة الوصول إليها وإجراء عملية التحليل بشكلها الشامل.

2- نقص المواهب في تحليل البيانات

الكثير من المؤسسات تعاني من نقص في الموظفين ذوي المواهب في تحليل البيانات بسبب التطور السريع لتكنولوجيا البيانات والذي يفوق أعداد هؤلاء الموهوبين، مما يؤدي إلى عدم قدرة المؤسسة على الاستفادة من مميزات هذه العملية في تحقيق ميزات استراتيجية.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق الاستثمار في تدريب الموظفين على تحليل البيانات بالاستعانة بعلماء البيانات ذوي الخبرة من أجل تعزيز مهارات وكفاءات الموظفين الحاليين في عملية تحليل البيانات.

3- إدارة جودة البيانات

تعتمد دقة عملية تحليل البيانات بصورة أساسية على جودة البيانات التي يتم تحليلها، وقد يتم تنفيذ هذه العملية بشكل خاطئ إذا كانت البيانات رديئة الجودة أو غير دقيقة، وهو ما يؤدي إلى اتخاذ المؤسسة قرارات تجارية خاطئة تكبدها الكثير من الخسائر.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق تنفيذ أطر شاملة لإدارة جودة البيانات وإخضاع تلك البيانات للرصد المستمر، إذ يساعد ذلك في الحفاظ على جودة البيانات وبالتالي تستند التحليلات إلى بيانات تتسم بالدقة والموثوقية.

4- ارتفاع التكاليف

من أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات عند تنفيذ عملية تحليل البيانات، ارتفاع تكاليف تخزين البيانات ومعالجتها وتحليلها، وهو ما يتطلب إدارة الموارد بشكل فعال في ظل زيادة أحجام البيانات بصورة مستمرة.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق الاستفادة من التخزين السحابي وممارسات إدارة البيانات الفعالة، مثل استراتيجيات الأرشيف وتفريغ البيانات، إذ يساهم ذلك في تقليل التكاليف المرتبطة بهذه العملية على نطاق واسع.

5- زيادة كميات البيانات

عندما يعمل محللو البيانات ومديرو المخاطر في مؤسسات قائمة على البيانات، فهم يواجهون مشكلة زيادة كميات البيانات التي يتم جمعها عن كل حادث وتفاعل يحدث على أساس يومي، وبالتالي لا يستطيعون تحليل تلك الكميات الضخمة من البيانات فيضطرون إلى تركها.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق استخدام نظامًا آليًا يقوم تلقائيا بجمع المعلومات وتنظيمها، وبالتالي توفير الوقت الذي يقضيه الموظفون في معالجة المعلومات يدويًا.

6- صعوبة الوصول إلى البيانات

في بعض المؤسسات، قد يتعذر على بعض الموظفون الوصول إلى جميع بيانات المؤسسة للحصول على رؤى حول ما يحدث في أي لحظة، وهو ما يشكل صعوبة في عملية تحليل البيانات.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق الاعتماد على قاعدة بيانات فعالة تتيح للموظفين المعتمدين عرض البيانات أو تحريرها بشكل آمن من أي مكان، وبالتالي يتمكنون من اتخاذ أهم القرارات سريعًا.

7- اختيار الأداة الصحيحة

يمثل تعدد الأدوات المتاحة في تحليل البيانات مشكلة أمام القائمين على هذه العملية، فعندما لا يستطيعون اختيار الأداة الصحيحة؛ فقد يؤدي ذلك إلى تنفيذ العملية بشكل خاطئ وإهدار الموارد والمال والجهد.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق الاستعانة بخبراء تحليل البيانات في اختيار الأداة المناسبة، مع استخدام الإصدارات التجريبية للأدوات للتحقق من ميزة كل أداة.

8- تعدد مصادر البيانات

من التحديات الشائعة في تحليل البيانات، تعدد مصادر البيانات التي يتم جمعها وصعوبة جمعها وتحليلها في مكان واحد، مما يزيد من فرص ارتكاب الأخطاء خاصة إذا تم جمع البيانات بشكل يدوي، وبالتالي تصبح غير موثوقة.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق قيام المؤسسات بإنشاء مركز مركزي للبيانات والذي يسهل من الوصول إلى المعلومات، ويوفر على الموظفين الوقت الذي يقضونه في جمع البيانات.

9- نقص الدعم

لن تصبح عملية تحليل البيانات مجدية إذ لم يكن هناك دعمًا تنظيميًا لها في المؤسسة، فعلى الرغم من أهمية هذه العملية؛ إلا أن عدم تقديم الموظفون الآخرون في المؤسسة الدعم المطلوب يحد من قدرة المسؤولين عنها عن تنفيذها على النحو الأمثل.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق إرساء المؤسسة ثقافة تنظيمية تبرز أهمية تحليل البيانات ودعمها، وتثقيف الموظفين وتشجيعهم لتقديم الدعم عند القيام بتحليل البيانات.

10- أمن البيانات

الكثير من المؤسسات تركز على فهم وتحليل وتخزين البيانات الضخمة، وبالتالي تغفل المخاطر المُحتملة التي تهدد خصوصية وأمان مجموعات البيانات الهائلة التي تم جمعها، وهو ما يسهل من انتهاكها وتضرر المؤسسة وعملائها.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق تنفيذ ممارسات الأمن السيبراني بالاستعانة بالمتخصصين في هذا المجال، إضافة إلى تشفير البيانات مع اعتماد بيانات تسجيل الدخول المضمونة، والتحكم في حقوق الوصول.

تعلم تحليل الأعمال والبيانات بشهادات معتمدة:

إذا كنت تعمل في تحليل البيانات أو الأعمال أو تكنولوجيا المعلومات، وتسعى لتعزيز مهاراتك في تحليل البيانات واكتساب فهمًا عميقًا حول ممارساته وتقنياته؛ فإن دورة تحليل بيانات الأعمال CBDA التي تقدمها بكه هي الخيار الأمثل لك، إذ تتيح لك الحصول على شهادة مهنية مُعتمدة من المعهد الدولي لتحليل الأعمال IIBA، وهو ما يجعلك مطلوبًا بشدة من قِبل المؤسسات التي تعتمد على البيانات.

هل ترغب في تعزيز مهاراتك وتحقيق التميز في مجال تحليل الأعمال؟ سجّل الآن في دورات بكه للتعليم في مجال تحليل الأعمال والبيانات واحصل على شهادات معترف بها عالميًا، مثل شهادة ECBA، CBAP، IIBA®-AAC، PMI-PBA، وشهادات أخرى متميزة. اكتسب المعرفة والمهارات اللازمة لتفوق في مجال تحليل الأعمال والأمن السيبراني وتحليل البيانات. لا تفوت الفرصة لتطوير مهاراتك وتعزيز مسيرتك المهنية مع بكه للتعليم. سجّل الآن وابدأ رحلتك نحو التميز!

• تحليل الأعمال ECBA -  شهادة ECBA
• شهادة القدرة على تحليل الأعمال 
• شهادة أخصائي تحليل الأعمال المعتمد - شهادة CBAP 
• شهادة تحليل الأعمال أجايل IIBA®-AAC
• شهادة PMI-PBA 
• شهادة تحليل الأمن السيبراني IIBA - 
• شهادة تحليل بيانات الأعمال IIBA®-CBDA 
• دورة محترف في تحليل الأعمال ®PMI-PBA.

الخاتمة:

تحليل البيانات أصبح أساسياً في تحسين قرارات المؤسسات بفضل قدرته على تقليل التكاليف، تعزيز الكفاءة، وفهم العملاء بشكل أفضل. هذه العملية تدعم اتخاذ قرارات مبنية على أدلة بدلاً من الافتراضات، وتكشف عن فرص جديدة وتعزز القدرة على إدارة المخاطر بفعالية. ومع ذلك، تواجه المؤسسات تحديات مثل نقص جودة البيانات وارتفاع التكاليف، لكن يمكن التغلب عليها باستخدام أدوات متقدمة وتدريب فعّال. بشكل عام، تحليل البيانات يوفر ميزة تنافسية ويزيد الإيرادات من خلال تحسين استراتيجيات التسويق وفهم اتجاهات السوق.

وختامًا، فإن الفوائد المتعددة التي تجلبها عملية تحليل البيانات للمؤسسات تبرز مدى أهمية فهمها وتطبيقها بشكل منهجي يضمن نجاح المؤسسات على المدى الطويل.